تقاسم النفوذ بين «العم سام» و«الدب الروسي»

سوريا
بعد الإعلان عن التواجد الروسي العسكري في سوريا، بعدما كان سريًا لسنوات، سيناريو جديد ينتظر الشعبين العراقي والسوري بعد القضاء على "داعش" والتخلص من النظام الأسدي، والتحالف الإيراني وكل هذا بالإتفاق بين الولايات المتحدة وروسيا اللذان يخططان للسيطرة على العراق وسوريا.

تواجد القوات الروسية على الساحل السوري في مدينتي اللاذقية وطرطوس ليس وليدة هذه الساعة، بل مضى على تواجدهم وبشكل غير معلن منذ العام 2012 وذلك من خلال عشرات الضباط والخبراء العسكريين. والدليل أنّه بتاريخ 22 حزيران 2012 قامت الدفاعات الجوية السورية التي يشرف عليها هؤلاء الخبراء الروس، بإسقاط طائرة مقاتلة تركية من نوع “F- 4” فوق البحر داخل المياه الإقليمية السورية عبر صاروخ موجه بالليزر. كما كانت كتيبة من القبعات الزرقاء التابعة لفوج 45 من المظليين في الوحدات الخاصة بالجيش الروسي المعروفة بـ “VDV” منتشرة ايضا ً داخل مدينة القرداحة مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد.

 

إقرأ أيضاً: موسكو مع «إسرائيل علوية» فماذا عن حزب الله؟

 

الآن روسيا وبشكل علني غير آبهة لأحد وبالأخص لقائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، بتدخلها على الساحة السورية بعد انتشار كثيف لقواتها المسلحة التي تخطت تعدادها عن الـ1500 جندي، مدعمة بالاسلحة الحديثة المتطورة من دبابات ومدفعية وحوامات ومساكن عسكرية نقالة لأفراد الجيش على الساحل السوري في اللاذقية وطرطوس. كما استحدثت على المطار المدني للاذقية مهبطا للمروحيات العسكرية مع قاعدة جوية لقواتهم، وذلك بالتزامن مع التعديلات والتجهيزات اللوجستية التي تقوم بها القوات البحرية في الجيش الروسي على مرفأ طرطوس كي تصبح قاعدة بحرية لقواتهم. وأيضا من أجل إستيعاب المدمرات والطرادات الحربية زائد حاملة الطائرات “أدميرال كوزنيتسكو” المتواجدة أصلا داخل المياه الاقليمية السورية.

The Russian Black Sea fleet's Iman tanker has arrived in the Syrian port of Tartus on the Mediterranean Sea with an anti-terror squad from the Russian Marines aboard
The Russian Black Sea fleet’s Iman tanker has arrived in the Syrian port of Tartus on the Mediterranean Sea with an anti-terror squad from the Russian Marines aboard

وبسبب هذا التواجد والانتشار الروسي الكثيف إنشغلت الدوائر السياسية والدبلوماسية للدول المعنية بالملف السوري، على خلفية هذا الانتشار من أهداف سياسية وعسكرية ومصالح اقتصادية لروسيا. وعلى رأس تلك الدوائر الإدارة الأميركية بعد اعتراضها العلني الخجول الناعم الرقيق لهذا الانتشار على امتداد الساحل السوري، ولكن في السر ومن تحت الطاولة هناك اتفاق وتوافق وتفاهم بين “العم سام” و”الدب الروسي” على إزاحة نظام الأسد عن سورية بعدما أصبحت هرمية الحكم ضعيفة وجيشه ينهار. وذلك تمهيدا لتسليم زمام الامور في سورية للمعارضين السوريين المعتدلين مع الابقاء على تماسك الجيش وقيادته العسكرية والاجهزة الامنية، شرط الذين لم تلوث أيديهم بدماء الشعب السوري، وذلك مقابل تقاسم النفوذ والمصالح بين أميركا وروسيا.

فأميركا تستفرد بالساحة العراقية بعد إزاحة تنظيم “داعش”، والاستغناء عن التحالف السري مع ايران بعد إخراجها من العراق وتحجيم دورها الامني ونفوذها السياسي ومصالحها.

أما على الساحة السورية تستفرد بها روسية طبعاً بعد القضاء على “داعش”، والاستغناء عن حلفها العلني مع ايران بعد تحجيم دورها ودور اتباعها ونفوذها العسكري والسياسي ومصالحها عن الساحة السورية، وذلك من أجل مرور انبوب النفط والغاز الروسي باتجاه تركيا ومنها الى أوروبا.

السابق
طلعت ريحتكم: لإستقالة المشنوق وتحرير أموال البلديات
التالي
بعد عجز حزب الله: ايران ترضخ لاتفاق يبقي المسلحين في الزبداني