مسرح القصائد مدن إسمنتيّة لا إسم لها ولحاناتها ولرجالها، تفضي، أحياناً، إلى أريكة تشهد لقاءات عابرة لا ترقى إلاّ همساً إلى مرتبة الحبّ.
اقرأ أيضاً: أحمد بزُّون… وملحميّةُ الاحتفاء بالجسَد الأُنثويّ…
بشجاعة تكتب الشاعرة حياتها بتفاصيلها المملة وقلقها العادي، فتنزل قرّاءها، على غفلة منهم، منزلة الأصدقاء الحميمين.
وهي تضمّ 67 قصيدة تقع في (118) صفحة من القطع الوسط.
ومن عناوينها: “أسباب جوهرية لعدم بدء علاقة أو إنهائها”؛ “مفاجآت الطريق”؛ “خالدة”؛ “كإسم يظهر على شاشة الموبايل”؛ و”رغبة الأقدام في ركلي”؛ و”مكر”.
ونقتطف منها النصوص الآتية:
ثبات
لا تزالين تملكين/ معِدَة هشّة/ كعصفور أطلق آخر زقزقاته/ حين أشاح بنظره عنكِ/ وقلباً صغيراً كحبّة شوكولا/ ذابت على كنبتك/ لحظة رحل.
نحن الذين نخاف أيّام الآحاد
نحن الذين/ نتوقف فجأة/ لنأخذ/ حصة روحنا/ من الشمس/ وقد نتأمّل أيدينا/ لبرهة/ قبل أن/ نكمل سيرنا/ فجأة أيضاً.
نحن الذين/ نرتعب/ من المحادثات الصغيرة/ والنكات/ نحن الذين/ لا نحدّق/ بعيون أحدهم/ طويلاً/ كي لا تهرب/ أرواحنا منّا.
نحن الذين/ نملأ فراغ الكلام/ بلمسات/ على الوجه.
نحن الذين/ نغرق/ في كنباتنا/ كلما/ قُرع جرس الباب/ نحن الذين/ ندندن/ في المصعد/ ونقبّل مودّعين/ من شاركنا/ الصعود/ أو النزول/ نحن الذين/ تزعجنا/ زقزقة العصافير/ في الصباح تحديداً/ نحن الذين/ نرقص/ حتى الطيران/ نحن الذين/ لا نبالي/ بالحزن/ على الغرباء/ نحن الذين/ تدهشنا/ الخطوط البيضاء/ على الطرقات السريعة/ نحن الذين/ نجهل الكثير/ من الأجوبة/ والتواريخ/ نحن الذين/ نقبّل/ شجر حديقتنا/ ونهمس في/ ستائر نوافذنا/ نحن الذين/ مددنا/ يدنا في الهواء/ ولحقنا بها/ نحن الذين/ ذهبنا/ أكثر من مرّة/ ولم نعد أبداً.
اقرأ أيضاً: «مرايا الشمس»: شعر للناشر محمد حسين بزّي
فأنت في السابعة والثلاثين
مدّي يدك…/ اكمشي الهواء/ اثقُبي الوقت/ ضعي ساقاً فوق اخرى/ وذراعاً على حافّة الكنبة/ عضّي على شفتك السفلى/ إلقي نظرة ملعونةً/ اطلقي ضحكةً نبيذيّةً/ ثمّ حلّقي كسمكة.