المحكمة الخاصة بلبنان تستأنف جلساتها

استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جلسات المحاكمات للإستماع الى تصريح الإدعاء.

لاهاي 18-06-2014

وفي ما يلي وقائع الجلسة

موظفة قلم المحكمة:

تعقد المحكمة الخاصة بلبنان جلسة علنية في قضية المدعي العام ضد عياش، بدر الدين، مرعي، عنيسي وصبرا. القضية رقم رقم STL1101.

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:

صباح الخير جميعاً. بدايةً أود ان أعتذر عن التأخير الذي طال 50 دقيقة، وذلك بسبب بعض المشاكل التقنية مقصرات الترجمة. ولو كنا قد بدأنا عندها لكنتم استمعتم فقط الى المتحدثين من دون إمكانية الترجمة إلى أي من اللغات الرسمية العربية والفرنسية والإنكليزية.

قبل أن نبدأ الإجراءات أود أن أدعو الفرقاء الى التعريف بأنفسهم بدءاً بالادعاء.

وكيل الإدعاء غرايم كاميرون:

صباح الخير حضرو الرئيس وحضرة القضاة. اسمي غرايم كاميرون وأنا أمثل الادعاء مع زميلي السيد ألكسندر ميلن، السيدة سكاي وينر والسيدة أليس هاينز رايمر. شكرا.

المحامي بينر هاينز (للدفاع عن المتضررين):

صباح الخير حضرة القاضي، بيتر هاينز بالنيابة عن المتضررين المشاركين في الإجراءات، مع محمد مطر، وندى عبد الساتر أبو سمرا، ومديرة القضية تمارا كوزيتش، والسيدة في الصف الأول معي هي يسمى فليحان، وسوف أخبركم بعد قليل عنها في الوقت الملائم.

 

المحامي يوجين أوساليفان (للدفاع عن سليم عياش):

صباح الخير، اسمي يوجين اوساليفان، معي إميل عون، توم هينيس، وجايسن أنتلي، نمثّل مصالح السيد عياش.

 

المحامي أنطوان قرقماز (للدفاع عن مصطفى بدر الدين):

صباح الخير حضرة الرئيس، حضرة السيدات والسادة القضاة. اسمي انطوان قرقماز، وأنا محامي أدافع عن مصالح السيد بدر الدين، ومعي السيد جون جونز، ايان أدوارد، والسيدة سارة كوديه.

المحامي فينسان كورسيل لابروس (للدفاع عن حسين عنيسي):

صباح الخير حضرة القاضي، حضرة السيدات والسادة القضاة، نحن في يوم 18 حزيران/ يونيو 2014. انا أمثّل السيد عنيسي، ومعي الزميل ياسر حسن، الآنسة تاليلا غافير والسيد دانيال غورو وانا فينسان كورسيل لابروس.

المحامي دايفيد يونغ (للدفاع عن أسد صبرا):

صباح الخير حضرة القضاة، اسمي دافيد يونغ، وامثل مصالح السيد صبرا مع السيد تالي مدير القضية.

المحامي محمد عويني (للدفاع عن حسن مرعي):

صباح الخير سيدي الرئيس، السيدات والسادة القضاة المحترمين. أنا الاستاذ محمد عويني أمثل مصالح السيد مرعي، معي الاستاذة دو راسييه لو فرابيه دو هيلان، والاستاذ جاد خليل والاستاذ اندرياس اوشيه. شكرا.

 

القاضي راي:

نلاحظ ايضاً وجود السيد داريل مونديز رئيس قلم المحكمة، والسيدة ايلين إنياك من مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة.

نواصل المحاكمة اليوم بحق المتهمين الخمسة. سليم جميل عياش، مصطفى امين بدر الدين، حسن حبيب مرعي، حسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، بعدما رفعت غرفة الدرجة الاولى الجلسات في 12 شباط/ فبراير 2014، وحتى ذلك اليوم كانت القضيتين منفصلتين، إحداهما بحق السيد عياش، بدر الدين، عنيسي وصبرا، والثانية بحق السيد مرعي.

في 11 شباط/ فبراير ضمت غرفة الدرجة الأولى القضيتين، وبعد ذلك اودع الادعاء قرارا اتهاميا موحدا بحق المتهمين الخمسة. في 21 ايار/ مايو من هذه السنة ردت غرفة الاستئناف استئنافا قدمه محامو الدفاع عن السيد مرعي يطعنون فيه بقرار الغرفة ضم القضيتين. وفي 5 حزيران/يونيو ردت ايضا غرفة الاستئناف استئنافا قدمه محامو الدفاع عن السيد مرعي ضد قرار غرفة الدرجة الاولى مواصلة المحاكمة في هذا اليوم.

في 16 و17 كانون الثاني/ يناير استمعنا الى التصاريح الافتتاحية للادعاء بحق السادة عياش، بدر الدين، عنيسي وصبرا وسنستمع الويم الى تصريحه الافتتاحي بحق السيد مرعي.

يُزعم ان السيد مرعي شارك في المؤامرة نفسها على غرار المتهمين الاربعة الآخرين وذُكر اسمه بشكل مكرر في التصريحات الافتتاحية الاولى للادعاء، ولكن اليوم ستركز التصاريح الافتتاحية للادعاء على القضية بحق السيد مرعي بالمزيد من التفصيل، ويوم غد الخميس سنستمع الى التصاريح الافتتاحية لمحامي الدفاع عن السيد مرعي والتي ستركز على ردهم على التهم الموجهة ضده وستتحدث عن دفاعهم وخط دفاعهم في هذه المحاكمة.

قبل الاستماع الى الادعاء سوف اقوم بتلخيص بعض الملاحظات الاولية التي ذكرت في افتتاح القضية في 16 كانون الثاني/ يناير. يتضمن قرار الاتهام الموحد تهما بحق المتهمين الخمسة بارتكاب اربع جرائم بموجب القانون اللبناني، وهذه التهم كلها ناجمة عن الانفجار الذي وقع في بيروت في 14 شباط/ فبراير 2005 والذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري و21 شخصا آخرين وأدى الى إصابة 226 شخصا.

وقد وافق محامو الدفاع عن المتهمين الخمسة مع الادعاء على ان هذه الوفيات الـ 22 بالاضافة الى الاصابات الاخرى الناجمة عن الانفجار هي من الوقائع غير المتنازع عليها وقد سجلت غرفة الدرجة الاولى هذا الاتفاق بين الفريقين. والتهم الواردة في قرار الاتهام هي التالية، مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي بواسطة اداة متفجرة، جريمة قتل عمدا بواسطة مواد متفجرة ومحاولة قتل عمدا بواسطة مواد متفجرة.

بعد بضع دقائق سوف اطلب من موظفة قلم المحكمة ان تتلو ملخصا عن هذه التهم الموجهة بحق المتهمين الخمسة والواردة في قرار الاتهام ولكن قبل ذلك سوف اعطي خلفية سريعة.

بعد صدور قرار الاتهام بحق المتهمين الاربعة في العام 2011 عقدت غرفة الدرجة الاولى جلسة قررت فيها الشروع والمضي قدما بالمحاكمات الغيابية وقررنا في شباط، فبراير 2012 ان كل واحد من المتهمين الاربعة قد توارى عن الانظار او لم يتم العثور عليه وبالتالي انه تم اتخاذ كل الخطوات المعقولة لضمان مثولهم امام المحكمة وتبليغهم بالتهم الموجهة ضدهم، ومن ثم قررنا انه يمكن الشروع بالمحاكمات الغيابية وجرى تعيين محامين يتمتعون بالخبرة والمؤهلات ليمثلوا كل متهم من المتهمين الاربعة في غيابهم.

وفي 20 كانون الاول/ ديسمبر من العام الماضي وبعد ان قرر الادعاء توجيه التهم بشكل منفصل الى السيد مرعي قررت غرفة الدرجة الاولى محاكمته غيابيا، وفي قضيته التي قمنا بتقييمها بشكل منفصل اقتنعت ايضا غرفة الدرجة الاولى انه قد توارى عن الانظار او لم يتم العثور عليه وانه جرى اتخاذ كل الخطوات المعقولة لضمان مثوله امتام المنحكمة وبتبليغه بالتهم الموجهة ضده والتي صدّق عليها قاضي الاجراءات التمهيدية واقتنعت غرفة الدرجة الاولة ايضا ان السلطات اللبنانية قد اخذت كل الخطوات المعقولة لتبليغ السيد مرعي شخصيا بقرار الاتهام والتهم الموجهة اليه، كما اقتنعت بوجود ادلة كافية على عملية التبليغ تجعله على علم بالاجراءات بحقه بشكل واضح للغاية وبالتالي فإن غياب السيد مرعي يعني انه اختار عدم المثول امام المحكمة وبالتالي تنازل عن حقه بالحضور.

وفي تلك المرحلة من المحاكمة بحق المتهمين الاربعة الاولين والتي كان من المفترض ان تبدأ المحاكمة في 16 كانون الثاني/ يناير من هذه السنة، وبعد عشرة ايام على قرار الشروع بالمحاكمات الغيابية تم تعيين ثلاثة محامي دفاع لتمثيل مصالح السيد مرعي في خلال المحاكمة.

بدأت المحاكمة في 16 كانون الثاني/ يناير 2014 وبعد ثلاثة ايام من التصاريح الافتتاحية من الادعاء وتصاريح من محامي الدفاع عن اثنين من المتهمين وتصاريح افتتاحية من الممثلين القانونيين عن المتضررين، استمعت غرفة الدرجة الاولى الى ادلة على مرآى الاسابيع الاربعة التي تلت ذلك واستمعت خلالها الى 15 شاهدا ثمانية منهم عبر نظام المؤتمرات المتلفزة من بيروت وسبعة حضروا الى قاعة المحكمة في هولندا.

كما قررت غرفة الدرجة الاولى ان تقبل بإفادات عدد من الشهود وعددهم 48 بموجب المادة 155 من قواعد الاجراءات والاثبات وتسمح هذه المادة بالقبول بإفادات الشهود الخطية كدليل من دون ضرورة حضورهم لكي يتم استجوابهم استجوابا مضادا، وحتى الآن تم القبول بـ 15 من هذه الافادات من دون ضرورة حضور الشهود الى قاعة المحكمة للادلاء بإفاداتهم وشهاداتهم، وتشير الغرفة انه باستطاعة محامي الدفاع عن السيد مرعي إعادة استدعاء اي من هؤلاء الشهود الذين قبلت افاداتهم وكل الشهود الذين تم الاستماع اليهم قبل ضم القضيتين في 11 شباط/ فبراير.

