هل بدأ التقارب بين حزب الله والقوات؟

سمير جعجع
بعد اتفاق معراب كثر الحديث عن تقارب بين القوات وحزب الله، إلاّ أنّ جعجع نفى حدوث أي حوار مع الحزب، ولكن هل باب التقارب بين الطرفين مشرع ام ما زال مغلقا؟

18 كانون الثاني تاريخ مفصلي في التحالفات وخلط الأوراق المسيحية في لبنان، فبعد 10 سنوات من الانقسام العامودي بين 8 و14 آذار، وتقوقع كل حزب داخل فريقه، عشر سنوات كانت مليئة بالصراعات والإتهامات والمناكفات السياسية، إلى أن قرّر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اعلان تبنيه ترشيح خصمه التاريخي وأحد الأقطاب الأساسيين في قوى 8 آذار الجنرال ميشال عون لرئاسة الجمهورية!

اقرأ أيضاً: هذه أسباب جعجع في تبرير «الخيار الجديد»

هذه الخطوة التي أقدم عليها جعجع من قلب معراب غيّرت موازين القوى في لبنان وخلطت الأوراق بين الحلفاء والخصوم، فعلى الرغم من أهمية الحدث والمصالحة بين الطرفين اللذين خاضا حروبا دامية على مرّ السنوات، واليوم كثير من المراقبين يتحدثون عن قيام القوات بمحاولة تمرير رسالة إلى حزب الله عبر حليفهم الجديد وصولاً إلى بناء جسر تواصل مع حزب الله والإيرانيين نظرًا لدورهم الإقليمي الفاعل في لبنان وفي المنطقة.
الأكيد أنّ ما بعد 18 كانون الثاني ليس كما قبله، فالزيارات والإتصالات بين معراب وخصوم الأمس لم تتوقف بل تتطور، وكان أبرزها التشاور بين جعجع ورئيس حزب «التوحيد العربي» وئام وهاب الذي أعلن في حديث صحفي أنّ «سمير جعجع خصم في السياسة لكنه ليس عدوا ولديه جرأة الخصومة والمصالحة وهو امر يجب تقديره».

جعجع وعون
كذلك برز أمس مشاركة رئيس تحرير موقع القوات اللبنانية جورج العاقوري ضمن وفد اعلامي قام بزيارة رئيس لجنة الاعلام النيابية النائب حسن فضل الله، في مقر كتلة الوفاء للمقاومة في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية. وقد لاقى العاقوري ترحيباً مميزاً ووجه اثناء الحوار العديد من الأسئلة المباشرة والصريحة للنائب فضل الله. هي زيارة كان من الصعوبة بمكان ان تتم لولا التقارب بين عون وجعجع.
وعلى الرغم من نفي رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع في حديث لجريدة الرياض السعودية، وجود أيّ حوار قائم مع «حزب الله»، إلاّ أنّه وبحسب مصدر قواتي لـ«جنوبية» أنّ «القوات بابها مفتوح دائمًا لجميع الأحزاب اللبنانية ولحزب الله أيضًا لكن حاليًا لا يوجد أي تقارب». وفي المقابل رفض النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد فنيش في حديث لـ«جنوبية» التعليق على الموضوع مكتفيًا بالقول أنّ «هذا الموضوع يعلّق عليه السيد حسن نصرالله فقط».

اقرأ أيضاً: هل يتحوّل زواج المتعة الى دائم بين «القوات» و«التيار»؟

إذًا باب القوات للحزب مفتوح ورسائل القوات واضحة، وفي المفابل حزب الله يعمل منذ سنوات لتكريس نفسه كمرشد ومحرك ومرجع للملفات الداخلية في القضايا اللبنانية، لذلك وعلى الرغم من تكريس الخلاف لسنوات بينه وبين حزب القوات اللبنانية كونه حزبا عميلا يتبع لأجندة الصهيو-أميركية. لكن اليوم لا يمانع حزب ببدء مشروع تقارب مع القوات بهدف واحد. وهو أنّ يظل السيد حسن نصرالله مرشدا للجمهورية اللبنانية!

السابق
لبنان والسعودية: جهاد الخازن ونديم قطيش يردّان على الشريان والذيابي
التالي
عمار حوري: إيران تخطط لبيع ورقة الرئاسة اللبنانية