التمديد مرّ… فوق بيض المجتمع المدني وبندورته

المجتمع المدني
مدّد اليوم النواب اللبنانيون ولايتهم لأنفسهم رغم منمعارضة قسم كبير من اللبنانيين، ورغم أن التمديد منافٍ للدستور والديمقراطية التي من المفترض أن لبنان يتمتع بها، ورغم بيض المجتمع المدني وبندورته التي حاولت إذلال النواب... لكن لا حياة لمن تنادي.

بعد أشهر من الأخذ والرد وتبادل التهم والمسؤوليات ومعارضة وتأييد، عُقدت الجلسة التشريعية وأقر التمديد، النواب المنتخبين من الشعب بتوكيل لمدة أربع سنوات، جددوا التوكيل لأنفسهم للمرة الثانية لمدة سنتين وسبعة أشهر، بتصويت 95 نائباً لصالح التمديد في مقابل صوتين معارضين لنائبي حزب الطاشناق، مع مقاطعة كتلتي الكتائب والإصلاح والتغيير.
بداية يوم إقرار قانون التمديد رافقه شبان الحراك المدني الرافضين لفكرة التمديد، فهم إعتصموا مساء أمس أمام مبنى جريدة النهار، ونصبوا الخيم، ودعوا للتجمع صباح اليوم لتسجيل موقف الرافض للتمديد، خلال انعقاد ما اعتبروها جلسة الذل، وبالفعل إجتمع الناشطين وسكروا الطرقات المؤدية إلى المجلس النيابي رافعين شعارات رافضة للتمديد، ومن هذه العبارات: «الفراغ الدستوري أرحم للشعب من بقائكم يا رموز الفساد» «إذا ما فيك تنتخب ما فيك تحاسب، لا للتمديد».

التمديد
هذا بالإضافة إلى اعتراض بعض مواكب النواب ورشقها بالبندورة والبيض وإجبارهم على الترجع، وللوقوف عند الخطوات التصعيدية التي يتوجه لها الناشطين في رياض الرافضين للتمديد يقول مروان معلوف أحد الناشطين المنظمين للتحرك لـ «جنوبية»: «إعتصامنا اليوم هو لكي نشعر النواب بالذّل، فقد اعترضنا مواكب بعض النواب عند دخولهم المجلس النيابي بالبيض والبندورة، وبعد إنتهاء الجلسة سنمل رشق البيض والبندورة عليهم لكي يشعروا بالإهانة على فعلتهم».

التمديد
وعن الخطوات اللاحقة يقول معلوف: «معركتنا مع النواب لن تنتهي، والخيم لن نزيلها، وسنبقى نطالب حتى لو أقروا التمديد بإجراء الإنتخابات، وخطواتنا التصعيدية لا تزال قيد الدرس».
ردود الفعل على التمديد كانت متفاوتة، فالقوات اللبنانية التي كانت رافضة التمديد وبدلت موقفها لتصوت مع التمديد، أكد نائب الكتلة جورج عدوان في حديث تلفزيوني: «أنه عندما وصلت الامور بين التمديد والفراغ صوتنا ضد الفراغ وتصويت اليوم ليس للتمديد بل ضد الفراغ».

أما البطريرك الماروني الكاردينال بشاره الراعي قال من سيدني في محاضرة له في جامعة سيدني ردا على سؤال حول التمديد لمجلس النواب: «أنه بكل بساطة في الأنظمة الديمقراطية يعتبر غير شرعي وغير دستوري».
وعلّق وزير الداخلية السابق زياد بارود قائلا: « كيف يجتمع 97 نائبا للتصويت على التمديد ويفشل المجلس في جمع 86 نائبا (الثلثين) لانتخاب رئيس للجمهورية؟! #لا_منطق»، « في يوم التمديد المخزي: إن الباطل ولو أُقرّ لا يكسر الحق ولو حُجب!»

التمديد
أما ردود المواطنين اللبنانيين لم تقتصر على التحرك الذي أطلقه الناشطين المدنيين أمام جريدة النهار، بل إكتمل المشهد على مواقع التواصل الإجتماعي، فأطلق اللبنانيين كل غلهم وشرارتهم على النواب، رافضين المهزلة التي جعلت النواب الفساد كما أسموهم بالبقاء في مقاعدهم لغاية 20 حزيران 2017.

السابق
مطلوب من واشنطن تعديل موقفها من التفاوض الفلسطيني – الإسرائيلي
التالي
زهرا: تحملنا مسؤولية استمرار الجمهورية والمؤسسات