معركة القلمون: تكامل في الأدوار بين «حزب الله» و «داعش»

بملف التطرف وجماعاته الموجودة في سوريا، برز أمس ما تكشّف لـ”المستقبل” من معلومات أمنية موثوقة وعلى درجة عالية من الدقة والاطلاع على مسار المعارك الجارية في القلمون حول وجود “تكامل في الأدوار” بين تنظيمي “داعش” و”حزب الله” على مستوى مجريات القتال في هذه المعارك، بحيث تقوم مجموعات مسلحة من “داعش” بمؤازرة مقاتلي الحزب بطريقة غير مباشرة من خلال شنّ هجمات منسّقة على فصائل المعارضة السورية التي تخوض معارك مع “حزب الله” وكتائب الأسد على عدد من محاور القتال في جرود القلمون، في وقت عمد النظام السوري إلى تسهيل الطريق أمام انتقال مقاتلي “داعش” من الرقّة باتجاه جرود عرسال بهدف تشتيت وضرب مقاتلي المعارضة على طول هذا الخط الجردي.
وأوضحت المعلومات الأمنية أنّ مجموعات “داعش” شنت في الآونة الأخيرة سلسلة هجمات على مراكز تابعة للفصائل المتقاتلة مع “حزب الله” في المنطقة الجردية، كما خاضت في أكثر من اشتباك مسلّح مع مجموعات تابعة لـ”جبهة النصرة” في الجرود المحاذية لعرسال. تماماً كما يحصل على أكثر من جبهة في الداخل السوري حيث يتولى مقاتلو “داعش” استهداف عدد من الفصائل المسلحة المعارضة للأسد تحت رعاية ومواكبة جويّة ملحوظة من مقاتلات النظام بحيث تكون هذه الفصائل بين فكّي كماشة هجمات “داعش” ميدانياً وبراميل الـ”تي. أن. تي” التي تلقيها مروحيات الأسد من الجوّ.
وفي إطار لعبة “تكامل الأدوار” نفسها، يتبيّن بحسب المعلومات الأمنية أنه، ومنذ انطلاق عمليات القضم الميداني التي يشنّها “حزب الله” على بعض النقاط والمراكز في جرود القلمون السورية، بدأت مجموعات “داعش” بشن عمليات متزامنة في المنطقة على عدد من مراكز “النصرة” بعدما كان الجانبان يتعايشان في القلمون طيلة نحو سنتين من دون أن يسجّل أي اشتباكات مماثلة بينهما.
وفي الوقت الذي تشير المعلومات إلى تكبّد “حزب الله” خسائر بشرية كبيرة سجلت في الآونة الأخيرة سقوط 29 قتيلاً من عناصره خلال الاشتباكات مع “النصرة” على جبهات القلمون، لوحظ أنّ “داعش” تعمّد في الوقت عينه فتح معارك كرّ وفرّ موازية مع “جبهة النصرة” في جرود القلمون تمكّن في خلالها مقاتلو “النصرة” من أسر نحو 40 عنصراً من تنظيم “داعش”.

مع الإشارة إلى أنّ هجمات هذا التنظيم أتت بشكل مباغت على عدد من مراكز “النصرة” في المنطقة الجردية، وذلك بعد أن كان الجانبان قد بادرا إلى عقد اتفاق مكتوب ينصّ على مهادنة بعضهما البعض في القلمون ثم سرعان ما نكث مسؤولو “داعش” ببنود هذا الاتفاق وشنّوا عمليات عسكرية على عدد من نقاط تمركز “النصرة” بالتزامن مع الهجمات التي يشنها عليه كل من “حزب الله” وكتائب الأسد.

(المستقبل)

السابق
14 آذار : شرّع الاغتيال و8 آذار تردّ: لا نتدخل بالقضاء
التالي
الحريري يبحث وبوتين أوضاع لبنان وسوريا والعراق واليمن