قرار تفعيل الحكومة يصطدم ببقاء الخلاف حول القضايا العربية على حاله

مجلس الوزراء
تفاعلت قضية موقف لبنان الذي خرج عن الاجماع العربي في جامعة الدول العربية داخل مجلس الوزراء، وبعد نقاشات طويلة لم يتوصل الوزراء الى اتفاق موحّد وإعلانه، أي أنّ موقف لبنان من القضايا العربية لا يزال مبهمًا.

دار نقاش طويل وفق “النهار” خلال جلسة الحكومة كانت فيه الأراء متفقة على ان لبنان لن يخرج عن التضامن العربي، وان الحفاظ على مصالحه هو الاولوية. وشرح وزير الخارجية جبران باسيل بحسب “النهار” موقفه المعروف، وكانت مداخلات لكل من الوزراء نهاد المشنوق واشرف ريفي ورشيد درباس الذي اقترح التنسيق وتكثيفه بين رئيس الوزراء ووزير الخارجية في السياسة الخارجية. وفي الخلاصة لم يتم التوصل الى اتفاق على إعلان موقف في البيان الرسمي.

ولفتت مصادر “المستقبل” إلى أنّه حين أعاد وزير الخارجية تبرير فعلته وفق اللازمة نفسها التي لم ينفك يكررها حول تفسيره السياسي للنأي بالنفس، ردّ وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق بالتشديد على أنّ “النأي يكون مبرراً فقط عندما يكون العرب نهاد المشنوقمختلفين، أما عندما يكون هناك إجماع عربي فعندها يصبح النأي اللبناني بالنفس معاداة للعرب”، وقدّم المشنوق مطالعة حازمة في هذا الإطار قال فيها: “بين الإجماع العربي وإيران نحن مع الإجماع العربي، وبين الإجماع العربي والروس نحن مع الإجماع العربي وإلا نكون كمن يطرح هوية لبنان العربي على طاولة البحث، بينما نحن عرب ولا نقبل أي بديل عن عروبتنا”. ومستعيناً بمستندات حول البيانات السابقة لجامعة الدول العربية، تحدث المشنوق عن مقررات مؤتمري القاهرة وجدة الأخيرين مشدداً على أنّ “الموضوع الأساس يتعلق بالتدخل الإيراني في الشؤون العربية وهذا مرفوض”، وعلّق رداً على مطالبة باسيل خلال مقابلته التلفزيونية الأخيرة بوقف “الابتزاز” في موضوع مصالح اللبنانيين العاملين في الخليج العربي ربطاً بنأيه عن الإجماع العربي بالقول: “هذا ليس ابتزازاً بل هي حقوق للدول”. وحين نفى باسيل استخدامه عبارة “ابتزاز” أجابه المشنوق: “راجع مقابلتك التلفزيونية”، الأمر الذي رد عليه باسيل بإعادة تأكيد وقوفه ضد التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية.

إقرأ أيضاً: انفتاح اميركي على ايران وتضييق مالي على حزب الله

وفي هذا السياق كانت مداخلة وفق “اللواء” لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي أكد أن المسألة أبعد من اختلاف في رشيد درباس وجهات النظر، بل هي في حقيقتها مصالح لبنان، فدعونا نبحث أين هو الضرر الذي قد نتسبب به وأين هي المصلحة المشتركة؟ واقترح درباس بأن يكون هناك تنسيق دائم بين وزير الخارجية ورئيس الحكومة، كما اقترح أن يعلن وزير الإعلام في بيان موقف لبنان الرسمي وهو التضامن العربي ومع الإجماع والنأي بالنفس عندما يكون الخلاف عربياً. وكانت مداخلة للوزير ريفي الذي أكد أننا في لبنان عرب ولا يمكن إلا أن نكون عرباً، وتلا نص المادة الثانية في الدستور التي تقول بأن لبنان عربي الهوية والإنتماء. وقال: هذا واقعنا وتاريخنا ومستقبلنا. أضاف: نعرف أن هناك صراعاً عربيا – إيرانياً، ونحن في هذا الصراع، لا يمكن إلا أن نكون مع العرب، وأي شيء يُبعدنا عن العروبة لا يمكن أن نقبل به نهائياً. وعندما طرح اقتراح الوزير درباس أن يصدر وزير الإعلام بياناً يوضح فيه سياسة لبنان الخارجية إقترح وزير “حزب الله” حسين الحاج حسن إكمال مناقشة الموضوع في الجلسة المقبلة، وهكذا كان.

إقرأ أيضاً: الرئاسة؟ وما هي أمام دماء شهداء حزب الله؟
ولاحقاً، أدلى باسيل بعد جلسة مجلس الوزراء بتصريح قال فيه إنه أكد خلال الجلسة “على الموقف الثابت بوقوف لبنان ضد الاعتداء على أي سفارة وتحديداً على سفارة المملكة العربية السعودية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية”، مشدداً على أنّ “لبنان يرفض التدخل في شؤون الدول العربية، وهذا الأمر ينطبق عليه وعلى أي دولة عربية أخرى ومنها المملكة العربية السعودية”.

السابق
حزب الله يريد الاحتفاظ بكل الاوراق الانتخابات الرئاسية‏
التالي
«يمنى فواز» بعد نجاحها على كوكب الأرض تعاقدت مع «بلوتو» و«نبتون»