إتخذ “التغريد” بين برّي وجعجع أبعاداً لامست حدّ الأزمة، وربما بين عين التينة والرابية أيضاً، قبل أن تتنبّه مصادر الرئاسة الثانية إلى نجاح جعجع بجرّ برّي إلى “إشتباك” كلامي يعزّز مكانة “القوات”، ويُضعف دور بري في لعب دور “العرّاب الوفاقي” في مرحلة تترنّح فيها كل السلطات والرئاسات. وعمّمت مصادر برّي ليلاً أنه “ليس من محبّي السجالات، بل هو من روّاد الحوار، لكن عندما يدق أحد على الباب لا بدّ أن يسمع الجواب”، وأن الذي حصل من جانبه كان إيضاح موقف لا أكثر ولا أقل.
وفي التفاصيل، أنه بعد سؤال جعجع: “على أي أساس عون مرشح 8 آذار” طالما أن بري يرفض فكرة ضغط “حزب الله” على حلفائه في 8 آذار للتصويت لعون أو على فرنجية للانسحاب من السباق الرئاسي، أتاه الجواب سريعاً من عين التينة: “على ذات أساس ترشيحك من 14 آذار”، الأمر الذي عاد جعجع ليعلّق عليه عبر “تويتر” قائلاً: “يا دولة الرئيس بري ولكن أنا انسحبت لمصلحة العماد عون”.
يا دولة الرئيس بري، ولكن أنا انسحبت لصالح العماد ميشال عون.
— SAMIR GEAGEA (@DRSAMIRGEAGEA) January 25, 2016
لم يكن السجال الخاطف الذي دار بين بري وجعجع مجرد ترف عابر في دهاليز الأزمة الرئاسية، بل كشف على سرعته واقتضابه الجانب المتصل بازدواجية اللعبة السياسية ومناوراتها الفاقعة التي تتقاذفها القوى الداخلية منذ بدء الأزمة.
إقرأ أيضاً: برّي: لن أصوّت لعون ولو وضع حزب الله صاروخاً في رأسي
وبدا وفق “النهار” مكشوفاً ان بري يعترف بان كل المرحلة التي سبقت ترشيح فرنجيه والتي كانت فيها قوى “8 آذار” تزعم أن عون مرشحها انما كانت مناورة مستترة لتمرير الوقت أولاً ولمواجهة مرشح “14 آذار” أي جعجع نفسه. اما الأمر الآخر في هذا “الانكشاف”، فيتمثل في ان بري يعرف كما جعجع نفسه كما سائر الآخرين ان مماشاة قوى “8 آذار” بكاملها لترشيح عون انهارت عند أول اختراق جدي لدى ترشيح الرئيس سعد الحريري للنائب فرنجيه ومن ثم ترشيح جعجع لعون بحيث بدأ الاختبار الجدي الآن في انتظار تخلي “حزب الله” عن الغموض غير البناء الذي يختبئ خلفه ويتسبب من خلاله بأطالة الأزمة الى أمد غير محدود.
ورأت مصادر في “14 آذار” عبر “اللواء” أن ما حصل كان استنتاجاً واضحاً بأن “8 آذار” لا تريد ترشيح عون ولا انتخابه. وفي هذا الإطار، قال النائب أحمد فتفت لـ”اللواء” أن “8 آذار” لم تعد في وارد ترشيح عون.
إقرأ أيضاً: عون سيزور نصر الله لمعرفة الحق من الباطل!
“حزب الله” على صمته الرئاسي!
بعد أسبوع تماماً من احتفال معراب الذي تم فيه ترشيح النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، لم تبرز أي اشارة من “حزب الله” للتعامل علناً مع هذا التطور.
ولكن علمت “النهار” ان وفداً من “حزب الله” قام بزيارة غير معلنة للرابية نقل خلالها استمرار الحزب في دعمه وان أي جلسة انتخابية تعقد ويتوافر فيها النصاب ستنتهي الى انتخاب الجنرال رئيسا للجمهورية. وحملت هذه الزيارة مصادر في “تكتل التغيير والاصلاح” على القول إن أي تغيير لم يطرأ على موقف “حزب الله” الداعم لعون واذا كان الجميع ينتظرون بياناً أو موقفاً من الحزب فلا جدوى من الانتظار وكلام الامين العام للحزب واضح لا لبس فيه بان مرشح الحزب هو عون.