موسكو مع «إسرائيل علوية» فماذا عن حزب الله؟

نتنياهو في موسكو ﻻ يستبعد الموافقة على "إسرائيل علوية" بشروط مدروسة في سورية "المفيدة". وروسيا تنسق مع واشنطن الراضية عن دخول الدب إلى الكرم السوري. وتهران تترقب بحذر. وحزب الله أمام حلين أحلاهما: الخروج من وحول سورية بسلة فارغة وخسائر فادحة. أو الإستمرار في حرب عبثية وصوﻻً إلى انهيار منتظر. وفي الحالين ليس حزب الله من يقرر.

عشية سفر رئيس كيان الإحتلال نتنياهو إلى روسيا، ينكشف الدور الإسرائيليّ في الحرب السورية. ومعه ينكشف الدور الروسي ليهبط من دور الدولة الجبارة إلى ﻻعب إقليمي ينسق من تل أبيب وينافس تهران وأنقرة. تحت ذرائع “محاربة التّكفير والإرهاب” نتنياهو موافق على قيام “إسرائيل” ثانية باسم الدولة العلوية بصفة “سورية المفيدة” وذلك منذ طرح النظام السوري الموضوع صيف 2013 بحسب صحيفة الغارديان البريطانية.

إقرأ أيضاً:  هذا هو التكفيري الحقيقي

وشروط نتنياهو بسيطة تتلخص باسترجاع رفات بعض الجواسيس ورفات بعض الجنود المحتلين الذين قتلوا في لبنان. وضمان الهدوء في الجوﻻن.

وهذا ما جعل روسيا تروج الآن ﻻنتشار قوات طوارئ UN بين “إسرائيل علويّة” ومعها دمشق للفصل بينها وبين باقي السوريين “الإرهابيين”.

خصوصًا وأن الوﻻيات المتحدة ﻻ تمانع وستستمر باستقبال اللاجئين السوريين واستيعابهم بوتيرة أعلى حتى العام 2017 كمرحلة أولى.

روسيا في سورياكل هذه الأمور ستكون مطروحة على بساط البحث في موسكو هذا الأسبوع. والأهم أمنيًا:هل ستتعايش تل أبيب مع نموذج أفغنة سوري؟ والأخطر، ماهو اللاجم لحركة وتمدد الحركات الأصولية على تخوم الإحتلال في الجوﻻن!

موسكو تضمن مناوشات وحروب ﻻ تنتهي بين القوى المتناتشة والجاذبة لكل أنواع الضباع والميليشيات المتأسلمة لمعارك مفتوحة ﻻ تنتهي فيما بينها. ولن تكون قادرة على تهديد أمن الإحتلال في فلسطين. وحتى حزب الله الغاطس في الدم السوري وكان الأخطر والأقوى. وإيران الداعمة والمشغلة لمشروعه باتت مقيدة بالإتفاق النووي والضوابط الاستراتيجية أقله لعشر سنوات مدة العقد الأولى. في ظل خراب عربي-إسلامي شامل وناجز من أفغانستان إلى المغرب العربي مرورًا بالخليج والجزيرة العربية ومصر.

خارطة توزيع سوريا عسكريا
خارطة توزيع سوريا عسكريا

واشنطن مرتاحة تمامًا للدور المهم الذي يلعبه الدب الروسي. وبكل ما يحمله من أعباء محيطة في الشرق الأوسط وحول موسكو نفسها. وبات الدب الآن وسط الفخ بكل تجاذباته وتداعياته. ويكفي انشغاله لفترة طويلة. وحيال هذا الواقع سيبدي ليونة حيال المطالب الصهيونية. وسط حال من الترقب الإيراني المريع، فكل ما جناه حائك السجاد يستثمره الروس.

 

روسيا التي تدعو منذ 4 سنوات إلى ضرورة التحرّك والتحالف تحت راية وقرارات الأمم المتحدة. وموسكو صاحبة الفيتوات المتكررة، هي نفسها تغطس بكلها في المعمعة. وتدعو للتنسيق والتعاون مع الشيطان الأكبر للقضاء على الإرهاب، وواشنطن المرتاحة تترقب وﻻ تمانع. وحدها ايران يأكلها الغيظ، كلمتها وشروطها لقوننة شراء الأراضي السورية لم تعد مسموعة. والحرب طويلة ورأس النظام فريق ميليشياوي كغيره. وباتت كلمة روسيا هي المسموعة دوليًا. أمّا التابعون للتابعين وهم حزب الله فمأزقهم هو الأكبر. مشروعهم الإيراني انكشف، وحروب الإستنزاف طويلة، وبدل “إسرائيل” واحدة هناك “إسرائيل علوية” في سورية المفيدة تتكوّن، فإلى أين المفر؟ وباب الإنتصارات الإلهيه يضيق حتى الإنغلاق التام، والقتلى بالمئات، وﻻ سورية موحدة في الأفق وحاضن الأقليات وضامنها موسكو وليس تهران، ذلك هو المختصر المفيد.

والسؤآل الأبرز: حرر التحالف سورية من الدواعش بالتعاون مع الروس بعد حين، ولكن، إلى من تسلّم الأرض. ومن يقرر عملية التسليم؟

إقرأ أيضاً: إرتداد حزب الله: الثمن الباهظ

فالأصوب دوليًا وإنسانيًا، والأسلم لسورية وشعبها هو العمل بموجب اتفاق جينيف 2012 وعرّابته روسية. بوجود سلطة تنفيذية تمثل كل الأطراف تقوم بكل المهام ﻻنتخابات عامة ورئاسية. وهذا يعني، ﻻ أسد وعودة دول الخليج لإعادة عملية البناء والإعمار. وروسيا تعرف متطلبات ذلك سياسيًا واقتصاديًا، وإذا صحّت “مباركة ” المملكة السعودية للتدخل الروسي وضرورة التنسيق معه. فالمسألة صعبة. والخيارات ضيقة. والأهداف متواضعة. وإذا حينها قرر الكبار. فأين موقع تهران وأتباع تهران بين الدب والشيطان!

السابق
المشنوق: بعض ما أسمعه اليوم استكمال للمشروع الأمني الذي اغتال رفيق الحريري
التالي
شقيق الشيخ راشد ينشر صورًا مؤثرة تجمعهما!