هل بدأت رسميّا حرب داعش – حزب الله؟

العملية الارهابية التي تبنى تنفيذها تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) في لبنان عن طريق انغماسيين انتحاريين، مستهدفا فيها الضاحية الجنوبية، والبيئة الاجتماعية في هذه المنطقة، هي عملية اجرامية ارهابية بامتياز، استهدفت مواطنين مسالمين ولم تكن موجهة ضد مركز حزبي او عسكري او سياسي.

كل التدابير الأمنية المتخذة منذ سنوات في الضاحية الجنوبية وعلى مداخلها بدت بلا جدوى، فطبيعة هذه العملية التي نفذها بأسلوب جديد انتحاريان انغماسيان، اظهرت امكانية اختراق تنظيم داعش هذه الاجراءات الأمنية، فابناء الضاحية يعلمون ان امكانية دخول دراجة نارية او رجلين مزنّرين بالديناميت ليس مستحيلا، بل متاحا من العديد من المنافذ التي لا توجد فيها جهات امنية او عسكرية تدقق بهوية الداخل وما يحمله.

إقرأ أيضاً: كيف ضرب الإرهاب برج البراجنة؟

لا بد من الاشارة الى ان تنظيم داعش الذي اعلن مسؤوليته عن التفجيرين في منطقة برج البراجنة، يتميّز عن سواه من الجهات التي قامت بتنفيذ عمليات انتحارية، ككتائب عبدالله عزام او جبهة النصرة، وأنّه تنظيم بقدرة فنية وتدريبية بحيث تبدو تلك المجموعات التي تم كشفها خلال سنة، انها مجموعات هاوية. وهنا تكمن الخطورة في المرحلة المقبلة. اذ يكفي ان نشيرالى قدرة هذا التنظيم على اختراق مطار شرم الشيخ ووضعه قنبلة في طائرة مدنية روسية انفجرت في الاجواء نهاية الشهر المنصرم.

هل من ملامح لمواجهة مباشرة بدأت مع حزب الله في لبنان عبر هذا النمط من العمليات الارهابية؟

 

تفجير برج البراجنة

يمكن ملاحظة ان حزب الله وحتى النظام السوري، لم يخوضا حربا مباشرة مع هذا التنظيم، لكن في الاسابيع الاخيرة، ومع الدخول الروسي المباشر في سورية اخيرا، لاحظنا حصول مواجهات على الارض بين الجيش السوري والمنظومة العسكرية الايرانية بما فيها حزب الله وبين داعش، في محيط حلب وفي الرقة، وبغطاء جوي روسي.

الحرب المباشرة مع داعش، ربما قد تكون السبب المباشر لجعل لبنان ساحة جهاد لها، في محاولة منها لتوسعة دائرة الاشتباك تخفيفا من الضغط العسكري الذي تتعرض له في سورية وفي العراق، ايضا مع نجاح القوى المقابلة في تحقيق تقدم على حسابها في اكثر من منطقة.

إقرأ أيضاً: ما علاقة انتحاري الشمال بانتحاريي برج البراجنة؟

 

انفجار برج البراجنة

حزب الله يبدو انه لم يكن يتوقع مثل هذا العمل الارهابي، فالاجراءات الامنية بقيت على حالها منذ اكثر من عام في الضاحية الجنوبية، وربما هذا الزمن الطويل ادى الى نوع من التراخي الأمني، فكان احد عناصر المفاجآة وقوع هذه العملية.

المرجّح ان المجموعات او الخلايا النائمة لهذا التنظيم لا ترتبط بطريقة تنظيمها بتلك التي تم القبض عليها من قبل الاجهزة الامنية، ونحن اليوم امام نمط جديد يحتاج الى جهد استخباري اكثر احترافا لكشف هذه الخلايا، وامام شكل جديد من اشكال المواجهة الغير مسبوقة .

شاهد أيضاً: بالصوت: تهديد داعشي بتفجير انتحاري في «حيّ السلم»

السابق
ديو غنائي بين فضل شاكر وصوفيا المريخ؟!!
التالي
التفجير الانتحاري المزدوج ….تكملة رسالة دموية