داعش في «شفاء الصدور» وتقنيات بثّ العنف والذعر

داعش
ينتشر إجرام داعش موثقًا ومصورًا في مقاطع فيديو ينتجها محترفون ويبثها تنظيم «داعش» عبر مواقع التواصل الاجتماعي بين الفينة والأخرى، والتي تدل على حرفية التنظيم في استخدام تقنيات حديثة ومؤثرة، لشنّ حربه النفسية على أعدائه.

حرب نفسية إضافة إلى الحرب التقليدية، يعتمدها تنظيم «داعش» من خلال تصوير جرائمه الوحشية بأحدث التقنيات، هذه الفيديوهات التي ينشرها التنظيم أحدثت صدمةً وخوفًا عند المشاهد ولا بدّ أنّها ستترك أثرًا نفسيًّا خطيرًا في المجتمعات، خصوصًا تلك التي تشعر بخطر التنظيم.

«شفاء الصدور» هو عنوان الفيديو الذي بثه التنظيم والذي يظهر حرق الطيار الأردني معاذ كساسبة.

وفي حديث مع الدكتور في علم النفس بسام سكرية، أكدّ لـ «جنوبية» أنّ: «ردود الفعل عند مشاهدة الفيديو تختلف بحسب الخلفية التربوية والنفسية للمتلقي، إلاً أنّ الشعور العام هو الاشمئزاز عند أغلب الناس، لأنّ عرض هذه الجريمة بهذه الطريقة الحرفية هو عمل غير مسبوق، والواضح أنّ التنظيم تعمّد الترويج الإعلامي لهذا الفيلم لبث شعور الرعب عند خصومه».
وأضاف سكرية: «لم تكن الناس قبل بث هذه الفيديوات، على الأقل في لبنان، تشعر بالخطر الحقيقي لهذا التنظيم، إلاّ أن الشعور الآن اختلف وهناك مطالبة للتخلص من هذا التنظيم لما زرعه من شعور بعدم الأمان والهلع والخطر والخوف من تمدده».

أما تقنيًّا، فشرح صاحب مؤسسة “بركات فوتوغرافي اند فيديوغرافي” علي بركات لـ«جنوبية» التقنية العالية المستخدمة من قبل عناصر التنظيم في تصوير فيديو حرق الطيار الأردني معاذ كساسبة: «الفيديو نفّذ بشكل محترف على طريقة أفلام الأكشن، بالتقنية الفائقة الجودة «إيتش دي»، واستخدم عدّة كاميرات لأخذ اللقطات من جوانب مختلفة، إضافةً إلى المؤثرات الصوتية والبصرية المعدة بطريقة محترفة».

وأضاف بركات: «أمّا مشهد الإعدام فقد أعدّ بطريقة درامية، التزامًا بسيناريو أعده كاتبٌ ومخرجٌ، فقبل تنفيذ عملية الإعدام بحق كساسبة يتبين أنهم طلبوا منه القيام بلقطات تمثيلية، وحتى اختيار المكان، أي القفص، واللباس الموحد، واحتراق الشاب الأردني على وقع الأنشودة الجهادية، ما هو إلّا دلالة على قوة وحرفية التنظيم لبث الخوف والرعب في نفوس المشاهدين».

السابق
المستقبل: أنا أحاور إذًا أنا موجود
التالي
احذروا هذه الماركة الموجودة في أسواق لبنان والخطرة على أطفالكم