اختلاف بري وحزب الله: الأول للديبلوماسية والثاني للحرس الثوري

نبيه بري حزب الله
عوّدنا الرئيس نبيه برّي بالتغريد خارج سرب حزب الله لا سيّما في المواقف والقضايا الحساسة وكان آخرها دعوته للنأي بالنفس عن التوتر السعودي الايراني والسعي إلى ما يعزز الاستقرار الداخلي. فما سبب التناقض بين الثنائي الشيعي؟ وهل سبب موقف بري حرجاً لحليفه القوي؟

في وقتٍ، تحتدم فيه ردود الفعل اللبنانية إزاء القطيعة السعودية الإيرانية. تفرّد رئيس مجلس النواب نبيه برّي في التريث ورفض التعليق على تنفيذ حكم الاعدام الذي نفّذ بالشيخ نمر النمر حتى أول أمس، إذ كسر صمته وأعلن امام النواب في “لقاء الاربعاء”:أنه من ناحية شخصية شكل لي الإعدام صدمة.”

اقرأ أيضاً: حصر إرث «سعودي – إيراني»

وفي موقف يتناقض مع موقف حزب الله إزاء هذه القضية اعتبر بري :”في السياسة فقد حفر(الاعدام) عميقاً وما لحقه داخل السعودية وخارجها لبنانياً وعربياً وإقليمياً وخصوصا إسلامياً، فهل يبقى لبنان كإبن لبون لا ظهراً فيركب ولا ضرعاً فيحلب؟”. قائلاً ” نسعى جميعاً الى ما يعزّز استقرارنا الداخلي ويحصن بلدنا، وهناك حاجة ملحة لتفعيل مؤسساتنا من أجل متابعة قضايا الناس”.
وهذه ليست المرّة الأولى التي يتمايز فيها موقف برّي عن موقف حزب الله خصوصًا في الملفات والقضايا الحساسة وإنكفاء حركة امل، حليفة الحزب والنظام السوري، عن المشاركة في الحرب السورية خير مثال. ومع إصرار أوساط مقربة من الحركة على القول أن التمايز في المواقف لا يعبر عن خلاف بين الثنائي الشيعي بقدر ما هو يتعلق بالرؤية الخاصة ووجهة نظر كل تنظيم بإعتبار ليس من الضروري ان يكون كل موقف يتخذه الحزب تبصم عليه الحركة، سيّما وأن التوتر بين السعودية وإيران أمر حسّاس وعلى شفير إشعال فتنة سنية شيعية.

اقرأ أيضاً: هل رجال الدين أمميّون؟

ولكن، بغض النظر عن الكلام التمويهي والمبهم لتدارك التناقض في المواقف لا يُخفى إنزعاج الحزب بحسب مصادر اعلامية،من عدم مساندة حليفه الأساسي له في العديد من المواقف الحساسة كان آخرها الصمت والاكتفاء في بيان الصادر عن حركة أمل استنكر فيه إعدام الشيخ النمر دون التعرض للسعودية، بخلاف مواقف حزب الله النارية بوجه المملكة. لكن، أيضاً، فإن صمت حزب الله عن بري ومنحه هامشاً من الحرية يستفيد منها الحزب في سياسة مقابل تدوير الزوايا تحقيقا لأهدافه.

نبيه بري

وبالعودة لصدمة برّي حيال إعدام الشيخ النمر كما عبّر هو نفسه، يقول المصدر إن الصدمة ناتجة إلى عدم توقع الإقدام على هذه الخطوة بسبب كثافة الإتصالات على جميع المستويات للحؤول دون تنفيذ الحكم منعا لتذكية نار الفتنة. ويتابع المصدر على الرغم من التريث بالموقف الصادر عنه إلّا أنه لا يعني ان بري يصادق على الإعدام. فما يميز رئيس المجلس بالدرجة الأولى عن حزب الله حرصه على العلاقة بين السعودية وإيران وأقله تنظيم الخلافات فيما بينهما لمواجهة التدهور الحاصل. وبالتالي تحسبًا لخط الرجعة لحساسية موقعه الرسمي.

وفي المقلب الآخر ، يشدد المصدر أن جهود بري تنصبّ على تفعيل العمل الحكومي وإبقاء الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل فعالا. وهذا ما ظهر جليا في موقفه الأخير إذ قال: “حتى لو كان انتخاب رئيس الجمهورية سيحصل بعد 15 يوماً علينا تفعيل عمل الحكومة ، فكيف إذا كان هذا الإستحقاق بات اليوم في الثلاجة؟”.

ومن ناحية أخرى كشف المصدر، عن ارجاء تلبية الدعوة لزيارة السعودية وكذلك إرجاء دعوة مماثلة لزيارة إيران للبحث في ملف الشغور الرئاسي باعتبار أن كل خطوة على هذا الصعيد يفترض ان تكون اكثر احتسابا. علمًا أن الدعوتين سبقتا إعدام النمر.

اقرأ أيضاً: تركيا أقرب الى إيران من السعودية!!

وفي المقلب الآخر، على الرغم من حدّة التوترات الإقليمية إلّا هناك توجها في لبنان إلى تخفيف مستوى التوتر المذهبي القائم في البلد وصب الجهود في سبيل تفعيل الحوار برعاية الرئيس برّي الوسيط بين المستقبل وحزب الله، هذا المشهد يدفع البعض الى تشبيه بري وهو صاحب العلاقة الجيدة جداً مع ايران، بأنه المحسوب على الخط السياسي والديبلوماسي منها، فيما حزب الله محسوب على الحرس الثوري.

 

السابق
أفضل الصور في العام 2015
التالي
باسيل: نتفهم الإعتداء على البعثات الدبلوماسية من دون موافقة السلطات