محمّدو ولد صلاحي يروي يومياته في «غوانتانامو»

عن دار السَّاقي في بيروت، صدر – وفي طبعة أولى 2015 – كتاب "يوميات غوانتانامو"، للكاتب الموريتاني محمّدو ولد صلاحي،العضو السابق في تنظيم القاعدة الارهابي، الذي "استطاع أن يكتب مسودّة، هذا الكتاب، بخطّ يده، في زنزانته الإفراديّة، في سجنه المنعزل، في كامب إيكو، في جزيرة غوانتانامو".

يثير ولد صلاحي (العضو السابق في “تنظيم القاعدة” في أفغانستان) في هذا الكتاب، قضيّة اعتقاله، واحتجازه، وتعرُّضه للتعذيب الشّديد، من خلال تحدُّثه فيه، عن تجربته الخاصّة، في سجن غوانتانامو، واللاّفت أن ولد صلاحي يكرّر – مرّات كثيرة – سؤاله لمحقّقيه: “لماذا أنا هنا؟” “بقيت أقول: أنتم قولوا لي “لماذا أنا هنا؟ ما الذي فعلته؟… فبعد ثلاث سنوات، من التحقيق معي وحرماني من حرّيتي، أن الحكومة (الأميركية)، مدينة لي، بإعطاء شرح مُقنع، عن سبب فعلها ذلك بي، بالضّبط ما هي جريمتي؟”.
ولقد حرَّر هذا الكتاب – بعد أن سمحت الحكومة الأميركية، بنشره – الكاتب والناشط في مجال حقوق الإنسان، والذي كان مديراً لبرنامج حريّة الكتابة في مركز القلم الأميركي، لاري سيمز، وقد ترجمه إلى العربيّة عمر رسول.
ويقول ناشر هذا الكتاب، أن هذا الكتاب هو «حدث لم يسبق له مثيل، في عالم النشر، على الصعيد العالمي: ذلك انه «للمرة الأولى، يكتب سجين، يومياته وهو لا يزال رهن الاعتقال، في سجنه. وإلى ذلك، فإن هذا الكتاب وبالإضافة للناشرـ ليس مجرد سجل حي لاخفاق العدالة، بل هو ذكريات شخصية رهيبة، تتسم بالعمق، والسخرية السوداء، واللطف المدهش.
ويقول الناشر، أيضاً، أن «يوميات غوانتانامو»، الذي ترجم الى اكثر من (23) لغة، هو وثيقة تاريخية فائقة الأهمية، فضلاً عن أنه نص أدبي آسر.
ويوضح محرّر الكتاب قائلاً: لقد تم تحرير الكتاب مرتين، مرة من قبل الحكومة الأميركية. إذ وضعت أكثر من (2500) خط أسود، كنوع من الرقابة على نص محمدو، ليأتي، بعد ذلك، دور سيمز، في التحرير، في المرة الثانية. ونقول هنا: إنه لولا الجهود اللافتة لسيمز في تحرير هذا الكتاب بوضعه الهوامش التوضيحية، لما كان هذا الكتاب قابلاً للقراءة الصحيحة أصلاً؛ ذلك لأن الرقابة جعلت مضمونه مشوهاً للغاية، لما طمسته بخطوطها السوداء الكثيفة والعريضة، من أسماء، ووقائع حساسة، لا تستقيم قراءة النص بدونها، بشكل صحيح ذي معنى واضح له قيمة تبليغية، وكتب محمدو ولد صلاحي مذكراته هذه ـ وعلى ما يلفت سيمز أيضاًـ باللغة الانكليزية. لغته الرابعة، التي كتب بها بصورة أساسية، في السجن الاميركي، وعلى سبيل التسلية، ليس إلا، إذ أنه يصف ذلك، في أكثر من مكان في الكتاب.
ولد محمدو ولد صلاحي، في مدينة موريتانية صغيرة عام 1970. حصل على منحة دراسية في كلية بألمانيا، حيث تخرج وعمل هناك كمهندس لسنوات عدة. عاد الى بلده موريتانيا عام 2000، وفي العام التالي من عودته، اعتقلته السلطات الموريتانية بطلب من الولايات المتحدة، وسلمته إلى الأردن سجيناً، ومن هناك، تم تسليمه الى القاعدة الجوية الأميركية في باغرام في أفغانستان. وفي 5 آب. أغسطس 2005، نقل الى سجن الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو في كوبا حيث تعرض لتعذيب شديد. وفي عام 2010، أصدر قاض من المحكمة الفيدرالية، قراراً يقضي باطلاق سراحه فوراً، ولكن الحكومة الاميركية، استأنفت ذلك الحكم. لم توجه اليه الحكومة الاميركية، أي تهمة بارتكاب جريمة ولا يزال رهن الاعتقال في غوانتانامو.

السابق
بالصور … النفايات تسبح في شوارع بيروت !
التالي
هكذا ستردّ ايران على زيارة بشار الاسد لموسكو