حتى الآن قبلت غرفة الدرجة الاولى بـ214 بينة، 206 من الادعاء و 7 من كل فرق الدفاع وبينة من الممثل القانوني للمتضررين، لا يزال هناك مئات الشهود على قائمة الشهود الخاصة بالادعاء وآلاف البينات التي سوف تقدم كأدلة في المحكمة.

يتمثل كل واحد من المتهمين الخمسة بـ3 محامين بالاضافة الى فريق قانوني فريق دعم وقد امضى هؤلاء الاشخاص وقتا طويلا في التحضير والاعداد في الدفاع عن المتهمين في المحاكمة بنا في ذلك قاموا بالتحقيقات الخاصة بهم، قام محامو الدفاع عن المتهمين الخمسة بالتحضير بشكل قوي للدفاع عن المتهمين فيما ستعلق بالتهم الواردة في قرار الاتهام الموحد وسوف يستمرون بالقيام بذلك، بما ان حسن حبيب مرعي لم يمثل مثولا اوليا امام هذه المحكمة اما شخصيا او عبر نظام المؤتمرات المتلفزة لم يقم بالرد عن التهم اما بقبول المسؤولية او عدم قبولها ولكن هو وعلى غرار المتهمين الاربعة الاولين يعتبر بريئا حتى اثبات العكس.

بموجب المادة الثالثة للنظام الاساسي للمحكمة والذي اعتمده مجلس الامن في الامم المتحدة في العام 2007 بموجب القرار 1757 وهو يعكس قوانين حقوق الانسان الدولية سوف اركز من المادة الثالثة على هذه النقاط الثلاثة، يعتبر المتهم بريئا حتى اثبات العكس يقع العبء على الادعاء لاثبات ذنب المتهم ويجب ان تقتنع غرفة الدرجة الاولى بذنب المتهم بما لا يرقى اليه شك مطلق لكي يتم ادانة المتهمين، اكرر الملاحظات التي ذكرتها في كانون الثاني ان هذه المبادئ اساسية وجوهرية في هذه الاجراءات وسنمضي قدما في هذه الاجراءات كما لو كان المتهمون الخمسة بمن فيهم السيد مرعي موجودين في قاعة المحكمة هذه ولم يقروا بمسؤوليتهم عن التهم وايضا في المحاكمة باستطاعة محاكي الدفاع  استجواب كل الشهود  الذين يدلون بافاداتهم وتقديم الادلة واستدعاء شهود خاصين بهم وستستمر هذه المحمة باحترام الحقوق الاساسية للسيد مرحي والمتهمين الاربعة الآخرين بالحصول على محاكمة عادلة، هناك 65 متضررمشارك في هذه المحاكمة يمثلهم السيد هينز والمحاميين الذين يساعدانه، المتضرر هو اي شخص تعرض لضرر مادي او معنوي او جسدي كنتيجة للاعتداء الذي يقع ضمن اختصت المحكمة، احد المتضرررين المشاركين السيدة يسمى فليحان موجودة في قاعة المحكمة ونحن نشير الى وجودها ونحن نبدي كامل تعاطفنا معها ومع عائلاتها على الخسارة الفادة التي تكبدتها من جراء الانفجار الذي وقع في بيروت عام 2005، التصريحات الافتتاحية المتعلقة بالسيد مرعي سوف تتم باللغات الرسمية وتحديدا باللغتين العربية والانكليزية وتستمر اجراءات المحكمة في اللغات الغربية والفرنسية والانكليزية مع الترجمة الفورية المتوافرة الى اللغات الثلاثة وكل قرارات المحكمة والاوامر الصادرة عنها والنصوص المدونة متوافرة على الموقع الالكتروني للمحكمة باللغات الرسمية الثلاثة، بما ان المتهمين لا يشاركون شخصيا في هذه الاجراءات لا يمكننا ان نطلب تلاوة قرار الاتهام بالكامل عليهم الا انني سأطلب من موظفة قلم المحكمة تلاوة ملخص عن هذه التهم الواردة في قرار الاهام بحق المتهمين الاربعة وبحق السيد مرعي ولكن قبل ذلك سوف اطلب من رئيس قلم المحكمة ان كان بامكانه ان يعطي تقريرا عن المتهمين الخمسة وان كان حصل اي اتصال بين المتهمين وبين المحكمة حتى صباح هذا اليوم لكي يعلم المحكمة ان كان بنيتهم الوصول سواء عبر المحامين او عبر نظام المؤتمرات الكالفزة

داريل مونديس (رئيس قلم المحكمة):

صباح الخير حضرة القاضي صباح الخير جميعا

يمكنني ان اؤكد ان اي من المتهمين الخمسة او اي ممثل عنهم لم يتصل حتى الآن بقلم المحكمة ليطلب المثول اما شخصيا في قاعة هذه المحكمة او عبر ظام المؤتمرات المتلفزة من بيروت او من اي موقع آخر

القاضي راي:

شكرا السيد موندس وادرك ان لديك ارتباطات اخرى ترغب في حضورها وبالتالي نأذنك بقاعة المحكمة

بعد الاستماع الى ذلك من رئيس قلم المحكمة بموجب المواد 104 و106 “أ” من قواعد الاجراء والاثبات تؤكد غرفة الدرجة الاولى على الرقار الذي صدر في العشرين من كانون الاول/ ديسمبر 2013 بالمضي قدما في المحاكمات الغيابية بحق السيد حسن حبيب مرعي وبموجب القرار الذي صدر في 11 من شباط والذي قررت فيه الغرفة ضم القضيتين قضية عياش وآـخرين مع قضية مرعي وبموجب القرار الذي صدر في الثاني عشر من ايار مواصلة المحاكمة اليوم اطلب اذا من موظفة قلم المحكمة تلاوة التهم.

 

موظفة قلم المحكمة:

ملخص عن التهم ضد عياش بدر الدين عنيسي وصبرا، التهمة الاولى تهمة بحق المتهمين الاربعة هي مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي، بموجب المواد 188، 212، 213، 270 و314 من قانون العقوبات اللبناني، وبموجب المادتين 6 و7 من القانون اللبناني الصادر بتاريخ 1 كانون الثاني/ يناير 1958 والمادة 31 أ من النظام الاساسي للمحكمة الخاصة بلبنان.

يُزعم ان السيدين مصطفى امين بدر الدين وسليم جميل العياش كانا عضوين في هذه المؤامرة بين 11تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، وصباح 14 شباط/ فبراير 2005. يُزعم ان السيدين حسين حسن عنيسي وأسد حسن صبرا كانا عضوين في هذه المؤامرة بين 22 كانون الأول/ ديسمبر 2004 وصباح 14 شباط/ فبراير 2005. بالنسبة الى التهم 2 الى 5، يُتهم السيد بدر الدين والسيد عياش جماعياً كمشتركين، وبالنسبة الى التهم 6 الى 9 يُتهم السيد عنيسي والسيد صبرا كمتدخلين، وذلك في ما يتعلّق بالأفعال الجرمية التالية بموجب قانون العقوبات اللبناني والقانون اللبناني الصادر في عام 1958 والنظام الاساسي للمحكمة الخاصة بلبنان.

ارتكاب عمل ارهابي باستعمال أداة متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005 في شارع مينا الحصن في بيروت لبنان مما ادى الى وفاة رفيق الحريري و21 شخصا آخرين بالاضافة الى التدمير الجزئي لفندق السان جورج والمباني المجاورة، التهمان 2 و6.

قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005، التهمتان 3 و7.

قتل 21 شخصا عمداً اضافة الى قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005، أو وفاة هؤلاء نتيجة لتأثرهم بجروحهم لاحقاً، بفعل انفجار 14 شباط/ فبراير 2005، التهم 4 و8.

محاولة قتل 226 شخصا عمدا باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005، التهمتان 5 و9.

أنتقل الآن الى ملخص التهم بحق حسن حبيب مرعي. التهمة الأولى بحق حسن حبيب مرعي مع المتهمين الاربعة الآخرين، حسن جميل عياش، مصطفى امين بدر الدين، حسين حسن عنيسي، وأسد حسن صبرا، هي تهمة المؤامرة بهدف ارتكاب عمل ارهابي بموجب المواد 188، 212، 213، 270 و314 من قانون العقوبات اللبناني، والمادتين 6 و7 من القانون اللبناني الصادر في 11 كانون الثاني/ يناير 1958 والمادة “31 أ” من النظام الاساسي للمحكمة الخاصة بلبنان.

يُزعم ان السيد مرعي كان عضواً في هذه المؤامرة مع كل من السيد بدر الدين والسيد عياش بين 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، وصباح 14 شباط/ فبراير 2005.

بالنسبة الى التهم 6 الى 9، يُتهم السيد مرعي بالتدخل بين تاريخ 22 ديسمبر 2004 و14 شباط/ فبراير 2005 مع كل من السيد عنيسي والسيد صبرا في ما يتعلّق بالأفعال الجرمية التالية بموجب قانون العقوبات اللبناني، والقانون اللبناني الصادر في العام 1958 والنظام الاساسي للمحكمة الخاصة بلبنان.

ارتكاب عمل ارهابي باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005 في شارع مينا الحصن في بيروت لبنان، مما أدى الى وفاة رفيق الحريري و21 شخصاً آخرين، والتدمير الجزئي لفندق السان جورج والمباني المجاورة، التهمة رقم 6.

قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005، التهمة 7.

قتل 21 شخصا عمداً بالاضافة الى قتل رفيق الحريري عمداً باستعمال مواد متفجرة في 14 شباط/ فبراير 2005، وأخيرا محاولة قتل 226 شخصاً عمدا باستعمال مواد متفجرة وذلك في 14 شباط/ فبراير 2005، التهمة 9.

قبل أن ننتقل الى الكلمة الافتتاحية للادعاء، عرفت أن الاستاذ هاينز يريد أن يخاطب المحكمة.

