روسيا: UN لضمان «سوريا المفيدة» فماذا عن واشنطن وطهران؟!

بعد التدخل العسكري الروسي المعلن في سوريا، يبقى السؤال الأبرز: ماذا عن الموقف الإيراني الذي لا يرى في الخطة الروسية إلاّ منافساً بديلاً له؟ ولماذا هذا الصمت المطبق حيال الخطة الروسية؟!

علِمنا أنّ الدب الروسي، وبعد تدخّله المريح في سوريا، يعمل على خطة نشر جنود من الأمم المتحدة (UN) على الحدود الفاصلة بين “سوريا المفيدة” وجيرانها السوريين الآخرين. والهدف من ذلك هو ضمان ابتعاد “النيران العدوّة” عن مناطق النفوذ الروسية – الإيرانية – الأسديّة. ويأتي الترويج لهذه الخطة الجديدة لسببين: الأول عجز العرب عن التحرك وانشغال المملكة السعودية في حرب اليمن. الثاني، سريان ما يشبه الشلل في جيش سورية الأسد. والشاهد هو المراوحة العسكرية، بل وتقدّم المعارضات أحياناً، والذي بات يشكل تهديداً للنظام. وهذه العوامل هي التي تشكل مقدمات للتقسيم. يجري كل ذلك في ظل صمت أميركي مطبق وترقّب إيراني متحسّس من التدخل الروسي أصلاً.

إقرأ أيضاً: موسكو مع «إسرائيل علوية» فماذا عن حزب الله؟

ومعلوم أن الدعم العسكري الروسي لجيش سوريا الأسد طيلة السنوات الخمس الماضية من الحرب لم ينقطع. إلا أن موسكو قررت توسيع دعمها العسكري متمسكة ببقاء الأسد كورقة تفاوضية رابحة، لبقاء دورها في المنطقة العربية وتأثيرها في سورية وهو آخر ما تبقى لها كقوة “دولية” من نفوذ.

روسيا في سوريا

فقد وضعت روسيا شعاراً جديداً (الجيش السوري من حصتنا) ما ينبئ بإمساكها بزمام ما تبقّى من المؤسسة العسكرية السورية جنباً الى جنب مع إيران، في ظل ضعف الثقة بقدرة نجاح الجيش السوري في متابعة العمليات العسكرية وتحقيق أي تقدم عسكري على الأرض، كما أعلن رأس نظام “سوريا المفيدة”.

 

ولدى روسيا رغبة في عدم الفصل بين استثمارها لوجودها على الأرض السورية والحصة التي ستكون لها في أي حل سياسي. وقد بدأت معالم تقسيم سوريا تبدو جلية، فيما المراوحة في موقفها تجاه العرب حيال عدم التخلي عن الأسد وادخالهم في دوامة انتظار، ما يمكنها من استنزاف الوقت وتحقيق مكاسبها الدبلوماسية وتقوية نفوذها كدولة “عظمى” مرة جديدة أمام العالم.

ولعل مساومات روسيا للولايات المتحدة طيلة السنوات الأربع الماضية على الأرض السورية وهو آخر ما تبقى لها في المنطقة، بدت واضحة للعب دورها الذي تطمح إليه، كما ومحاربتها الجماعات الاسلامية المتطرفة خشية السيطرة على سوريا وتمدّدها بما يشكل خطراً على روسيا نفسها وعلى استراتيجيتها مستقبلاً، خصوصاً وان محيطها ذا أغلبية إسلامية، وهو ما جعلها تنضم إلى “دول التحالف لمحاربة الإرهاب”، وذلك بتواجدها الى جانب قوات “الحرس الثوري الإيراني” في مناطق نفوذ النظام على الساحل السوري حيث الخزان البشري المؤيد للنظام بحجة محاربة “الإرهاب”. وبذلك تعمل روسيا على تغطية نظام الأسد بهذه الصّيغة، ضامنة حماية مصالحها ومصالح إيران لتوسيع نفوذهما في سورية، خاصة أنها لم تعد تستبعد تنفيذ خطّة التقسيم.

 

إقرأ أيضاً: لماذا تخلّت روسيا عن ايران في اليمن ثمّ باعتها صواريخ أس 300؟

روسيا في سوريا

وهذا ما يحقّق مصالحها في التدخل إلى جانب عواصم غربية، بانتظار الخطوة الأولى في هذا الاتجاه. ولكن السؤال المطروح هو: ماذا عن الموقف الإيراني الذي لا يرى في الخطة الروسية إلاّ منافساً بديلاً له؟ ولماذا هذا الصمت المطبق حيال الخطة الروسية؟!

السابق
فساد في دعوى بري على نور الدين !
التالي
الطبيب النسائي لا يمارس الجنس!