حزب الله.. فبركة الإنسانية وفبركة صور مضايا

مضايا والتي تحوّلت مؤخراً الى مادة إنسانية دسمة تضامن معها العديد من الأقلام المعتدلة من إعلاميين، ناشطين وحتى متابعين، كسرت معادلة حزب الله المقاوم وأسقطت عنه هالة القداسة.

فحصار مضايا الذي فُرض عليها منذ حوالى ستة أشهر من قبل النظام السوري وحليفه حزب الله اللبناني، وأدى الى منع دخول أيّ من المساعدات الإنسانية إليها وبالسماح لتجار الإنسان والدم من النظام والحزب على حد سواء بمساومة الغذاء وحتى حليب الأطفال مقابل ما يمتلكه الأهالي من مجوهرات وسيارات ودراجات وحتى منازل.

 

هذا الحصار الذي اخترقه الإعلام في الأيام القليلة الماضية مظهراً المأساة على حقيقتها، ولا سيما الإعلام الإلكتروني بدعم من وسائل التواصل الإجتماعي التي ساهمت بشكل رئيسي في إيصال هذه المعاناة على أوسع ناطق وبالتالي في مناجاة الضمير الإنساني الذي تضامن وتفاعل .

اقرأ أيضًا: حزب الله ينبش ضريح رفيق الحريري: يسرقنا من قبره وقتلَهُ أمنهُ

هذه الحملة الإعلامية لإنقاذ مضايا والتي جاءت بصور وأفلام مصوّرة، أظهرت جريمة النظام الطاغي، ووضعت شرف ما يدّعيه حزب الله من مقاومة على المحك، إذ تجّلت الحقيقة وأنّ من كان يوماً ندّاً للكيان الصهيوني بالسلاح، ها هو اليوم يقتل أطفال ونساء وعزل بالتجويع وبحرب البطون .

 

تداول هذه الصور وهذه الحالات التي حوّلت مضايا لفاجعة إنسانية، ولمدينة يسكنها الأشباح ويتجوّل فيها أشباه من هياكل عظمية، وجّه ضربة لمنطق حزب الله ولإنسانيته المفبركة، فتعّرت كلّ المبادىء التي ينادي بها أمينه السيد حسن نصر الله، وكل الإدعاءات بالدفاع عن المظلومين، أمام بطون مضايا الخاوية .

اقرأ أيضًا: حزب الله يهجّر أهلها: مضايا كربلاء سورية!

إلا أنّ النمط الإعلامي الوجداني المعتمد في نقلنا للأحداث والذي يخرج عن الموضوعية في بعض المراحل وإن كان لنوايا طيبة أو حتى غير مقصودة، قدّم للإعلام الحربي ثغرة حاول من خلال تبرئة نفسه من التهم بل وعكس البوصلة.

 

الدليل الذي استند إليه إعلام حزب الله في حق الرد، لا يعدو سوى بضعة صور تم زجّها بين الصور المأساوية لأطفال مضايا وأهلها دون ارتباطها الحقيقي بهم، هذه الصور والتي نعاتب بها غياب الوعي الإعلامي والتقصير في التحرّي والتدقيق، وهي قد تكون سقطت سهواً أو لغاية وجدانية، أو عن غير معرفة إذ أنّ مواقع التواصل الاجتماعي في هذه الكارثة شكلّت للعديد من الإعلاميين المصدر، ومع مصداقية الأغلب لا سيما وأنّ ناشطين بالثورة وإعلاميين بها هم من كانوا يقومون بالنشر، إلا أنّ البعض المنفعل من المتابعين تسبب بنشره صور غير دقيقة بتحوّلها لمواد إعلامية استغلها الحزب في حجته.

اقرأ أيضًا: حزب الله.. على مشرحة التواصل

هذه الركيزة التي استند إليها حزب الله في بيانه، يقابلها مئات الصور الموثقة إضافة إلى شهادات حيّة وأفلام صوّرت من داخل مضايا ونقلت الوجه الحقيقي للحزب ومفهومه للمقاومة …

 

ومع المحاولة الحثيثة التي اعتمدها الإعلام الحربي لإعادة الحزب لمكانته، غير أنّ هذه المكانة سقطت مع أول شهداء الجوع، ومع ماكينة القتل التي لم تكتفِ بالبراميل المتفجرة بل تخطّتها إلى معركة تجويع البطون وتحويل الإنسان لهيكل عظمي بارد.

السابق
فرنجية عن موقف رعد: أثق بكلام السيّد
التالي
وزير خارجية ايران اكد رغبة بلاده بتهدئة التوترات مع السعودية