المحامي هاينز (عن المتضررين):

نعم حضرة القاضي، كما سبق وقلنا في المرة الماضية. معنا اليوم متضررة مشاركة في قاعة المحكمة. أعرّفكم الى السيدة فليحان التي تجلس الى يميني. في شباط/ فبراير 2005 كان السيد باسل فليحان في الـ 41 من عمره، وكان عالم اقتصاد لامع، ورغم أنه قد نجح في مهنته في أوروبا عاد الى لبنان وفق طلب رفيق الحريري، وكان يؤمن بأنه قادر على تحسين مستقبل بلده الأم، فنقل أسرته الى لبنان حتى تشرين الاول/ أكتوبر من العام الذي سبق وفاته عندما أدت محاولة قتل مروان حمادة الى جعله يعيد نقل زوجته وأولاده الى اوروبا مرة أخرى. وهو كان يتنقل بين اوروبا ولبنان في الاشهر التي تلت، وكان في الاسبوع الذي سبق وفاته يتزلج مع أسرته في سويسرا، ثم عاد في زيارة قصيرة الى لبنان تحت طلب رفيق الحريري في شباط/ فبراير وكان معه ايضاً بطاقات سفر العودة يوم الاحد أو اليوم التالي، وهو اختار البطاقة الثانية لانه كان هناك جلسة في البرلمان في 14 شباط/ فبراير.

عرفت زوجته بالحادث الذي وقع من اتصال اجرته والدتها معها عندما توقف هاتفها عن العمل، ففي اي حالة كان باسل يتصل فورا بها لكنها انتظرت وانتظرت لوقت طويل ولكنه لم يتصل بها، فخشيت الاسوأ، وكما تعرفون من التصريح الافتتاحي السابق قد عانى من حروق من الدرجة الثالثة غطت 95% من جسده ولم يعد لديه اي جلد على جسده وقد تم التعرف عليه بداية من خلال امرين، اولا خاتم زواجه وثانيا بقي يذكر كلمة واحدة هي يسمى، وقد تم نقله الى باريس حيث امضى 64 يوما وكان رجلا يحارب كي يبقى على قيد الحياة وقد تمت تجربة علاجات جديدة لمعالجته وحتى اليوم تستعمل هذه العلاجات لمساعدة الاشخاص الذين عانوا من حروق خطيرة، ولكن ليست هذه الحروق هي التي ادت الى وفاته بل السموم الاخرى التي نجمت عن الانفجار والتي ادت الى التهاب في جسده. وهي وأولادها يسكنون اليوم في اوروبا ويعيشون في خوف مستمر بسبب ما حصل لهم، ووجود السيدة فيلحان معنا اليوم علنا في هذه القاعة يثبت شجاعتها، فما حصل قد ارعبها.

شكرا جزيلا.

القاضي راي:

شكرا جزيلا سيد هاينز. سيدة فليحان ان غرفة الدرجة الاولى وكل الموجودين في هذه القاعة يتعاطفون معك ونحن نقدم كامل امتناننا لحضورك معنا اليوم، نعرف انه من الصعب جدا ان تكوني معنا في قاعة المحكمة وتعيشي هذه التجربة والصدمة مرة اخرى، وهي مأساة عاشتها عائلتك وطبعا نحن نتعاطف معك.

من سوف يبدأ بالتصريح الافتتاحي؟ السيد ميلن ام السيد كاميرون؟

 

وكيل الادعاء الكسندر ميلن:

حضرة القاضي انا سأبدأ بالتصريح الافتتاحي نيابة عن الادعاء وبعد ذلك سيليني زميلي السيد كاميرون الذي سيخوض في النصف الثاني من التصريح الافتتاحي.

حضرة القضاة، انطلقت المحاكمة في قضية عياش وآخرين في شهر كانون الثاني/ يناير 2014 بتقديم الادلة المتصلة مباشرة بمسرح الجريمة التي كانت قد وقعت في 14 شباط/ فبراير 2005 وقد تم استعراض الادلة بشكل مفصل واخذ الادعاء في الاعتبار انه كان قد تم تعيين ممثلين قانونيين عن السيد مرعي في ذلك الوقت وكانوا قد تابعوا الجلسة الافتتاحية في المحكمة من داخل شرفة الجمهور، وعليه فإن الادعاء لا يقترح ان يكرر بالتفاصيل او بشكل مطول التسلسل التاريخي لما جرى من احداث في ذلك اليوم او ان يعرض مجددا الصور العديدة التي تم الاعتماد عليها لالقاء الضوء على فظائع تلك الاحداث، غير اننا سنلخص ما نعرفه منها.

في 14 شباط/ فبراير 2005 غادر رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري منزله في قصر قريطم في بيروت وتوجه في موكبه الى مبنى البرلمان في ساحة النجمة ووصل في حوالي الساعة 10:54 دقيقة صباحا. التقط المصورون صورا لدخوله الى المبنى برفقة حراسه الشخصيين وصديقه وزميله باسل فليحان. امضى السيد الحريري حوالي ساعة من الوقت في البرلمان حيث اجتمع مع نواب آخرين، سجلت كاميرات التصوير والفيديو تواجده داخل البرلمان من دون انقطاع تقريبا، غادر المبنى قبل الظهيرة بفترة قصيرة واجتاز الطريق لتبادل اطراف الحديث مع مجموعة من الاشخاص كانوا يقفون خارج مقهى عند ساحة النجمة. توجه بعد ذلك الى المقهى حيث امضى حوالي ساعة من الوقت. وبينما كان يتحدث مع هؤلاء الاشخاص التقطت كاميرات المراقبة صورا لشاحنة صغيرة تمر من الجنوب باتجاه الشمال عبر نفق الرئيس سليمان فرنجية آتية من اتجاه جنوب بيروت ومتجهة نحو منطقة المرفأ قبال فندق السان جورج، وعند مغادرة الشاحنة النفق توجهت الى يمين الطريق بعيدا عن مجال تصوير كاميرات المراقبة، ولم يكن هناك ما يلفت النظر الى هذه الشاحنة اذ انها كانت شبيهة بأي من الشاحنات التجارية الصغيرة المتنقلة يوميا في مدينة بيروت وكان صندوق التحميل مغطى بالكامل بقماش مشمع ولا يحمل اي اسماء او علامات فارقة. وفي حوالي الساعة 12:50 دقيقة ظهرا خرج السيد الحريري والسيد فليحان والحراس الشخصيون من المقهى وعادوا الى سياراتهم التي شكلت موكبا من ست سيارات، قاد السيد الحريري سيارته شخصيا وكانت سيارة المرسيدس المصفحة الثالثة ضمن الموكب، وكان السيد فليحان جالسا معه في السيارة، غادرت السيارات منطقة البرلمان عبر الطرقات الجانبية باتجاه الطريق الذي كان ليعيدهم الى القصر، وكانت هذه الطريق تجاور اطراف المرفأ والمدينة بعد مخرج نفق الرئيس سليمان فرنجية لتمر بين فندق السان جورج الى جهة اليمين وفندق بيبلوس الى جهة اليسار.

 

وقبل اقل من دقيقتين على وصول الموكب الى ذلك الموقع، سجلت احدى كاميرات المراقبة الموضوعة عند مصرف مجاور مرور شاحنة صغيرة شبيهة على ما يبدو بتلك التي ظهرت سابقا داخل النفق وهي تسير ببطء شديد على الطريق امام فندق السان جورج في نفس الاتجاه الذي كان الموكب ليسلكه. وقد اظهرت كاميرا المراقبة نفسها سيارات الموكب الست تسير في الموكب نفسه وتزامن ذلك مع وقوع الانفجار، وبينت مؤشرات قياس الهزات الارضية من على بعد 15 كيلومتر وقوع الانفجار في حوالي الساعة 12:55:5 من ظهر ذلك اليوم. كانت آثار الانفجار مدمرة للغاية وقد تم تحديد موقع الانفجار من خلال الحفرة الكبيرة التي بلغ قطرها 12 مترا تقريبا في الطريق قبالة فندق السان جورج. وكانت اول سيارتين في الموكب قد تجاوزتا نقطة الانفجار، ورغم الضرر الذي لحق بهما الا انه كان من الممكن التعرف عليهما وبقي ركابهما على قيد الحياة،  اما سيارة السيد الحريري فقد استهدفها الانفجار مباشرة فتوفي في موقع الجريمة بينما اصيب السيد فليحان بحروق وجروح بالغة وما كان الا بالسيد فليحان الا وان فارق الحياة متأثرا بجراحه بعد اربعة اسابيع. اما السيارة الرابعة فقد مزقها الانفجار اربا وفارق ركابها الثلاثة على الفور الحياة كما توفي الركاب الثلاثة الذين كانوا يستقلون السيارة التالية التي احترقت بالكامل والتهمت ألسنة الدخان السيارة الاخيرة التي كانت تستعمل كسيارة اسعاف نجا اثنان من ركابها بينما اصيب الراكب الجالس في المقعد الامامي بحروق بالغة وفارق الحياة في الليلة نفسها متأثرا بجراحه، بالاضافة الى السيد الحريري والضحايا الثمانية الآخرين الذين كانوا في موكبه لقي ثلاثة عشر شخصا بريئا آخرين حتفهم في موقع الجريمة او في الساعات التالية لوقوع الانفجار وكانوا ينقسمون الى عشرة رجال وثلاث نساء كما اصيب مئتين و26 شخصا آخرين في الانفجار وقد بينت المسحات التي اخذت من الركام في مسرح الجريمة وجود كميات كبيرة من مادة rdx  وهي اصناف عسكرية التصنيف شديدة الانفجار وقد تم تزويد خبراء المتفجرات بنتائج تحليل الحفرة والضرر اللاحق بالنوافذ المجاورة والتي تحطمت حتى مسافة 300 مترا من موقع الانفجار وسيتم الاستناد الى الاسقاط الحاسوبي لاظهار ما يلي ان المتفجرات المستخدمة كانت تعادل طنين ونصف الطن من مادة الـtnt وان المواد المتفجرة كانت موضوعة فوق سطح الارض ضمن شكل مستطيل ومسطح يتماشى وكأنها ممدة على منصة التحميل الخلفية لاحدى الشاحنات ويشير الوزن المادي للمتفجرات الى انها موجودة في سيارة ثقيلة الوزن اكبر من سيارة عادية.

