برج البراجنة: منطقة سنية شيعية فلسطينية.. والقاتل قتل منهم جميعاً

بالأمس كان لبنان على موعد مع مجزرة دموية استهدفت حيّاً شعبيًا تجارياً مكتظاً في برج البراجنة إثر هجوم انتحاري مزدوج ذهب ضحيته 43 شهيداً و239 جريحا في محصلة هي الأكبر من نوعها منذ دخول لبنان في دوامة الانفجار والانتحار ربطاً بالحرب السورية.

اليوم لم تُشرق شمس برج البراجنة كما جرت العادة. اليوم برج البراجنة حزينة كئيبة، هي المنطقة التي تشهد يوميًا ازدحام المارة وازدحام السيارات، الدراجات النارية وعربات الخضار.. برهة من الزمن كانت كفيلة بإطاحة كل شيء ولم يبقَ سوى الخراب.. هذه المنطقة التي اعتدناها تنبض بالحياة غصت أمس بوجوه مذعورة خائفة تركض من كل حدب وصوب، صراخ وعويل، أصوات ترتجف  تسأل: أين أبنائي؟ أين أبي؟ أمي؟ إخوتي؟… هؤلاء من استهدفهم الإرهاب الأعمى أبرياء مدنيين ذنبهم فقط أنهم تواجدوا لحظة التفجير..

اقرأ أيضًا: هل بدأت رسميّا حرب داعش – حزب الله؟

هذا السوق الشعبي، المعروف بـ”عين السكة”  من مطعم الـ سباعي “LFC” لـ”سنتر منصور”  “فرن مكي”  وصولاً إلى شارع الحسينية كلها محال يكتظ  فيها هذا الشارع الضيق، ترى تارة امرأة تشتري حاجاتها المنزلية، رجلا في طريقه إلى منزله بعد يوم عمل شاق، شبابا اعتادوا أن يلتقوا ويجتمعوا في حيهم. هؤلاء الأبرياء الذين قضوا أو الذين حالفهم الحظ  وأنقذتهم العناية الإلهية، همهم الوحيد هو تحصيل قوتهم اليومي والعيش بهدوء وسلام بعيدا عن المناكفات السياسة، فمن قال إن جميعهم حزبيين؟ ومن قال إن أبناء الضاحية لا يخافون ولا يهابون الموت؟ وكيف لا نخاف من انتحاري تكفيري لا يأبه بتفخيخ نفسه وتفجير جسده قبل تفجير وإدماء الآف من الأبرياء؟

اقرا ايضًا: في انتحار السنّة والشيعة…

ومن قال إن أرواحنا وشهداءنا فداءً لأحد؟ فلماذ الإيحاء دائمًا بأننا موافقين وراضين بما تفعله يد الإرهاب. أليس بهذا المنطق يشعر هؤلاء المجرمين أنهم نجحوا بتنفيذ مخططهم بضرب معقل “حزب الله”؟

هؤلاء الإرهابيين لم يضربوا معقل حزب الله، ولم يستهدفوا منطقة واحدة بل استهدفوا وطنا بأكمله، بعمل تدينه البشرية جمعاء.  لدينا اليوم جرحى ومصابين وشهداء في برج البراجنة منهم شيعة ومنهم سنة، فمن يعرف برج البراجنة يعلم جيدا أنها كانت ولا تزال رمزا للتنوع والتعايش بين أهل البرج الأصليين وأهالي الجنوب وأهالي بيروت القاطنين فيها منذ سنوات وما زالوا، هذا عدا عن السوريين والفلسطينيين الذين قضى عدد منهم في هذا العمل الارهابي أمس.

السابق
الفقراء من عرسال إلى طرابلس والضاحية هم ضحايا الإرهاب!
التالي
بالصور: الحراك يضيئ شموع في برج البراجنة