الفقراء من عرسال إلى طرابلس والضاحية هم ضحايا الإرهاب!

أمس ضربت يد الإرهاب الضاحية الجنوبية، وبالتزامن أيضًا نجت طرابلس من مخطط إرهابي، وقبل أسبوع استهدف الارهاب عرسال، كلّها مناطق يقطنها الفقراء الذين لا ناقة لهم ولاجمل من كل الحروب الدائرة في العالم، همّهم تأمين حياة لائقة كريمة لعائلاتهم، ولكن المفارقة ان الإرهاب يضربهم دائما متوهما انه يضرب اعداءه الاقوياء.

يبدو أنّ عام 2015 أبى أن لا يرحل من غير أن يسجّل الإرهاب ضربة دموية في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، الضاحية التي عاشت هدوءاً نسبيًا بعد سلسلة من التفجيرات التي هزّت الآمنين فيها وكان آخرها  منذ حوالي السنة والنصف.

إنفجار أمس استعمل فيه الإرهابيون تكتيكًا جديدًا قاصدين وقوع أكبر عددٍ من الضحايا، من خلال ارسال 3 انتحاريين يفجرون نفسهم بشكل متسلسل لاستهداف التجمعات في حيٍّ شعبيٍ مكتظ بالأبرياء، أمّا الخوف اليوم فهو بعودة التفجيرات الإرهابية التي تستهدف الأبرياء فقط الأبرياء.
عودة التفجيرات خصوصًا الى الضاحية لم تكن مستبعدة، على الرغم من نجاح القوى الأمنية  بالقبض على شبكات كانت تخطط للقيام بأعمال ارهابية داخل لبنان، ولكن يبدو أنّ المخططين والمنفذين أمس، استطاعوا خرق كل الاجراءات الأمنية ومحاولات افشال المخططات. وكانت  وردت في الأسابيع الماضية تقارير أمنية وصحفية أكدّ وجود مخطط كبير لاستهداف لبنان وتحديدًا الضاحية الجنوبية بقصد توجيه ضربةٍ قاسية لحزب الله ردًا على تدخله في الحرب السورية.

اقرأ أيضًا: هل بدأت رسميّا حرب داعش – حزب الله؟
وأبرز هذه التقارير ما نشرته صحيفة السياسة الكويتية عن تسلّل 35 “داعشي” الى لبنان لتنفيذ تفجيرات ضد “حزب الله” في الضاحية، فقد كشفت أوساط   قيادية في “الجيش السوري الحر” لصحيفة “السياسة الكويتية”، أن “نحو 35 عنصراً من عصابات داعش المتطرفة استقروا في بيروت حول الضاحية الجنوبية مقر حزب الله وقياداته، في التجمعات السكنية الفلسطينية وفي المرتفعات الجبلية المشرفة على مطار بيروت الدولي، استعداداً على ما يبدو، حسب أحد قادة كوادر جبهة النصرة، لاستئناف التفجيرات والاغتيالات في مناطق حزب الله المدنية والعسكرية المكثفة. كما نشر داعش سلسلة صواريخ كاتيوشا وغراد في المرتفعات الجبلية اللبنانية الشرقية المشرفة على بلدات شيعية، كان بعضها تعرض قبل سنتين لتفجير سيارات مفخخة ادت الى مقتل وجرح الكثير من المقاتلين الحزبيين الشيعة والمدنيين الداعمين لهم” على حدّ قول الصحيفة المذكورة.

اقرأ ايضًا: «35 داعشياً» تسللوا إلى لبنان لتنفيذ تفجيرات ضد «حزب الله» في الضاحية‏

إقرأ أيضًا: ضاحية حلب أو ضاحية بيروت؟

وقبل أسبوع تقريبًا شهدت بلدة عرسال البقاعية انفجارين ارهابيين استهدف أحدهم “هيئة علماء القلمون” وهم علماء سوريون كانوا يعملون لوأد أي فتنة بين اللاجئين واللبنانيين، والتفجير الثاني استهدف ملالة للجيش اللبناني. كذلك نجت طرابلس، يوم أمس، من مخططين إرهابيين، الأول مجهول الاتجاه والهدف، والثاني كان معدّاً باتقان، ويهدف الى إيقاع أكبر عدد من الإصابات في صفوف المدنيين وربما العسكريين. حيث تمكّنت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي من توقيف المدعو ب. ج. في محلة القبة، كان مزنّراً بحزام ناسف زنته خمسة كيلوغرامات من المواد شديدة الانفجار مجهّز للتفجير. وتم العثور صباحا على عبوة ناسفة زنة عشرة كيلوغرامات معدّة للتفجير، كانت موضوعة بالقرب من مقهى كنعان في حيّ الأميركان،

إذًا هي نفسها الأيادي الإرهابية التي تحاول ايقاع الفتنة بين أبناء البلد الواحد، ونقل فتيل الحرب السورية بأي ثمن إلى لبنان، هذه الأيادي تتنقل بأعمالها الإرهابية بين منطقة الى أخرى أمّا الضحايا فهم المدنيون الفقراء الذين يعيشون في المناطق الشعبية النائية، وكأنه لا يكفيهم تآمر السياسيين عليهم وإهمال الدولة لمناطقهم، هم مستهدفون كذلك من الإرهابيين الذين يتوهمون انهم  يصفون حساباتهم مع اصحاب السلطة الأقوياء…اما الضحايا فهم الابرياء والفقراء أنفسهم…

السابق
حملة «لا للتحريض».. اتهام الفلسطينيين جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة التفجير
التالي
برج البراجنة: منطقة سنية شيعية فلسطينية.. والقاتل قتل منهم جميعاً