 

وقد ادت عمليات البحث في الموقع في الساعات التي تلت الانفجار الى اكتشاف قطع متعددة من حطام سيارة ميتسوبيشي وقد تم تحديد نوع هذه السيارة على انها فان ميتسوبيشي “كانتر” لها نفس حجم وشكل الفان التي صورتها كاميرات المراقبة وقد تواصلت عمليات البحث لعدة اشهر في شهر آب/ اغسطس 2005 تم العثور على قطعة معدنية على بعد امتار من مركز الانفجار وقد تم التعرف عليها من خلال رقم تسلسلسي لم يلحق به اي ضرر واعتبرت جزءا من كتلة محرك فان “الكانتر” فالتحطم الكامل لكتلة محرك الفان وانتشال قطع السيارات من البحر على بعد اكثر من 100 متر انما هو دليل على ان الفان كان في قلب الانفجار وقد مكن الرقم التسلسلي المحققين من اقتفاء رقم الفان وصولا الى معرض سيارات في طرابلس، حيث جرى بيعه قبل بضعة اسابيع وكان طراز هذا الفان على غير عادة بمقود الى جهة اليمين وصندوق تروث يدوي، ويشير تزامن توقيت الانفجار مع الزمن المحدد لمرور الموكب الى ان الانفجار لم يكن اعتداء عشوائيا بل استهدف السيد الحريري شخصيا والدقة في التوقيت تشير الى ان التفجير حصل بفعل وجود شخص في الموقع لم يتم وجود اي ادلة تبين وجود اسلاك او كابلات وكانت سيارات الموكب تستخدم اجهزة التشويش المصممة لتعطيل اي عبوات يتم تشغيلها عبر الاجهزة اللاسلكية او الهاتفية او عن بعد في محيطها المجاور وان استبعدنا طريقتي التفجير التي اشرت اليهما اعلاه فان التفسير الارجح هو ان العبوة فجرت على يد انتحاري هو على الاغلب سائق الفان والى جانب الضحايا الاثنين وعشرين المعروفة هوياتهم هناك ضحية ثالثة وعشرون وهو رجل لقي حتفه في الموقع وقد تم التوصل الى هذا الاستنتاج بعد الحصول على حمضه النووي في شظايا لحمية صغيرة انتشلت من محيط الانفجار، ولم يعرف عنه الكثير باستثناء انه رجل لم يتم العثور على اي تطابق مع حمضه النووي وكانت الاشلاء التي تم العثور عليها من بقايا جثته صغيرة جدا الى حد يبين انه كان بلا شك كان قريبا جدا من مركز الانفجار وكانت الاشلاء قد تطايرت الى الامام باتجاه حركة السير الى جانب الطريق نفسه على غرار الموكب والسيارة المتفجرة ويتلاءم ذلك مع وجوده اما في مقصورة الفان او امامها مباشرة ومنذ وقوع الانفجار لم يتعرف اجد على جثة رجل مجهول الهوية او يطالب بها وسيظهر الادعاء ان كافة هذه الادلة تشير الى ان الرجل مجهول الهوية انما هو انتحاري كما ستظهر ان اداة متفجرة مرتجلة محمولة في مرتبة كانت محملة في فان ميتسوبيشي “كانتر” وفي الساعات التي تلت الانفجار تم الاتصال بوسائل الاعلام واعطي الصحافيون ارشادات كيفية حصولهم على شريط فيديو مخبئ بين اغصان شجرة يزعم انه كان اعلان عن مسؤولي الانفجار وبعد بث الشريط تم التعرف على الرجل الذي ظهر على انه احمد ابو عدس الذي كان يعيش في منطقة بيروت والذي كانت قد اختفى قبل شهر من الانفجار ويعتبر الادعاء ان هذا الشريط اعلان عن المسؤولية زورا فبركه المسؤولون عن الانفجار بهدف ابعاد الشبهات عن المذنبين الحقيقيين وقد اظهر شريط الفيديو رجلا قد تم التعرف عليه على انه ابو عدس امام راية سوداء تحمل كتابات اسلامية واسم جماعة “النصرة والجهاد في بلاد الشام” وقد قرأ ابو عدس رسالة صرح فيها ان المجموعة قررت على حد قوله انزال القصاص برفيق الحريري عبر تنفيذ عملية استشهادية ورافقت الشريط رسالة مكتوبة بخط اليد مؤرخة يوم وقوع الادعاء جاء فيها ان العملية الانتحاري نفذها المجاهد ابو عدسفي شريط الفيديو.

 

ولم يكن اسم هذه المجموعة قد ورد في اي من الاعتداءات السابقة، كما أنها لم تكن معروفة في لبنان، ولم ترد ابداً منذ ذلك الحين، ومن البديهي القول أنه تم تفتيش منزل أبو عدس وتم الحصول على حمضه النووي من فرشاة اسنانه وتمت مطابقته مع الحمض النووي الخاص بوالديه، وقد تم الاستناد الى هذه الادلة لانه رغم تحديد بصمات الحمض النووي من اشلاء وُجدت في مسرح الجريمة، إلا أن أياً منها بما فيها الحمض النووي العائد لرجل مجهول لم يتطابق مع الحمض النووي العائد لأبو عدس.

ومنذ ذلك الوقت لم يشاهد أحد أبو عدس او يسمع عنه شيئاً، غير انه ما من دليل يؤكد ان أبو عدس مات في الانفجار على حد زعم شريط الفيديو. وفي سياق عرض الأدلة الأولوية أمام غرفة الدرجة الاولى استمعنا الى شهادات شفهية أدلى بها 7 شهود فقدوا أقاربهم في الانفجار الذي وقع في 14 شباط/ فبراير.

استمعنا الى شهادة روبرت فرايز التي وصفت المنطقة المحيطة بفندق السان جورج وقدّمت شرحاً عن اشرطة الكاميرات التي التُقطت من داخل النفق وفندق فينيسيا ومصرف HSBC.

كما استمعنا الى شهادة السيد خالد الطبيلي وهو رجل إطفاءٍ كان في الخدمة في ذلك اليوم وقصد الموقع مع زملائه لإخماد الحرائق المتعددة التي اندلعت بفعل الانفجار. واستمعنا الى عبد البديع السوسي وهو ضابط متقاعد من قوى الامن الداخلي كان قد وضع محضراً بقطع السيارات التي انتُشلت من مسرح الجريمة والكثير منها يعود لفان ميتسوبيشي كانتر.

واستمعنا ايضا للعميد أسعد نهرا من قوى الامن الداخلي الذي تواجد في مسرح الجريمة بفعل منصبه اقليادي.

وأكد الشاهد PRH301  الذي رافق خبراء أجانب جمعوا الأدلة الجنائية من الموقع.

وأطلعنا الشاهد PRH566 على الجهود التي بذلها زملاؤه لايجاد وتحديد قطع من فان الميتسوبيشي.

وشرح السيد ويلسون من شرطة العاصمة لندن سابقا الدور الذي اضطلع به في جمع المواد التي انتُشلت من البحر قرب نقطة الانفجار وفهرستها.

وأدلى المعاون الأول طانيوس الجميل من الشرطة القضائية بشهادته حول الصور والاشرطة التي أُخذت عن عملية جمع الادلة في مسرح الجريمة والحصول على عينات الحمض النووي من والدي أبو عدس.

وكجزء من استعراض قضية الادعاء، ستستمع غرفة الدرجة الأولى الى أدلة اضافية في الايام والاسابيع المقبلة في شأن مسرح الجريمة وجمع القطع من قبل فرق خبراء الأدلة الجنائية وتحليل القطع الميكانيكية التي وُجدت بالاضافة الى جمع البيّنات البيولوجية وتحديدها توصلاً الى تحديد بصمات الحمض النووي.

حضرة القضاة، سيعرض السيد كاميرون عليكم الآن جوانب أخرى من القضية.

وكيل الإدعاء كاميرون:

كما جاء في التصريح الافتتاحي في بداية هذا العام، يومي 16 و17 كانون الثاني/ يناير، سأقدّم للمحكمة لمحة عامة عن الأدلة المتوقعة التي تبين سلوك المتهمين في الاشهر التي سبقت، وصولاً الى ذلك اليوم الذي وصفه السيد ميلن والأدلة التي تحدد هوية المتهم، وفق ما أشرنا اليه سابقاً بالجزئين الاول والثاني من قضية الادعاء.

وجاء هذا التصريح الافتتاحي الثاني بعد ضم قضية السيد مرعي الى الاجراءات المتعلقة بالمتهمين الاربعة الآخرين، وبما ان التصريح الفاتتاحي الأول يشكّل جزءاً من سجل المحاكمة، ويمكن لفريق الدفاع عن السيد مرعي الاطلاع عليه، ستركّز ملاحظاتي اليوم على الادلة المتوقعة الىي تتصل مباشرة بالسيد مرعي. ولن أكرر العديد من جوانب الادلة التي استعرضتها في كانون الثاني/ يناير، فعلى سبيل المثال، لن أصف مرة أخرى سجلات بيانات الاتصالات أو بيانات الموقع الخلوي التي تلقيناها من مجوّدي خدمات الاتصالات في لبنان. ولن اعيد استعراض وصول هواتف الشبكة الزرقاء او الحمراء او السلوك الذي اتبعه مستخدمو هذه الهواتف لمراقبة رئيس الوزراء السابق حتى يوم اغتياله ضمناً، فهو امرٌ فصّلناه في تصريحنا السابق.

ولكن بما أن السيد مرعي متهم مع 4 اشخاص آخرين يُزعم أنهم عملوا معا، وبما أنه يمكن تقويم سلوكهم وفهمه على افضل نحو في ضوء كامل المؤامرة، لا بد لي من تكرار بعض الوقائع. سأعرض على الشاشة عددا من الشرائح.

نعتذر وسوف ننتظر للحظات، فهناك مشكلة تقنية.

ربما يمكنني ان اخبركم ما جاء في الشريحة خصوصا بعد ملاحظاتكم الاولية حضرة القاضي.

 

القاضي راي:

سيفيدنا النظر الى الشرائح سيد كاميرون ولكن ربما يمكن لموظف المحكمة ان يعرف ان كان هناك مشكلة نجمت عن المشكلة التي سبقت وان لم يعمل النظام الآن فسوف يعمل لاحقا.

