أسئلة داخل «حزب الله»: الى متى يستمر سقوط الشباب في سوريا؟

اختفت صور شهداء حرب تموز 2006، لترتفع مكانها صور شباب من “حزب الله” سقطوا في معارك القلمون والسلسلة السورية والزبداني وبعض مناطق الداخل السوري المشتعلة. اتشحت قرى كثيرة بالسواد في الجنوب والبقاع، حتى أن الزائر لمناطق في الجنوب تمتد من النبطية الى الشريط الحدودي من كفركلا الى بنت جبيل، ولمناطق في البقاع الشمالي، وفي الضاحية الجنوبية أيضاً، يخاف من المشهد، إذ لا توجد قرية الا وترفع صور شباب سقطوا في الحرب السورية، ليطغى على الاحتفالات بـ”انتصار تموز” مشهد العزاء والحزن. وتعكس الصورة حجم الكلفة التي يدفعها “حزب الله” وجمهوره جراء الإنخراط في الداخل السوري لمحاربة التكفيريين، ومن أجل حماية سوريا وتعزيز صمودها كما يقول الحزب تبريراً للتدخل، فيما معركته لحماية النظام هي الأساس كما يقول المعارضون لتدخله.

 

ولعل الكلفة المرتفعة لتدخل “حزب الله” في سوريا، بدأت تظهر الى العلن أسئلة داخل الطائفة الشيعية وبين جمهوره القريب عن جدواها، وما تحققه فعلاً في المناطق التي يقول الحزب انه سيطر عليها. ففي تموز 2015 ليس مثل ذلك الشهر الذي قاتل فيه “حزب الله” اسرائيل في 2006، وان كانت رسمت علامات استفهام كثيرة على وظيفتها أنذاك، فالكلفة وفاتورتها اليوم مرتفعة جداً اذا قورنت بمواجهة العدوان الاسرائيلي لـ33 يوماً، وجدوى الانخراط في الحرب السورية مختلفة أيضاً، باستثناء ما يريده الرعاة الاقليميون لها. فوفق مصادر متطابقة محلية وخارجية تشير الى أن عدد شباب “حزب الله” الذين سقطوا في سوريا منذ ان انخرط الحزب في القتال هناك يتجاوز الألف، أما عدد مقاتلي الحزب في كل المناطق السورية بدءاً من سلسلة الجرود على الحدود من القلمون الى الزبداني فيتجاوز العشرة آلاف مقاتل، وهو ما يرتب كلفة كبيرة وتجهيزات ومتابعة وتأمينات لوجستية وغيرها مما تتكلبها عملية القتال، بالإضافة الى الإستنفار في القرى القريبة من الحدود السورية، وعمليات التبديل، حتى ان قرى كثيرة فرغت من شبابها الذين يقاتلون في سوريا، والمتحفزون للقتال، والذين يتحضرون لمهمات الدعم والمسانذة.
أسئلة كثيرة طرحت داخل “حزب الله” عن الكلفة المرتفعة، وليس عن المشاركة في الحرب السورية، وفق مقرب من الحزب، فيما الحديث عن أن قيادات هددت بالاستقالة والإنشقاق لا صحة له، انطلاقاً من أن اعتراض أي قيادي في “حزب الله” على قرارات الحزب العليا والشرعية، يعني تنحيه جانباً، وتجريده من مسؤولياته، وهو ما حصل لقياديين سابقين في الحزب اعترضوا على سياساته، منهم من خرج وتنحى عن العمل السياسي، ومنهم من غادر البلد. لكن الأسئلة والتساؤلات تنتشر في أوساط الحزب، عن سبب سقوط هذا العدد الكبير من الشباب، وهل كان الحزب قد درس الجدوى من التدخل في مناطق معينة في سوريا وبعيدة؟ وهل يقيس حساباته فعلاً على مستوى الخسائر والأرباح؟ وإن كان هناك قرار شرعي بالإنخراط في الحرب، هو يوازي قرار القتال ضد الاحتلال الإسرائيلي.

(النهار)

السابق
الرئاسة الى التأجيل مجدداً وانهماك لبناني بتحليل النووي
التالي
مجهول القى قنبلة في عين الحلوة والاضرار مادية