هل فعلا أحبط حزب الله هجوما على الضاحية؟

ما حقيقة المعلومات التي نشرتها وسائل اعلام مقربة من حزب الله عن أن الحزب أحبط عملية ارهابية كانت تستهدف ثلاثة مستشفيات؟ وما علاقة ما يجري في الضاحية الجنوبية بما يجري في العراق من تطورات ميدانية وسيطرة داعش على الموصل؟ أم أنه لإعادة شد أعصاب أهل الضاحية على عتبة استحقاقات أمنية وعسكرية، من القلمون إلى العراق؟ غسان جواد يجيب في حديث لـ’جنوبية’.

شكلت الإجراءات التي اتخذها حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية منذ يومين إرباكا لحركة الناس وأثارت  تساؤلات عن علاقة ذلك بما يجري في العراق بعد سيطرة داعش على محافظة الموصل.

ونشرت وسائل اعلام مكتوبة والكترونية قريبة من حزب الله مقالات عن إحباط عملية ارهابية تستهدف مستشفيات الضاحية ليل الاثنين. وبحسب المصادر الحزبية التي سربت المعلومات فإنّ عملاً إرهابياً كان يجري إعداده في الأيام الماضية، ويستهدف إحداث صدمة كبيرة على المستوى اللبناني، عبر تنفيذ تفجيرات متزامنة في مستشفيات ثلاثة في الضاحية الجنوبية لبيروت. وفي حين تتكتّم المصادر عن شكل الهجومات وآلية كشفها، تؤكّد مصادر معنية أخرى أن الجهة المسؤولة عن العمل هي كتائب عبدالله عزّام.

المحلل السياسي والصحافي في قوى 8 آذار غسان جواد وصف ما حصل في الايام الماضية بأنه “إنجاز أمني كبير لمخابرات الجيش وأمن المقاومة بالتعاون مع فرع المعلومات”. وقال جواد في حديث لموقع “جنوبية” إن هذا الاجراء “هو احترازي وفيه شيء من الانجاز والاستباق بمعنى بعد احداث العراق أي سيطرة داعش من المتوقع حصول هزات ارتدادية على مستوى لبنان من ضمنها إعادة خلط الاوراق وادخال لبنان الصراع الاقليمي. الذي حصل هو اكتشاف تحضيرات إحدى الخلايا النائمة لمهاجمة مؤسسات قريبة من حزب الله او محسوبة على المقاومة. فكان هناك متابعة لشخص وتم اعتقاله، وبعدها افرج عنه لكن بقي تحت المراقبة، وبقيت الخلية التي يعمل معها  ناشطة، وهي تضم سوريين ولبنانيين وفلسطينيين. وقد هدأوا لبعض الوقت، وعندما حدث ما حدث في العراق تحركوا من جديد”.

وعن علاقة هذه الخلية بكتائب عبد الله عزام قال المحلل السياسي غسان جواد،القريب من حزب الله، إن “الذي تسرب الى الاعلام عن مخططات 3/4  منه صحيح، اما الباقي فمبالغ به كمسألة النفق. اما المعلومات الاخرى فصحيحة ومنها ضرب إحدى المنشآت”.

وتعليقا على كثافة الاجراءات قال جواد: “هذه الاجراءات ليست جديدة، وهي وان تراخت بعد تشكيل الحكومة والسيطرة على القلمون، وصار هناك نوع من الاسترخاء من اجل جعل حياة الناس اكثر طبيعية وعودة الحركة الى الشارع”.

وردا على سؤال عن علاقة مخيم برج البراجنة ومخيمات بيروت  بما يحصل خصوصا ان معظم الفصائل الفلسطينية الموجودة فيها على علاقة وطيدة بحزب الله، قال جواد: “ان تسريب خبر النفق ما هو الا محاولة لزج الفلسطينيين في الملف، لذلك هنا تبذل الدولة اللبنانية عبر اللواء عباس ابراهيم جهودا جبارة مع الفصائل الفلسطينية في مخيم عين الحلوة تلافيا لاي حدث مفاجئ مع مختلف الفصائل وهناك سعي إلى تشكيل قوة امنية فلسطينية لضبط امن المخيم، خصوصا ان هناك فئات اسلامية متطرفة تعمل مع القاعدة كبلال بدر وجماعة الاسير. وهناك محاولة لضبط الملف عل المدى البعيد”.

ويختم غسان جواد بالتحذير من ان “المنطقة مفتوحة على مصيبة  كبيرة وما كشف امس هو انجاز كبير للمقاومة، وكل ما جرى لا ينبغي ان يُسبب الرعب لانه أمن احترازي.”

كلام جواد عام ولا معلومات دقيقة. فهل ما حرى هو استنفار هدفه إعادة شد أعصاب أهل الضاحية على عتبة استحقاقات أمنية وعسكرية، من القلمون إلى العراق؟

السابق
المحكمة الخاصة بلبنان تستأنف جلساتها
التالي
تجمع لبنان المدني يلتقي سلام: مواجهة طغيان المذهبية بالتزام شروط الدولة