 

وكيل الإدعاء كاميرون:

ها قد ظهرت الصورة على الشاشة. يواجه السيد مرعي خمسة تهم كما سبق ووصفنا وتقع في فئتين اساسيتين.

اولا وفق التهمة الاولى يُزعم انه شريك في مؤامرة هدفها ارتكاب عمل ارهابي يرمي الى ايجاد حالة ذعر في لبنان، وفي الجوهر تبين التهمة الاولى ان المتهمين الثلاثة بدر الدين، عياش ومرعي اتفقوا بحلول 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004 حتى 14 شباط/ فبراير 2005 فيما بينهم ومع آخرين مجهولي الهوية على اغتيال رئيس الوزراء السابق عبر تفجير عبوة في مكان عام وكانوا على علم بخطر وفاة او اصابة آخرين في ذلك الانفجار او كانوا متقبلين لذلك الخطر، ويزعم قرار الاتهام ان صبرا وعنيسي انضما الى هذه المؤامرة ضد امن الدولة بصفتهما شريكين في المؤامرة يوم 22 كانون الاول/ ديسمبر 2004 او بعد ذلك التاريخ.

ثانيا، وبموجب التهم 6،7، 8 ، 9 يُزعم ان السيد مرعي شارك كمتدخل مع المتهمين صبرا وعنيسي في ارتكاب اربع جرائم منفصلة، علما ان المتهمين الآخرين بدر الدين وعياش وآخرين كانوا ينوون ارتكاب الجرائم نفسها كشركاء.

التهمة السادسة تتعلق بارتكاب عمل ارهابي بواسطة مواد متفجرة، والتهم 7،8،9 تتعلق بجريمة قتل رفيق الحريري عمدا التهمة 7، وجريمة قتل 21 شخصا آخرين عمدا التهمة 8، وجريمة محاولة قتل 226 شخصا عمدا وبواسطة مواد متفجرة، وقد تقع هذه التهم الخمسة في مجموعتين ذات عناصر اساسية منفصلة لكن كل دليل من الادلة التي سيعقدها الادعاء سيظهر تورط السيد مرعي على نحو مضاعف كشريك في المؤامرة وكمتدخل في التهم 6 الى 9.

ويعتبر الادعاء ان سلوك السيد مرعي كمتدخل لا يظهر فقط تورطه في التهم 6 الى 9 بل يشكل ايضا دليلا يثبت عضويته في المؤامرة. وبالطبع لا يرى الادعاء ان كون السيد مرعي عضوا في هذه المؤامرة يعني انه ارتكب كل الافعال التي نفذت دعما لهذه المؤامرة، فالمؤامرات الجرمية التي تتخطى مجرد الاتفاق على تحقيق اهدافها الفعلية غالبا ما تشمل توزيع الادوار بين كل فرد من المتآمرين الذين يؤلفون اعضاء فريق يعمل معا في مجالات مختلفة في عدة احيان في تحقيق الهدف النهائي المشترك.

ولذلك يصعب كشف المؤامرات الجرمية وتعتبر جرائم خطرة وتدان بشدة. ويرى الادعاء ان طبيعة هذه المؤامرة كانت معقدة الى حد تطلب توزيع الادوار بين المتآمرين لا بل تطلب ايضا تراتبية في اعضاء المجموعة لضمان اكمال الافعال الضرورية لتحقيق هدف المؤامرة بطريقة منسقة. واتوقع انكم ستستنتجون في نهاية هذا اليوم ان التوقيت الدقيق المطلوب لتنفيذ الاغتيال باجتماع العناصر المختلفة معا في لحظة مروعة واحدة ما كان ليتحقق الا خلال تحضير منسق ومكثف وعناية متأنية لادق التفاصيل.

ويعتبر الادعاء ان السيد مرعي اضطلع بدور مهم وقيادي كعضو في هذا الفريق الاجرامي، لكن لا يمكن فهم اهمية سلوكه وتقويمها الا في السياق الاكبر للعملية حيث شكل احد اهم اللاعبين، ولذلك انتقل الآن الى كا تطلبه تحقيق هدف هذه المؤامرة والى توزضيح دور السيد مرعي في اطارها العام.

ترون على الشريحة امامكم ملخصا لكل من المهام الاربعة التي اعتبرها الادعاء اساسية من اجل تحقيق هدف المؤامرة، اولا تحديد موقع التفجير، ثانيا جمع معلومات كافية عن تحركات رئيس الوزراء السابق لتوقع مكان تواجده في الموقع الذي تم اختياره، ثالثا من الضروري اعداد القنبلة داخل فان الميتسوبيشي وايصالها الى موقع تفجيرها فور وصول رفيق الحريري، واخيرا تطلب تحقيق هدف المؤامرة تلفيق اعلان المسؤولية زورا ككذبة موجهة الى الشعب اللبناني حول هوية الشخص المسؤول عن اغتيال رئيس الوزراء السابق.

ووزعت هذه الادوار ما بين المتآمرين الثلاثة الرئيسيين، ويمكنكم رؤية ذلك في اعلى الشريحة الظاهرة امامكم وهم السيد بدر الدين، السيد عياش والسيد مرعي.

ويعتبر الادعاء ان السيد بدر الدين قد نسق انشطة السيد عياش والسيد مرعي، وقضى دور السيد عياش بتنسيق ثلاثة من هذه المهام الاربعة الاساسية او المشاركة فيها، اولا تحديد موقع الانفجار، ثانيا مراقبة رئيس الوزراء السابق، وثالثا شراء فان الميتسوبيشي وايصاله الى الموقع حاملا القنبلة لتفجيرها في خلال الثواني التي يمر فيها موكب رئيس الوزراء السابق.

يعتبر الادعاء أن السيد مرعي تحمّل مسؤولية تنفيذ المهمة الرابعة، اي تنظيم مسألة اعلان المسؤولية زوراً التي تطلبت الجوانب الثلاث التالية: تحديد كبش محرقة مناسب، ثانياً مصادقة أبو عدس لاستدراجه بعيداً عن عائلته، وثالثاً اعداد الشريط والرسالة حول إعلان المسؤولية زوراً وتسليمهما الى وسائل الاعلام وضمان بثّهما في لبنان بعد ساعات من وقوع الانفجار.

تُظهر الشريحة أمامكم رسماً بيانياً يبيّن كيف يعتبر الادعاء ان المتهمين نظّموا أنفسهم والآخرين من خلال شبكة الهواتف لإكمال مهامهم التحضيرية، فتلاحظون هواتف بالالوان الاحمر والارجواني والاخضر والازرق. وسأتحدث عن الهواتف الخضراء والهواتف الحمراء والزرقاء باعتبارها شكّلت شبكة واحدة، لكني سأصف الهواتف الأرجوانية كمجموعة منفصلة لأسباب سآتي على ذكرها لاحقاً، وسأشدد في هذه المرحلة على أن هذا الرسم البياني يلخّص الهواتف الحمراء والزرقاء المستخدمة في المرحلة الاخيرة من التحضيرات وتحديدا قبل اسبوع تقريبا من الاعتداء، حين برزت مجموعة محورية تتألف من متآمرين ومتدخلين مجهولي الهوية من المجموعة الاكبر لمستخدمي هواتف الشبكة.

كان عدد الهواتف الحمراء 8، وكان 6 منها الاكثير نشاطاً في المرحلة الأخيرة، وبالمثل قد تذكرون من الأدلة المستعرضة في التصريح الافتتاحي الأول أن الشبكة الزرقاء كانت تتألف من 15 هاتفاً في تلك المرحلة، ومرة أخرى وفي الاسابيع الخاصة بالمؤامرة، برزت 6 هواتف كمجموعة محورية، وستثبت الأدلة أن أعضاء الشبكة الزرقاء هم نفسهم أعضاء الشبكة الحمراء ومن بينهم المتهم عياش. وكنت قد أشرت الى شبكة الهواتف الزرقاء في تصريحي الافتتاحي السابق وكانت قد استُعملت بشكل أساسي حتى الاسبوع الأول من شهر كانون الثاني/ يناير 2005، ولذلك لم يشملها الرسم البياني تفادياً للتعقيد.

اما في ما يتعلّق بالسيد مرعي، فيظهر الرسم البياني أنه استخدم هاتفين مختلفين لارتكاب جرائمه، أحدهما من الشبكة الحمراء، والآخر من الشبكة الارجوانية.

ويظهر الهاتفان على الشريحة أمامكم ووفق نظام الوصف الذي اعتدنا عليه، سوف اشير اليهما بالهاتف الاخضر 071 والهاتف الارجواني 231.

سنتحدث أولاً عن الهاتف الاخضر 071 الذي يظهر أمامكم، ويبيّن الرسم البياني الفترة التي يزعم الادعاء ان السيد مرعي استخدم في خلالها الهاتف الاخضر 071 بين 24 أيلول/ سبتمبر 2004 و7 شباط/ فبراير 2005.

الهاتف الارجواني 231 الظاهر في الرسم البياني هنا، ويُزعم ان السيد مرعي استخدم في خلال الفترة من 19 كانون الأول/ ديسمبر 2002، و14 شباط/ فبراير 2005 هذا الهاتف الأرجواني، وكان أجرى اتصالاً أخيرا مع المتهم صبرا في 14 شباط/ فبراير. وفي 15 شباط/ فبراير قد ترك هذا الهاتف وتخلى عنه عندما تلقى اتصالاً أخيراً.

أشار زميلي السيد ميلن أن التاريخ خاطئ هنا، ومذكور 14 شباط/ فبراير 2004، ويجب أن يكون 14 شباط/ فبراير 2005، وأنا أتحمل مسؤولية هذا الخطأ وأشكر صديقي لإشارته الى هذا الخطأ.

