هذه أسباب جعجع في تبرير «الخيار الجديد»

رئيس القوات اللبنانية
خلط أوراق سياسية شهده لبنان منذ أن بادر الرئيس سعد الحريري إلى اقتراح حليف حزب الله وصديق الرئيس بشار الأسد سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الجمهورية. منذ هذا الإقتراح انقطع التواصل المباشر بين الحريري وحليفه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وفي هذا الصدد يقول جعجع إنّ ذلك لم يؤدِّ إلى وقف التواصل بين "المستقبل" و"القوات" بل استمرت اللقاءات مع قيادات المستقبل، في مقرّ القوات اللبنانية حيناً وفي مكاتب المستقبل حيناً آخر. يوحي سمير جعجع أنّ "هناك شيئاً ما تغيّر" مع الحريري على المستوى الشخصي منذ بادر الحريري إلى ترشيح فرنجية.

من هنا يبدأ جعجع في تقديم أسباب تبنيه خيار ترشيح ميشال عون، خلال حفل كبير قبل أسبوع، داخل مقرّ جعجع في معراب، بحضور عون. يعتبر الحكيم أنّه كان دائماً مع نظرية: “الفراغ الرئاسي أفضل من انتخاب رئيس ينتمي إلى 8 آذار. لكن مع كسر هذه المعادلة من قبل الحريري، وجد جعجع نفسه أمام حقيقة أنّ الرئيس بات حكماً من فريق 8 آذار، لذا بين خيار فرنجية أو العماد ميشال عون انحاز جعجع إلى ميشال عون لأسباب عدّة، منها ما هو سياسي بالدرجة الأولى، ومنها ما هو (شخصي بحسب تاريخ العلاقة غير الودودة بين فرنجية وجعجع).

إقرأ ايضاً: جعجع يعيد عون الى لبنان.. تحت سقف الدولة

لا يعتبر جعجع أنّ الرئيس الحريري، حين اقترح فرنجية، كان يستجيب لمطلب سعودي، بل مبادرة ذاتية وافق عليها السعوديون انطلاقاً من أنّهم يفضلون أن ينجز لبنان عملية انتخاب رئيس للجمهورية. بتقدير جعجع أنّ موافقة الحريري على تبني فرنجية لا تجعله بعيداً عن تبني ميشال عون من قبل “المستقبل”، خصوصاً أّنّ هذه الخطوة تأتي في سياق تبني خيار الأكثرية المسيحية المستندة على خيار العودة إلى الدولة وشروطها. وهذا ما عبّرت عنه النقاط العشر التي كانت قاعدة الاتفاق بين عون وجعجع.

فرنجية عون

اذاً جعجع اتخذ قرار ترشيح عون من دون أن يستشير أحد، بحسب زوّاره. وكل الكلام عن أنّ السعودية مستاءة من جعجع وتعتبر ما حصل هو طعنة في الظهر هو عارٍ من الصحة، يقول في مجالسه. بل يؤكّد وجود ثقة متبادلة بينه وبين القيادة السعودية. فالعلاقة مع السعودية جيدة جدًا، والمملكة “تدعم التوافق المسيحي في لبنان”.

إقرأ ايضاً: رئيس مسيحي ضعيف.. غير ذلك خروج على الطائف؟
وجعجع يؤكّد أنّ التواصل بين “المستقبل” و”القوات” مستمر والاتصالات ليست مقطوعة بل محصورة بين النواب والمستشارين: “وهذا التواصل سيستمر”. أما العلاقة مع التيار الوطني الحر فتبدو مفتوحة على مزيد من التفاهم على ملفات عدّة، بحسب سمير جعجع. إذ يقول إنّها “قد تكون مسيحية في الشكل والمضمون، لكنها تنطلق من استراتيجية هدفها ترسيخ مشروع الدولة باعتباره المشروع الوحيد الذي يمكن أن يجمع اللبنانيين وأن يوفّر لهم أفق الاستمرار وإطاراً لتنظيم التنوع وحمايته، وسبيلاً لترسيخ قواعد المواطنية والمساواة بين الجميع”.
يعتقد جعجع أنّ “الطائف” هو الإتفاق الذي يجمع اللبنانيون عليه رغم الملاحظات التي تبرز حول تطبيقه أو على بعض بنوده، ويعتقد أنّ الجميع متمسك به ولا يريد تعديله منفرداً: “إلاّ إذا تكوّنت إرادة جامعة على بديل، فهذا أمر آخر ولا يبدو أنّ له ايّ مؤشرات جدية”. وجعجع أيضاً متفائل بوصول العماد ميشال عون إلى الرئاسة، وهو يعتقد، بناء على ما تباحث به هو والعماد ميشال عون، أنّ حزب الله لن يخذل عون بل سيعمل على توفير كل الشروط المتصلة بفريق 8 آذار لتأمين انتخابه، بعدما أمّنت القوات اللبنانية وبعض المستقلين الأصوات المطلوبة، مع تأكيده-أي جعجع- أنّ تيار المستقبل لن يقاطع جلسة انتخاب الرئيس المقبلة.

إقرأ أيضاً: عون بين ورقة حزب الله وورقة القوات

لكن في المقابل يرى مراقبون أنّ ترشيح جعجع لميشال عون شكل ضربة قوية لحلف 8 آذار. فهذا الحلف أمام جملة خيارات كلها صعبة: إما أن يؤيد ميشال عون وبالتالي فسيؤدي ذلك إلى خلق شرخ بين حزب الله وفرنجية، وإما ترك التنافس يأخذ مجراه بين عون وفرنجية ويكون مجلس النواب الحكم في هوية الرئيس بينهما. وهذا ما يرفضه الجنرال عون رفضاً مطلقاً، لأنه يعتقد، ومعه كثيرون، أنّ حزب الله قادر على إلزام كل عناصر 8 آذار، بمن فيهم الرئيس نبيه بري والنائب فرنجية. وبالتالي لن يقبل عون من حزب الله أي أعذار من هذا القبيل.
ولأنّ معظم التحليلات تؤدي إلى مكان واحد، ونتيجة واحدة، ألا وهي عدم رغبة حزب الله في إجراء عملية انتخاب رئيس للجمهورية، باعتباره كان ليبادر إلى إعلان موقفه الترحيبي بتأمين جعجع الأصوات التي تؤمن مع اصوات 8 آذار وصول عون للرئاسة… فإنّ الجديد أنّ عون بات مرشّحاً، كما كان دوماً.

السابق
بقوة الفوتوشوب: جوليا والأولاد طالبوا بو صعب بالعطلة؟!
التالي
بو صعب يحسم قراره وغداً يوم ….