لماذا قرّرت البحرين قطع علاقاتها الدبلوماسية مع ايران؟

ملك البحرين
أمس، وفي خطوة مفاجئة، قررت البحرين سحب سفيرها لدى إيران، واعتبار القائم بأعمال سفارة إيران لدى البحرين محمد رضا بابائي شخصاً غير مرغوب فيه، وعليه مغادرة البلاد خلال 72 ساعة.

قرّرت مملكة البحرين سحب سفيرها لدى إيران في إجراء مباغت من قبل المنامة ،بعد أقل من 24 ساعة من إعلان السلطات فيها عن ضبط موقع على اراضيها يحوي 1.5 طن من المتفجرات والأسلحة، والقبض على مُشتبه بهم على علاقة بأشخاص إرهابيين في إيران والعراق.
الخبراء الذين يراقبون التدهور التدريجي في العلاقات بين البلدين والذي تسارع في الاشهر القليلة الماضية توقعوا خطوات بحرانية تصعيدية تجاه ايران، بالترافق مع جملة أحداث أمنية وتفجيرات شهدتها المملكة خلفت قتلى وجرحى في صفوف قوى الأمن. وكانت السلطات تتهم شيعة مرتبطين بإيران بهذه الأعمال “الارهابية”، على حدّ قولها. غير أنّ هؤلاء الخبراء لم يتوقعوا هذا الانفجار الدبلوماسي الذي حصل والذي سيسفر عن قطع العلاقات نهائيا بين الدولتين الجارتين على ضفتي الخليج الفارسي ويضعهما في موقع العداء “الرسمي”.

هذا وقد شرح البيان الرسمي الصادر عن السلطات البحرانية جملة أسباب وتراكمات أدّت إلى انهيار العلاقة الدبلوماسية وقطعها مع ايران وهي «استمرار التدخل الإيراني في شؤون مملكة البحرين من دون رادع قانوني أو حد أخلاقي، ومحاولاتها الآثمة وممارساتها لأجل خلق فتنة طائفية، وفرض سطوتها وسيطرتها وهيمنتها على المنطقة بأسرها من خلال أدوات ووسائل مذمومة لا تتوقف عند حدود التصريحات المسيئة من كبار مسؤوليها، بل تتعداه إلى دعم التخريب والإرهاب والتحريض على العنف عبر الحملات الإعلامية المضللة، ودعم الجماعات الإرهابية من خلال المساعدة في تهريب الأسلحة والمتفجرات، وتدريب عناصرها، وإيواء المجرمين الفارين من وجه العدالة».

البحرين

إقرأ أيضاً: لبنانيو البحرين … بعد خطاب نصر الله
والجدير ذكره أن البحرين عضو في مجلس التعاون الخليجي، وتستمرّ في سجن عدد من المعارضين الشيعة وأبرزهم رئيس “جمعية الوفاق ” الشيخ علي سلمان. كما أنّ منظمات دولية عدّة مثل “هيومن رايتس واتش”، أدانت التمييز السياسي والحقوقي ضدّ الشيعة في المملكة.
لكنّ دخول إيران القوي على الخط الداخلي البحراني واعلان دعمها لإسقاط حكم آل خليفة في المملكة واستغلال حقوق الشيعة لتوظيفها سياسيا، أجّج الاحقاد الطائفية وزادها وحوّلها الى مصدر من مصادر الخلاف والنزاعات الاقليمية والطائفية في المنطقة. وخصوصا بعد مشاركة البحرين في الحملة العسكرية العربية ضد الحوثيين في اليمن المدعومين من الجار الفارسي نفسه، صاحب الطموح الدائم بالهيمنة والسيطرة على المنطقة.

السابق
طريقة حمل المرأة لحقيبة اليد تحدد شخصيتها
التالي
وزراء في وزارات خاطئة (1): المشنوق الإعلامي… وشهيّب البيئي