أزمة النفايات تتعقّد مع الغضب الجنبلاطي ورفض الـ«المطمر الشيعي»

النفايات لبنان
عاد ملف النفايات أمس إلى الصدارة لكن دون امكانية التحدث عن حلول قريبة خصوصاً بعد تهديد رئيس الحكومة تمام سلام بوضع النقاط على الحروف، وتهديد وزير الزراعة أكرم شهيب بالتخلي عن الملف بعد غضب جنبلاطي بسبب تقاعس جميع الافرقاء السياسيين عن حلّ هذا الملف الشائك.

على الرغم من محاولات الإنعاش المتواصلة لإعادة الروح في الحياة السياسية في لبنان، إلّا أن لا مؤشرات ايجابية تلوح بالأفق. الجمود والعجز سيدا الموقف. فانتهت جلسة الحوار السادسة التي كانت قد عقدت امس على وقع سيول الطبيعة وفيضانها والنفايات العابرة للشوارع والأحياء في العاصمة والمناطق.

وكلّ هذا لم يكن كافيًا لإعلان حالة الطوارئ والإسراع بحل أزمة النفايات، فقد انتهت جلسة الحوار الوطني على أن تعاود انعقادها يوم الثلثاء من الأسبوع المقبل علمًا أن لبنان امام منخفض جوّي قادم في الأيام المقبلة أي أن الوضع الى مزيد من السوء، خاصّة بعدما أكدت مصادر لجنوبية أنه ” لم يتم التطرق لأزمة النفايات على طاولة الحوار بالأمس بقدر استغراق الأقطاب في تعداد مواصفات رئيس الجمهورية”.

ففي ظل هذا التقاعس والتلكّؤ، مؤشرات عديدة تجمعت وباتت تهدد مصير الحكومة اللبنانية ومنها المهلة التي حددها وزير الزراعة أكرم شهيب والتي اقترنت بمهلة مماثلة حددها رئيس الحكومة تمام سلام وتنتهي الخميس القادم لاتخاذ موقف حاسم من معرقلي خطة الوزير شهيّب إذا لم تحسم مسألة المطمرين في عكار والبقاع الشمالي.

وقد قال مصدر سياسي مطلع رفض ذكر اسمه لـ”جنوبية” أنه ” لم تحصل بعد اللجنة الفنية المختصّة على جواب من جانب “حزب الله” حول موقع طمر النفايات في البقاع الشمالي وهي المهمة التي أوكل بها، مما يعوق اكتمال خارطة المطامر الصحية مناطقياً ويحول تالياً دون تطبيق الخطة الحكومية المتوازنة لمعالجة الأزمة”. وأضاف المصدر أن “جواب الحزب وحركة امل كان انه لا مكان في البقاع لاستحداث مطمر، وعدم الرغبة منهما بتحميل منطقة البقاع مسؤولية نفايات بيروت”.

نفايات بيروت

وبناء على ما قدّم مصدرنا المطّلع فان هذا أدّى إلى تراجع منسوب التفاؤل. خاصة أن المعلومات تشير إلى أن الحزب عجز عن تحديد موقع لمطمر نتيجةَ رفضِ الأهالي، حيث إنّ المواقع المقترحة تقترب من القرى والبلديات البقاعية، فيما بقيَت السلسلة الشرقية التي تتّسع للمناطق الصخرية مقفَلة على أيّ اقتراح، بسبب اعتبارها مناطق عسكرية تحت سيطرة مقاتلي الحزب لقربِها من الحدود اللبنانية – السورية على طول منطقة القلمون السورية من وسط البقاع إلى أقصى الشمال مروراً بتلال عرسال.

وهذا بدوره فتح الباب أمام التحدث عن غضب جنبلاطي كبير وذلك بعد تعثر خطة شهيب واصطدامها بعقبة عدم القدرة على ايجاد المطامر في المناطق خاصة مع عدم حضور جنبلاط إلى جلسة الحوار اليوم لدواعي المرض.

كذلك أشار المصدر المطلع نفسه إلى أن “هناك اتصالات ومساعِ للتوصّل إلى حلّ حتى يوم الخميس”. لافتًا إلى أن “شهيب ينتظر عقد الحكومة للجلسة لاجراء بعض التعديلات على الخطة المتوافق عليها سياسيًا على طاولة الحوار”.

وعن قرار شهيب بالإنسحاب من اللجنة الوزارية قال مصدرنا إن شهيب” قرّر وقف الإتصالات بإنتظار قرار القوى السياسية”. وبحال عدم التوصل إلى حلّ ” فان الملف سيصبح عند الرئيس سلام”.اكرم شهيب

وفيما يخصّ عدم حضور النائب وليد جنبلاط جلسة الحوار اليوم أكّد المصدر أنه لم ” يحضر لأسباب صحية وأن لا صحة لما قيل أن تغيبه اليوم هو تمهيدا للإنسحاب من الحوار أو من الحكومة”.
في حديثه إلى صحيفة “السفير” ليوم الثلاثاء، كشف الرئيس تمام سلام عن أنه (سبق لحزب الله أن أبلغنا وبحماسة بالموافقة على اختيار مطمر في البقاع الأوسط، لكن يبدو أنه بعد كلام الوزير نهاد المشنوق في احتفال ذكرى اللواء وسام الحسن، شعر أنه مستهدف بموقف سياسي، فتم إبلاغنا بعدم الموافقة على المطمر لأسباب أمنية). ما جعل الأمر يبدو وكأن رئيس الحكومة بكلامه هذا يُحمّل وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، وبالتالي تيار “المستقبل”، جانباً من المسؤولية عن عرقلة تطبيق خطة النفايات.
ولفت إلى أنه “يوجد أكثر من ثلاثين مقلعا وكسارةحجارة في منطقة كسروان (منطقة مسيحية)، ورفضت القوى السياسية هناك إعطاءنا مطمراً واحداً فيها، ومع ذلك يخرج البعض ليطالبني بتنفيذ مطمر سرار في عكار (منطقة سنية) باستخدام القوة، فلماذا يريدون أن يتحمل رئيس الحكومة أو وزير الداخلية مسؤولية تنفيذ المطمر بالقوة في عكار وهم يرفضون إقامة مطامر في مناطقهم؟”

وحول ما تردد عن إمكانية استقالته يوم الخميس القادم.. قلل سلام من أهمية هذا الكلام، قائلا ” هذا الكلام مبني على ما قاله شهيب، ولم أقله أنا مباشرة وأنا موقفي يرتبط بمدى الأذى أو الضرر الممكن أن يلحق بالبلد والمواطنين

السابق
من صلاة الاستسقاء …الى صلاة الاستجفاف!
التالي
دهم منزل شقيق فضل شاكر