هكذا ستردّ ايران على زيارة بشار الاسد لموسكو

يقال ان التدخّل الروسي الاخير في سوريا ازعج ايران واظهر بوتين بمظهر المستحوذ على الورقة السورية، فكيف ستتصرّف ايران؟ وأين ستكون ساحة الردّ؟

لعل ظهور الرئيس السوري بشار الاسد امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الكرملين ، وكل ما احاط بهذه “الزيارة الاستدعاء” من شوائب ان من حيث الشكل وما بدا عليه الاسد من وجوم وضعف ووهن، وما قيل الكثير عن جلوسه بين يدي الرئيس بوتين كولد كسول امام استاذه الغاضب ، والطريقة التي احضر فيها وحيدا فريدا، انما كانت ترمي لهدف واحد اراد الرئيس الروسي ان يعلنه مدعوما بالصورة هذه المرة، وهو ان بشار الاسد بضاعة روسية، وبالتالي فان السعر الذي يراد دفعفه ثمنا له انما يدفع للروس حصرا.

ومن هنا فقط يمكن ان نفهم الاتصالات التي اجراها الرئيس الروسي بعيد الاعلان “الدعائي” مع كل من السعودية وتركيا وغيرهما، ومن هنا ايضا يمكن فهم ما يجري حقيقة داخل اروقة لقاءات فينيا وما يدور من حوارات خلف الستارة بين التاجر الروسي صاحب السلعة من جهة، وبين الزبائن وما يمكن ان يدفعوه مقابل تلك البضاعة  ليكون بعد ذلك السعر فقط هو محور نقاش الاخذ والرد.
في المقلب الاخر يعتبر الايراني نفسه هو الخاسر الاول والاخير من ايّة صفقة يمكن ان تعقد بعيدة عنه، حيث وجد نفسه في برهة من الزمن انه خرج من الملعب السوري بكفي حنين، فلا هو شريك في محاداثات فيينا ولا هو كان حاضرا في مشهد الكرملن.
وأمام هذا الحدث الجلل الذي افقد الايراني صوابه، كان لا بد له من التعبير عن شديد امتعاضه وكبير غضبه، ولا بد من تسجيل موقف عالي النبرة للقول بصريح العبارة: ” نحن هنا ونريد حصتنا .. وإلا”.
يبقى السؤال البديهي عن الاسلوب والطريقة التي يمكن للايراني ان يعبّر من خلالها عن هذه الخديعة التي يتعرض لها، وعن الاسلوب الذي سوف يتبع كمحاولة لقلب الطاولة او على الاقل من اجل محاولة حجز كرسي له ولو متأخرا.
فبنظرة سريعة على الاطراف المعنيين بالصفقة المزمع عقدها، يمكن الاستخلاص سريعا بأن الروسي، وان كان يمثل  الطرف الاخبث عند الايراني الا ان تظهير هذا المشهد في هذه اللحظة سوف يقلب المزاج العام عند الجماهير التي لا تزال تهلل لقدومه المبارك على المنطقة، مما يعني ان الصريخ والتهديد والويل والثبور لا بد ان توجه سهامها الى الطرف المقابل اي الى الاميركي والسعودي بشكل خاص. وهذا بالدقة اللفظية ما اراد الايراني توصيله عبر امين عام حزب ولاية الفقيه في اليومين الاخيرين، من تصعيد كلامي في وجه السعودية واميركا، مما يعني  وهنا مكمن الخطر الفعلي، القول غير المباشر، وهذه المرة للجميع بمن فيهم روسيا ايضا، انه اذا كنتم استطعتم على غفلة منا ان تسرقوا بشار الاسد من جعبتنا فاننا لا نزال نمتلك في المنطقة بضاعة لا يمكن ان تنافسونا عليها هي لبنان.
وهذا يعني بالضرورة ان الايام القادمة سوف تشهد بوضوح سخونة مرتفعة في لبنان، يسعى حزب الله من خلاله  الى وضع يده بالكامل على الورقة اللبنانية بما تمثل من ورقة اخيرة تحاول ايران من خلالها ان ترد على خسارتها  لبشار الاسد.
السابق
محمّدو ولد صلاحي يروي يومياته في «غوانتانامو»
التالي
الأسد اعلن استعداده خوض انتخابات رئاسية إذا دعمه الشعب السوري