يضاف الى الرسم البياني الآن تاريخ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، ويمثل هذا اليوم التاريخ المذكور في التهمة الأولى من قرار الاتهام باعتباره نقطة البداية التي يتحمل فيها السيد مرعي مسؤولية كونه شريكا في المؤامرة بالاجمال والتاريخ الآخر هو الثاني والعشرؤين من كانون الاول / ديسمبر عام 2004 وهنا بدأت مسؤولية السيد مرعي كمتدخل وفق التهم 6 الى 9 وكما اصبحتم تعلمون الآن يشكل استخدام المتهمين الهواتف الخلوية جزءاً مهما للغاية في قضية الادعاء، ولن اكرر الملاحظات التي ادليت فيها في كانون الثاني/ يناير حول مختلف انواع الهواتف اي الشبكات بحد ذاتها ومجموعات الهواتف والهواتف الخلوية الشخصية والهواتف الشخصية التتابعية، غير اني اود التشديد على ان الهواتف التي تشكل جزءا من شبكة او من مجموعة على غرار الهاتفين الذين يزعم الادعاء ان السيد مرعي استخدمهما اي الهاتف الاخضر 071 والهاتف الارجواني 231 على التوالي، يمكن للمحكمة النظر في استخدامهما في سياق 3 عوامل مختلفة، اولا خصائص الشبكة او مجموعة الهواتف، ثانيا بمن اتصل مستخدم الهاتف او من اتصل به، ثالثاً الى اين ذهب مستخدم الهاتف ومتى كان ذلك.

ووفق الشبكة او المجموة من الهواتف تعتبر المجموعة المؤلفة من عامل واحد او من عاملين اثنين من هذه العوامل مقنعة وفي بعض الظروف قد ترون ان العوامل الثلاثة تشكل معا دليلا دامغا على سبيل المثال عند النظر عن كثب الى شبكة مثل الشبكة الحمراء ، اتوقع ان تظهر الادلة كما سيتضح لكم ان كل عمال من هذه العوالم الثلاثة هم لتقويم غرض هذه الهواتف تحديدا على سبيل المثال تبرز خصائص المجموعة من خلال العامل الاول ومن دون العودة الى تفاصيل الخصائص المتعددة للشبكة الحمراء قد تذكرون انها كانت تتألف من مجموعة من 8 هواتف مدفوعة مسبقا تم شراؤها في طرابلس في أواخر شهر كانون الاول/ ديسمبر عام 2004 وشغلت الهواتف الثمانية في طرابلس يوم الرابع من كانون الثاني /يناير عام 2005 وانتقلت لاحقا الى بيروت حيث وزعت في مرحلة معينة على 8 اشخاص بمن فيهم المتهم عياش، واستعملت لاول مرة للاتصال ببعضها ببعض يوم 14 كانون الثاني /يناير عام 2005 .

وفي وقت معين جمعت الهواتف الثمانية لتعاد الى طرابلس لتعبئتها الشهرية في الثاني من شباط فبراير سنة 2005 قبل اعادتها الى بيورت مرة اخرى حيث اعيد استخدامها من جديد. وتوقف استعمال هاتفين منها في 3 شباط /فبراير وانما بقيت الهواتف الستة شغالة الى ما قبل الانفجار، ومن ثم توقف استعمالها وتم التخلي عنها وابتداء من العام الاول وحده يتضح لكم ان الشبكة الحمراء تألفت عمدا من هواتف تم شراؤها خصيصا لاستخدامها في التحضيرات التي اودت الى عملية اغتيال رئيس الوزراء السابق.

وبعد تفحص العامل الثاني يتضح لكم ايضا واقعا مهما وهو ان مستخدمي هواتف الشبكة الحمراء اتبعوا بروتوكولات عملانية صارمة فقد تحدثوا بعضهم الى بعض فقط ولم يستخدموا الرسائل النصية القصيرة ما يثبت انهم كانوا يعملون كشبكة مغلقة بالكامل ويدعم ذلك الاستنتاج القائل ان هذه الهواتف تحديدا استخدمت لغرض محدد وغير قانوني.

في ما يتعلق بالعامل الثالث الاماكن التي قصدها مستخدمو الهواتف والاوقات قد تذكرون الادلة حول تحركات مستخدمي هواتف الشبكة الحمراء التي كانت تتناسب مع ادلة اخرى حول تحركات رئيس الوزراء السابق تحديدا يوم الاغتيال فالتطابق بين مواقع الهواتف والتحركات اما مع مواقع محددة او تحركات رئيس الوزراء من مكان الى آخر في اوقات محددة اذا ما اخذنا ذلك بحد ذاته يعتبر دليلا قاطعا يمكن ايضا اخذه بعين الاعتبار مع العوامل الثلاثة الاخرى.

ومن هنا الخوض في الادلة من جديد اتوقع ان تتمكنوا من النظر بالطريقة نفسها في العوامل الثلاثة لدى تقييم طبيعة الشبكة الزرقاء ولان السيد مرعي يزعم انه استخدم هاتف اخضر وهاتف ارجواني في ارتكاب الجرائم اود ان اعود الى بعض الادلة التي اتوقع ان تقدم فيما يتعلق بهذين الهاتفين في مرحلة من المرتحل وان اردتم ان تتوقفوا الى استراحة يمكن ان اشير لكم متى يكون ذلك مناسبا واذا ما اردتم ذلك يمكن ان اكمل الآن.

في ما يتعلق بالشريحة التالية فارى فيها الهواتف الثلاثة التي تنشكل الشبكة الخضراء طوال فترة الوقت المادي واتوقع ان تظهر الادلة ان هناك 5 خصائص مميزة تتمتع بها الشبكة الخضراء ولانني تطرقت الى خلفية الهواتف الخضراء بالكثير من التفصيل خلال الافتتاحية الاولى سوف اتحدث عن الادلة المتوقعة بشكل موجز من الآن وصاعدا.

الميزة الاولى التي تتمتع بها هذه الشبكة هي ان عقود الهواتف الـ 18 والتي تم الحصول عليها من مزود خدمات الهخاتف الخلوي الفا تم ذلك عبر استخدام تسع هويات مزورة في آب/ اغسطس وتموز/يونيو من العام 2004.

بدأت الشبكة الخضراء كمجموعة من 18 هاتفا اشتريت من متجرين في جنوب بيروت ونرى صورتين امامنا، الاولى الى ناحية اليسار تظهر عقدا موقعا يتعلق برقم 031500071 او الاخضر 071 وكانت شركة سيليس هي الشركة التي سبقت شركة الفا.

اما الصورة الى ناحية اليمين فهي صورة عن بطاقة هوية قدمت مع الطلب، وكما سبق واشرت في شهر كانون الثاني/ يناير هذه البطاقة على غرار البطاقات الثمانية الاخرى تبدو ظاهريا انها اصلية ويبدو ويزعم انها صدرت عن وزارة الداخلية والبلديات، وهناك صورة طبق الاصل للختم الرسمي للوزارة على كل بطاقة هوية، ولكنني اتوقع ان تظهر الادلة ان وزارة الداخلية والبلديات اكدت انه ليس لديها اي سجلات تتعلق ببطاقة الهوية هذه او اي من البطاقات الثمانية الاخرى.

وقد تذكرون الملاحظات التي قد ادليت بها في شهر كانون الثاني/ يناير حول اهمية استخدام هويات مزورة في الحصول على هذه العقود وفي ما يتعلق بالهواتف المدفوعة مسبقا.

الميزة الثانية هي ان هذه الهواتف الـ 18 تمت ادارتها على انها مجموعة وكان يتم تسديد دفعات شهرية نقدا في احد فرع خدمات التابع لشركة الفا، وتظهر سجلات شركة الفا ان احد الاشخاص كان يذهب شخصيا الى شباك الخدمات في مركز خدمة الزبائن في الفا الواقع في منطقة فرن الشباك في بيروت قبل نهاية كل شهر لتسديد المبلغ بالكامل المتوجب على هذه الهواتف الـ 18 نقدا، وهذه الدفعات النقدية من قبل هذا الشخص استمرت من شهر ايلول/ سبتمبر 2004 حتى شهر ايار/ مايو 2005 وبعد ذلك توقفت الدفعات ولم تستأنف بعدها.

وان هذه الدفعات الشخصية لم تحصل بناء على فاتورة تم الحصول عليها من الفا لان الاسماء التي زودت بها الشركة كانت وهمية وهناك شخص كان مسؤولا عن استباق تاريخ الدفع وكان عليه ان يحرص على تسديد الدفعات الخاصة بهذه الهواتف الـ 18 حتى تستمر العقود، وفعليا كان هناك شخص مسؤول عن صيانة على الاقل هذه الناحية من الهواتف من آب/ اغسطس 2004 حتى ايار/ مايو 2005 واتوقع ان تظهر الادلة ان الدفعات الاولى التي سددت لالفا لتشغيل بطاقات السيم الخاصة بهذه الهواتف الخضراء الـ 18.

إذاً وصل المبلغ الاجمالي الى 1260 دولار اميركي، بينما رسوم الاشتراك الشهري وصلت الى 6115.06 دولار اميركي، ما يؤدي الى اجمالي المبلغ المسدد الذي وصل الى 7375.06 دوالار اميركي، بالتأكيد كان هناك مبالغ اضافية استخدمت لشراء الاجهزة. هذه الدفعات الشهرية اظهرت ان الهدف من وراء تقديم هذه المستندات المزورة للحصول على عقود هاتف لم يكن الهدف الاحتيال على الفا، فكان الهدف الحرص على عدم التمكن من التعرف الى هوية مستخدمي الهواتف او اقتفاء اثرهم، وكانت هذه النية المتعمدة عند وقت شراء الهواتف. وبعد ذلك تمت ادارة الهواتف على انها مجموعة مع الحفاظ على سرية مستخدميها.

الميزة الثالثة الخاصة بهذه الشبكة، هي انه بحلول الاول من تشرين الاول/ اكتوبر 2004 توقف استعمال 15 من هذه الهواتف وبقيت متوقفة طوال فترة الوقت المادي، اي انه في حال استخدمت قبل الاول من اكتوبر لم تستخدم بعد ذلك، وان لم تستخدم قبل الاول من اكتوبر لم تستخدم بعد ذلك في خلال الوقت المادي على الرغم من استمرار الدفعات الشهرية لكل هاتف من هذه الهواتف الـ 18.

باستثناء عدد من الاتصال غير المعتادة اجرتها ثلاثة من الهواتف بالرقم نفسه في حوالي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر توقفت كل هواتف الشبكة الخضراء باستثناء الهواتف الثلاثة التي يزعم الادعاء انها تستخدم من قبل المتهمين الثلاثة بمن فيهم السيد مرعي طوال فترة الوقت المادي.

