من المستفيد من وضع «حركة أمل» على لائحة الارهاب؟

حركة أمل
نشرت جريدة «السفير» أمس خبراً مفاده ان السعودية تحاول إدراج «حركة أمل» على لائحة المنظمات الإرهابية في سوريا على الرغم من عدم تورط «أمل» في الحرب السورية، فما صحّة هذا الخبر وخلفياته؟

منذ حوالي اربع سنوات انطلقت شرارة الثورة السورية، ومنذ اللحظات الأولى لبدء هذه الثورة التي تحولت فيما بعد إلى نزاع مسلح كان لها أثار وتداعيات سلبية على الوضع اللبناني الداخلي، ديموغرافيا من جهة أزمة اللاجئين السوريين، وأمنيا من جهة بعض الملاحقات التي تجري بحق بعض افراد من هؤلاء اللاجئين بتهم مناصرة الارهاب في عدد من المناطق اللبنانية، وكان لانخراط «حزب الله» اللبناني كطرف في الحرب السورية أثره السلبي البالغ، فظهر انه أداة لتنفيذ المخطط الايراني في مساندة النظام السوري بارتكابه أفظع المجازر الجوية والبريّة بحق الشعب السوري الذي بات متفقق على رحيله من قبل أغلب دول العالم.

اقرأ أيضاً: التحالف الاسلامي بقيادة السعودية…يقسم اللبنانيين

لذلك اتخذت بعض الدول العربية والغربية الفاعلة في المجتمع الدولي العديد من الإجراءات ضدّ حزب الله ومؤسساته وبعض مسؤوليه العسكريين والأمنيين، كما طالت بعض الشخصيات الاتصادية المستقلة المحسوبة على خط “المقاومة” واتهمت بالتعامل مع «حزب الله» الذي صنّف كمنظمة «إرهابية» على اللوائح الأميركية والخليجية.

وكان البارز أمس خبرا في جريدة «السفير» اللبنانية أورد معلومات عن إدراج ثلاثة أحزاب لبنانية في لوائح المنظمات الإرهابية بمبادرة خليجية خلال اجتماع «المجموعة الدولية لدعم سوريا» في نيويورك والذي عقد بناء على دعوة وزير الخارجية الاميركية جون كيري.

وبحسب الخبر المنشور يوم الإثنين في 22 من كانون الثاني 2015 أنّه «تمّ تكليف الأردن إعداد اللوائح بأسماء المنظمات الإرهابية، التي لن يكون لها مكان في الحوار الذي سيحصل لاحقاً بين النظام السوري والمعارضة السورية والتي لا يشملها وقف إطلاق النار، المفترض أن يبدأ اعتباراً من بداية السنة المقبلة، مثل «داعش» وأخواتها من المجموعات التكفيرية.فكلف الأردن الاتصال بممثلي الدول المشاركة في الاجتماع، والحصول منها على جواب حول تصنيفها للمنظمات والأحزاب».

اقرأ أيضاً: لبنانيون يعتذرون من السعودية خوفاّ من الترحيل: شكراً وعذراً وكفى

وأضاف الكاتب أنّ خلال الإجتماع فوجئ وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في إدراج «حزب الله، حركة أمل، حزب البعث»، وأنّ «”دولة خليجية مهمة”، هي التي اقترحت تصنيف هذه الأحزاب اللبنانية بأنها منظمات إرهابية».

حركة أمل

ولكن بعد مداخلة باسيل التي رفض خلالها «فكرة النقاش بأحزاب لبنانية ممثلة بنواب في المجلس النيابي..» وحصول مشادة كلامية بينه وبين وزير خارجية «الدولة الخليجية المهمة»، وبعدها «عقد اجتماع جانبي شارك فيه ممثلو: الولايات المتحدة الاميركية، روسيا، لبنان، ووزراء الدول الخليجية الثلاثة، وتقرر أن تُسحب المسودة واعتبارها وكأنها لم تكن» دائمًا بحسب «السفير».

إذاً المفاجأ بهذا الخبر زجّ إسم «حركة أمل» في الأزمة السورية على الرغم من عدم تورطها في هذه الحرب منذ بدايتها والإكتفاء بإطلاق المواقف السياسية، إضافةً إلى عدم اتهام «أمل» بأي عمل إرهابي داخل الأراضي اللبنانية وخارجها منذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان. بعكس حزب الله المصنف كمنظمة «إرهابية» بسبب ممارساته الأمنية والعسكرية خارج الأراضي اللبنانية، إن في سوريا أو في دول الخليج وفي أميركا اللاتينية ومصر.. وكل هذه الحوادث موثقة لدى الأنظمة التي اتخذت هذه قرارات ضدّ الحزب.

نبيل هيثم
نبيل هيثم

وفي اتصال مع كاتب المقال الصحافي نبيل هيثم لتوضيح الخبر أبدى استغرابه «بإدراج إسم حركة أمل على لائحة الإرهاب» الذي أكدّ أنّ الإقتراح كان من قبل المملكة العربية السعودية قائلاً «منذ نشأت “أمل” لم يحصل أن وضعت على لائحة إرهابية حتى من قبل اسرائيل»، أكدّ أنّ «هذا الخبر لا يوجد له أي تفسير سوى أنّه إجراء مذهبي من قبل السعودية يدل على تخبط عشوائي وانفصام، فهي كمن يطلق النار على نفسه، خصوصًا أنّ الرئيس بري هو ممر إلزامي لأي تسوية وحوار..في لبنان».

راشد فايد
راشد فايد

وتعليقًا على الخبر استبعد الكاتب والصحافي راشد فايد في حديث لـ«جنوبية» «هذا الخبر خصوصًا أنّه يفتقد إلى الدقة، وغير منسوب إلى مصدر واضح» قائلاً «علينا أن نبحث عن من له مصلحة لتشويه العلاقة بين الرئيس بري والمملكة العربية السعودية».

وأضاف فايد «في المبدأ حركة أمل ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان لا يمكن وضعها في إطار الإرهاب، بعكس حزب الله صاحب الارشيف المليء بالأعمال الإرهابية من سوريا الى أميركا اللاتينية».

إذًا تبقى محاولة تصنيف «حركة أمل» في إطار المعلومات أو الأخبار غير المؤكدة، ولكن لا بدّ من طرح تساؤلات حول خلفية نشر هذا الخبر إن لم يكن صحيحًا في التوقيت والمضمون خصوصًا أنّ الرئيس برّي وافق على دعوة السعودية لزيارة المملكة ولقاء الملك! واذا كان صحيحًا سعي المملكة العربية السعودية لإدراج حزب لبناني بحجم حركة أمل ورئيسها، فهل هذا يعني استبعاد الدور الإيجابي لرئيس مجلس النواب الذي لا يمكن استثناءه في العديد من الملفات الخلافية في لبنان.

اقرأ أيضاً: من هي المجموعات اللبنانية التي تقاتل في سورية ولماذا رفضت حركة امل؟‎

السابق
#فلسطين_عربية… ردًا على مصادرتها في خطاب نصر الله أمس
التالي
الانباء: أبرز هجمات «داعش» وأنصاره حول العالم في 2015