معركة شدّ حبال بين بري وعون.. قد يدفع ثمنها حزب الله

الصراع السياسي اللبناني يتغير اليوم في لبنان بشكل سريع ربما لأن السياسيين اللبنانيين ضائعون لا يلوون على شيء، فهم إنتظروا الإتفاق النووي الإيراني والى الآن لم يحصدوا نتائجه المنتظرة على الصعيد السياسي.

في ظل حرب علنية بين الرئيس نبيه بري والجنرال ميشال عون، وقعت حرب داحس والغبراء بين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط. تمظهرت هذه الحرب بالاعتصامات وتسكير الطرقات وفوضى النفايات..

على الجهة المقابلة شنّ النائب السابق والقيادي في التيار الوطني الحرّ سليم عون في حديث لقناة “المنار” التابعة لحزب الله حملة على الرئيس نبيه بري، فقال: “أسأل بري والذين يؤيدونه ماذا لو انتخبت الحريرية السياسية عام 2009 النائب عقاب صقر أو النائب باسم السبع وليس بري رئيسا للمجلس النيابي، هل يرضى بذلك؟”. في إشارة منه الى تعطيل إنتخاب الرجل الأقوى مسيحيا أي الجنرال ميشال عون في مجلس النواب.

ورداً على سؤال، قال سليم عون: “مجلس النواب لا يملك بيده الحل والربط، ولا هو شرعي، والدليل على ذلك دعوات بري لجلسات طاولة الحوار مرات ومرات”..

هذا الإقتحام المباشر لحديقة بري دعاه الى الرد القوي بالقول: “اللبننة انتهت كلياً، والحل أصبح خارجياً بامتياز”. عا الى “الانتباه الى ان نضوج الحلّ المفترض يحتاج الى بضعة أشهر، في انتظار أن يكون الإتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى قد أخذ مداه، حيث ستبدأ مفاعيله بالظهور تباعاً، وسيقف الجميع في الصف”.

وحمّل بريّ اللبنانيين مسؤولية تعثّر الحلول بالقول: “ليس تعطيل مجلس النواب وشلّ الحكومة سوى نموذج على هذا السلوك العبثي”. غامزا من قناة ميشال عون ووصفه بالعبثيّ في تصرفاته.

ويقف بري، مجددا وبكل وضوح، ضد تحركات ميشال عون على الأرض من اعتصامات وتحركات والتي من المتوقع عودتها في 6 آب، بالقول للرئيس تمام سلام شخصيّا: «دولة الرئيس..أنا أضع نفسي مكانك، بل تستطيع أن تعتبر أنني.. أنت»… مصمماً بذلك على خوض معركة الدفاع عن بقاء الحكومة “السلامية”.

مع الاشارة الى ان دعم تيار المستقبل لحكومة تمام سلام جاء في البداية قويّا وأساسيّا. ووصل اليوم، وبعد اكثر من عام على صمودها، الى رغبة التيار الأزرق باستقالتها مؤخرا.

ونبّه نبيه بري نواب “التيار الوطني الحرّ”، في مجلس النواب خلال لقاء الاربعاء النيابي، الى ضرورة حماية سلام وليس حشره، لافتاً انتباههم إلى أنه يجب ان يكونوا “الأحرص على رئيس الحكومة الذي أظهر قدراً عالياً من المرونة في سلوكه، وإذا وُجد من يرغب في إزاحته او الضغط عليه، فينبغي ان يكون الفريق الآخر، وليس أحداً منكم”، وان “خيار استقالته مرفوض، ومن يدفع في هذا الاتجاه إنما يدفع نحو الخراب”.

لكن ما هو موقف حزب الله من كلام حليفيه المتضادين “عون” و”بري”؟ وكيف يوفّق بينهما؟ وكيف يمكنه ان يلعب دور الوسيط الذي يحرص على إمساك العصا من الوسط، لأن فرط التحالف بوجهيه يخلق أزمة له، هو بغنى عنها الآن، في ظل الوضع الشاذ في البلد أمنيا وحياتيا وإقتصاديا؟

فـ«حزب الله» له المصلحة العليا بأن يبقى الى جانب عون، وألا يخرج من تحالفه معه، مهما حصل. وله المصلحة الأكبر بالحفاظ على أقوى رجل في السلطة الرسمية، كونه راعي حوار التيارين الكبيرين الأزرق والأصفر، وحامي حمى الساحة الشيعية من أي فتنة داخلية… نبيه بري شريك كل المراحل الحكومية.

السابق
حزب الله اعتقل عميل «موساد» من «بيئته» ويحتفظ به في زنازينه
التالي
سامي الجميل إلى سلام: للدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء ومن لا يريد الحضور عمرو ما يحضر