الميزة الرابعة لهذه الهواتف الخضراء، هي انها خلال فترة نشاطها التي امتدت على اربعة اشهر ونصف الشهر كانت تعمل بموجب بروتوكولات اتصال محددة وصارمة وطريقة عملها مثيرة للاهتمام وتتمتع باهمية، فمنذ بداية تشرين الاول/ اكتوبر 2004 وصولا الى شباط /فبراير 2005 كانت هذه الهواتف الثلاثة تعمل على أنها شبكة مغلقة بالكامل، وكان يبدو ان هناك بروتوكول واضح يتعلّق باستخدام هذه الهواتف وكان يبدو أن هناك درجة عالية من الانضباط أظهرها المتهمون مرعي بدر الدين وعياش في معرض استخدامهم للهواتف الخضراء.

هذه البروتوكولات بسيطة لكن تم التقيد بها بصرامة. لم يقم أي هاتف أخضر بتلقي اتصال بأي هاتف آخر باستثناء الهواتف الخضراء، باستثناء بعض الاتصالات غير المعتادة التي أشرت اليها سابقا والتي لم تتكرر بعد المراحل الأولى. الهاتف الاخضر كما يظهر على هذه الصورة: الاخضر 023 العائد الى السيد بدر الدين كان يتصل بالهاتفين الأخضرين، 300 التابع لعياش، والاخضر 071 المخصص للسيد مرعي. الهاتف الاخضر 300 اي هاتف السيد عياش كان يتصل فقط بالهاتف الاخضر 023 العائد لبدر الدين ولم يتصل أبداً بالاخضر 071 التابع لمرعي. وأيضا الهاتف الأخضر 071 العائد للسيد مرعي كان يتصل بالهاتف الاخضر 023 العائد لبدر الدين ولم يتصل ابدا بالهاتف الاخضر 300 العائد لعياش. ولم يتم استخدام اي هاتف من هذه الهواتف لإرسال أو استقبال الرسائل النصية القضيرة باستثناء استلام رسائل الخدمات العادية الخاصة بشركة ألفا.

ويعتبر الادعاء انه يمكنكم الاستنتاج ان هذا النوع من بروتوكولات الاتصال يمثّل هيكلية تبليغ تشير الى وجود هرمية بين هؤلاء الرجال الثلاثة.

أخيراً الميزة الخامسة تتعلّق بتوقف الهواتف عن الاستخدام. توقّف هاتف السيد مرعي في 7 شباط/ فبراير 2005، اي بعد اسبوعين على اختفاء ابو عدس، وقبل اسبوع من الاغتيال. أما في ما يتعلّق بهاتفي بدر الدين وعياش، تم استخدامهما حتى الساعة الاخيرة قبل تنفيذ الخطة، ومن ثم توقّفا عن العمل، وبعد ذلك لم يتم استخدام لا بطاقات ال SIM ولا أجهزة الهواتف هذه. بالعودة الى شريحة سابقة تتحدث عن خصائص الشبكة الخضراء، ان هذه الأدلة تشكّل أدلة قوية تشير الى وجود هدف غير مشروع استُخدمت له هذه الهواتف الثلاث التي فُصلت من المجموعة الاكبر مجموعة ال 18 هاتفاً، وأتوقع أن تظهر الأدلة أن مواقع المتصلين لا سيما الاتصالات الاخيرة التي قام بها المتهم عياش بالمتهم بدر الدين في الساعة الاخيرة قبل الاغتيال من نقطة مراقبته الذي يقع بالقرب من موقع الجريمة.

إذاً ستكون كل هذه الأدلة مهمة في إثبات أهمية وطريقة عمل هذه الشبكة، ونرى هنا خارطة للمواقع الخلوية التي شغّلها هاتف السيد عياش الاخضر، والاوقات، اي في الساعة التي سبقت الاغتيال.

وقد أُظهرت هذه الشريحة أمام المحكمة في 17 كانون الثاني/ يناير خلال الافتتاحية الاولى، وقد أجري الاتصال عندما قام رئيس الوزراء بالخروج من مبنى البرلمان باتجاه ساحة النجمة.

 

القاضي راي:

سيد كاميرون، هل هذا الوقت المناسب لنتوقف لاستراحة؟

وكيل الإدعاء كاميرون:

هذا الوقت ممتاز للتوقف لاستراحية.

القاضي راي:

ترغب غرفة الدرجة الاولى ان تحصل على هذه الشرائح كجزء من سجّلات المحكمة ولكن فقط بهدف التذكير، فهي ليست عبارة عن أدلة، وأفترض أنه ليس هناك اي اعتراضات من جهة الدفاع، لا شك أننا سنعطيها رقم بيّنة، ولكن من الواضح أن هذه الشرائح لا تُعتبر على أنها دليل.

يبدو أنه ليس هناك اعتراض، ليس من الضروري أن نقوم بذلك الآن، ولكن يمكن أن نقدّمها في وقت لاحق، ويمكن ترجمتها الى اللغتين العربية والفرنسية لتصبح جزء من مستندات المحكمة.

وكيل الإدعاء كاميرون:

يمكن أن أقوم بذلك، ولكن كما تلاحظون، أحياناً وبسبب أخطاء مني قد يكون هناك حاجة لتصحيح بعض الأمور، وأرجو أن أتمكن من القيام بهذه التصحيحات قبل تقديم الشرائح، فأنا ممتن لذلك.

القاضي راي:

نعم، نحن نفضّل الحصول عليها مصححة.

الآن، هل يمكنك ان تخبرنا لكم من الوقت أنت تحتاج لتستكمل هذه التصاريح الافتتاحية.

 

وكيل الإدعاء كاميرون:

أعتقد أنني وصلت الى ثلث الافتتاحية.

القاضي راي:

وفعليا كم من الوقت تحتاج لتنتهي؟

وكيل الإدعاء كاميرون:

يمكنني أن أنهي في غضون ساعتين.

القاضي راي:

إذاً سوف نتوقف حتى الساعة الثانية ومن ثم نكمل التصاريح الافتتاحية.

الجلسة المسائية

استأنفت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، جلساتها المسائية لاستكمال الإستماع الى تصريح الإدعاء.

وفي ما يلي وقائع الجلسة:

 

وكيل الإدعاء غرايم كاميرون:

نتحدث عن الأدلة المتعلقة بهواتف الشبكة الخضراء، وأعرض هذه الشفافية التي كنت قد عرضتها في 17 كانون الثاني/ يناير 2014 كجزء من الافتتاحية الأولى. أخذت هذه الشريحة لأعرضها اليوم، وهي تظهر نشاطات المتهمين عياش وشريكيه في المؤامرة والمتدخلين معه، يوم 14 شباط/ فبراير 2005، بعيد الساعة 11:54 عندما خرج رئيس الوزراء السابق من مبنى البرلمان متجها باتجاه ساحة النجمة، وأتوقع أن تظهر الأدلة أن المتهم عياش كان على اتصال مكثّف بمستخدمي هواتف الشبكة الحمراء على مرأى من مجلس النواب وساحة النجمة. وكما ترون في الصورة، عندما كان رئيس الوزراء في الساحة خارج مبنى البرلمان، استخدم المتهم عياش هاتفه الاخضر للمرة الأخيرة للاتصال ببدر الدين، وتخلى الرجلان عن الهاتفين الاخضرين بعد الاتصال. في وقت هذا الاتصال، كان المتهم عياش قريبا من الموقع الذي ستُفجّر فيه العبوة بعد اقل من ساعة، ولكن، ولكم أن تستنتجوا ان هناك اعتقاداً معقولاً بأن الشركاء في المؤامرة، وعندما خرج رفيق الحريري من مبنى مجلس النواب، كانوا يعتقدون انه سيتوجه مباشرةً الى موكبه المنتظر المتجه نحو قصر قريطم، وسيمر بعد فترة قصيرة أمام فندق السان جورج، المكان الذي حصلت فيه عمليات الاغتيال، ولكن عوضاً عن ذلك، وبشكل مفاجئ دخل رئيس الوزراء السابق مقهى Place de l’etoile، وعندها اضطر شركاء في المؤامرة لتعديل الخطة واضطروا للانتظار حتى خروجه من المقهى. وبعد أن توجّه رئيس الوزراء مباشرةً الى السيارة، عندها حصل هذا الاتصال من المتهم عياش ببدر الدين، وكان ذلك قبل دقائق من الانفجار، بعد أن استُخدم الهاتف الأخضر للمرة الأخيرة، قد تذكرون أن المتهم عياش الذي عاد لاستخدام هاتفه الأحمر خلال الساعة الاخيرة قبل تنفيذ العملية.

بالعودة الى الشريحة السابقة، أتوقع أن تُظهر الأدلة المتعلّقة بهذه العوامل الثلاثة أن تكون قاطعة بما فيه الكفاية بالسماح للمحكمة بان تستنتج بان الشبكة المغلقة المؤلفة من الهواتف الخضراء الثلاثة والتي استخدمها المتهمون بدر الدين، عياش ومرعي قد فُصلت الى أصل مجموعة أكبر تتألف من 18 هاتفاً بهدف السماح لهؤلاء الرجال الثلاثة استخدام شبكة سرية شغالة وموجودة سابقاً، لكي يتمكن هؤلاء الرجال الثلاثة من العمل معاً بهدفٍ مشترك ألا وهو اغتيال رئيس الوزراء السابق، والهواتف لم تُعط لهؤلاء الرجال عرَضاً أن عن طريق الصدفة. في كل الأدلة المتوقعة، سوف تتمكنوا من الاستنتاج ان الهواتف الخضراء استُخدمت لهذا الهدف الوحيد وليس لأي هدف آخر، ولا شك من أن هذا الهدف كان معروفا ومتفقا عليه من من قبل كل من المتهمين قبل القبول باستخدام الهواتف الخضراء، ونظراً لسرية هذه العملية، الأدلة المتوقعة للتخطيط الدقيق الذي قام به الشركاء في المؤامرة، ونظراً للانضباط الكبير والوقت والجهود التي خُصصت لههذ العملية، يعتقد الادعاء أن مستخدمي الهواتف الخضراء الثلاثة انضموا بإرادتهم وعلمهم الى المؤامرة منذ اللحظة التي قبل كل واحد منهم فيها الهاتف الأخضر وبدأ باستخدامه وقد التزموا منذ البداية ببروتوكولات صارمة ترعى استخدام الهواتف. وإن استخدام السيد مرعي للهاتف الاخضر 071 دليل إثبات قوي على عضويته في المؤامرة وعلى مسؤوليته بموجب التهمة الأولى من قرار الاتهام.

بالعودة الى الشريحة التي عرضناها سابقاً، والتي تعرض الهاتفين الذي يُزعم بانه استخدمهما السيد مرعي في ارتكاب الجرائم، أكون قد أكملت الموجز حول الأدلة المتوقع أن تُقدّم في ما يتعلق بالهاتف الاخضر 071، وسأنتقل الآن للحديث عن الهاتف الشريك الذي استخدمه السيد مرعي وهو الهاتف الأرجواني 231.

ان هاتف سيد مرعي الأرجواني هو عبارة عن مجموعة من الهواتف، وليس عبارة عن شبكة مغلقة على غرار الشبكات الحمراء والخضراء والزرقاء، وقد استخدم السيد مرعي هذا الهاتف لمدة سنتين للاتصال بأفراد عائلته وعدد من الأشخاص، وبدوره تلقى مئات الاتصالات على هذا الهاتف منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2002.

بالعودة الى الشريحة السابقة والتي تعكس اهم مجموعات الهواتف والشبكات والمجموعات، تظهر الى ناحية اليمين مجموعتين من الهواتف ضمن المجموعة الارجوانية، المجموعة الأولى بالخط العريض هي تلك التي يُزعم بأنها استُخدمت من قبل المتهمين الثلاثة مرعي وصبرا وعنيسي. إضافةً الى ذلك، هناك 7 هواتف أرجوانية اضافية تُعتبر على أنها هواتف شريكة للهواتف الأرجوانية الأصلية. هذه الهواتف الشريكة كلها عبارة عن هواتف مدفوعة مسبقاً، وهي عبارة عن ارقام مشتركة للهواتف الارجوانية الثلاثة الرئيسية، وكانت على اتصال ببعضها طوال الوقت المادي، لاسيما خلال فترات محددة حصلت فيها عملية استدراج وخطف أبو عدس في كانون الأول/ ديسمبر وحتى منتصف كانون الثاني/ يناير وصولاً الى عملية الإعلان عن المسؤولية زوراً في بعض ظهر يوم 14 شباط/ فبراير.

سأركز الآن على مستخدمي الهواتف الارجوانية الثلاثة، السيد مرعي كان على اتصال بشكل مكثف مع المتهمين الآخرين صبرا وعنيسي طوال فترة خريف 2004، على سبيل المثال منذ 11 تشريمن الثاني/ نوفمبر 2004 حتى نهاية هذا الشهر تبادل السيد مرعي والسيد صبرا 20 اتصالا، بينما السيد مرعي والسيد عنيسي تبادلا تسعة اتصالات. وخلال هذه الفترة لم تكن كثافة الاتصال نفسها بين السيدين صبرا وعنيسي، وفي ثلاثة ايام في منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر حصلت ستة اتصالات فقط بين الاثنين. ومن 17 نوفمبر حتى 24 من ديسمبر اي على مدة فترة اكثر من شهر لم تحصل اتصالات بين مستخدمي الهاتفيين الارجوانيين ابدا.

وتظهر هذه الصورة انماط الاتصالات التي ظهرت بين هؤلاء المتهمين منذ شهر تشرين الاول/ اكتوبر حتى شهر كانون الاول ديسمبر 2004.

 

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:  

هل يمكن ان نعود الى الشريحة؟

 

وكيل الإدعاء غرايم كاميرون:

سوف اطلب من زميلتي ان تضع هذه الشريحة مجددا. الخط المراقب بين السيدين صبرا وعنيسي يظهر الاتصالات المحدودة بين هذين الهاتفين، ونمط الاتصال هذا يذكر بالبروتوكول الذي استخدمته هواتف الشبكة الخضراء خلال الوقت المادي بالاضافة الى الهواتف الزرقاء الثلاثة الاولى منذ الاتصال الاول يوم استقالة الرئيس الحريري وحتى الاسبوع الثالث من شهر ديسمبر اي من اكتوبر حتى ديسمبر كانت الشبكة الزرقاء مؤلفة من هذه الهواتف وكانت تتبع انماط الاتصال وبروتوكولات الاتصالات نفسها التي اظهرتها الشبكات الخضراء، وخلال تلك الفترة كانت ايضا الهواتف الارجوانية تستخدم هذا البروتوكول.

وكنت قد ذكرت سابقا ان المسؤوليات التي اعطيت للسيد مرعي وزميليه صبرا وعنيسي انما تعكس تقسيم العمل بين المشاركين في المؤامرة، ونظرا الى تعقيد هذه المؤامرة، يبدو انها تطورت على مراحل وكانت كل مرحلة تستند الى انجاز المرحلة السابقة.

وفي تصريحي الافتتاحي في يناير اشرت الى خمس مراحل منفصلة في المؤامرة، فسلوك السيد مرعي وتحديدا دوره كمتدخل انما يفهم وينظم في سياق تطور المشروع الاجمالي.

اريد الآن ان انتقل لعرض سريع عن هذه المراحل الخمس، وهي مراحل تحدد بشكل عام دور السيد مرعي مع المتهمين الآخرين صبرا وعنيسي في كل مرحلة قبل ان اعود الى بعض الخصائص التي تميز دور مجموعة الهواتف الارجوانية، مع التركيز بشكل خاص على ذروة السلوك في الساعات التي تلت الاغتيال والاعلان زورا عن المسؤولية.

هذه الشريحة تحدد المراحل الخمس للمؤامرة التي اشرت اليها في عرضي في كانون الثاني/ يناير، المرحلة الاولى من الاول من اكتوبر الى 11 نوفمبر 2004، المرحلة الثانية من 11 نوفمبر الى 22 ديسمبر 2004، المرحلة الثالثة من 22 ديسمبر 2004 حتى 14 يناير 2005، المرحلة الرابعة من 14 يناير الى 7 فبراير، والمرحلة الخامسة والاخيرة من 7 فبراير الى 14 فبراير 2005.

المرحلة الاولى تميزت باستقالة رئيس الوزراء، وكنت في تصريحي الافتتاحي السابق قد عرضت على المحكمة الادلة التي بينت كيف ان التصاريح التي ادلى بها رئيس الوزراء كانت تشير الى ان حكومته ستقدم استقالتها، وتتزامن هذه المرحلة الاولية مع اربع امور مهمة، اولا فصلت الهواتف الخضراء الثلاثة التي استعملها المتهمون مرعي، بدر الدين وعياش عن مجموعة الـ 18 الخضراء الاخرى لتشكل شبكة مغلقة تماما، وقد توقفت الهواتف الـ 15 الاخرى من الشبكة الخضراء حتى ما بعد وقوع عملية الاغتيال.

ثانيا، في بداية شهر تشرين الاول/ اكتوبر تم شراء الهواتف الزرقاء الثلاثة التي سيستعملها لاحقا الاشخاص 5، 7، 14.

الجزء الثالث من المرحلة الاولى، منذ 20 تشرين الاول/ اكتوبر تاريخ استقالة رئيس الوزراء باتت هذه الهواتف الزرقاء الثلاثة تشكل شبكة مغلقة وتنسق للبدء بمراقبة رئيس الوزراء.

ورابعا، ومنذ البداية اعتمدت هاتان الشبكتان المغلقتان البروتوكول المميز ذاته لتحديد استعمالها.

انتقل الآن الى الشريحة التالية، وهي تشير الى المرحلة الثانية، هي تسلط الضوء على بداية المؤامرة المحددة في التهمة الاولى وهي مرحلة زمنية تبدأ في 11 نوفمبر 2004 وتنتهي في 14 فبراير 2005 وهذا استند الى تحليل وقد تبين لنا ان المؤامرة بدأت في الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر تحديدا، في ما يتعلق بالمتهمين بدر الدين عياش ومرعي.

النقطة الاولى في هذه المرحلة رصد تحركات رئيس الوزراء السابق من قبل اعضاء في الشبكة الزرقاء وانتقالهم الى مرحلة مراقبة ناشطة لتحركاته.

ثانيا بدأت المجموعة الارجوانية بالبحث عن شخص ملائم للاعلان عن المسؤولية.

ثالثا واصلت الشبكتان الخضراء والزرقاء الامتثال لبروتوكولات استعمال متطابقة.

انتقل الآن الى المرحلة الثالثة من المؤامرة، وهي فترة شهدت الكثير من النشاطات والتحركات.

اولا اعضاء الشبكة الصفراء بدأوا العمل مع اعضاء الشبكة الزرقاء في مراقبة تحركات رئيس الوزراء السابق.

ثانيا اتسعت الشبكة الزرقاء من 3 هواتف الى 15 هاتفا في غضون 19 يوما.

ثالثاً شارك 4 اعضاء اساسيين في الشبكة الصفراء في اعمال المراقبة التي كانت تقوم بها الهواتف الزرقاء، وحلت محل الشبكة الزرقاء.

رابعا تم شراء وتنظيم وتوزيع هواتف الشبكة الحمراء على 6 عناصر اساسية.

خامسا المجموعة الارجوانية او االفريق الارجواني اختار ابو عدس كبش محرقة وبدأ الاستعداد لخطفه.

سادسا اتخذت خطوات اولية تتعلق بشراء سيارة لتسليم العبوة. وهنا نتحدث عن فان “ميتسويشي كانتر”.

سابعا ازداد مستوى مراقبة رفيق الحريري من قبل المشاركين في المؤامرة الى حد كبير.

انتقل الآن الى المرحلة الرابعة.

اولا في هذه المرحلة تم خطف ابو عدس وتم اعداد شريط الاعلان عن المسؤولية زوراً.

ثانيا تم شراء فان “الميتسوبيشي كانتر” الذي سينقل العبوة من طرابلس.

ثالثا بدأت الشبكة الحمراء العمل على مراقبة رئيس الوزراء السابق.

رابعا انحصرت مراقبة رفيق الحريري فقط بالشبكتين الحمراء والزرقاء لا غير وتوقف استخدام هواتف الشبكة الصفراء،.

المرحلة الخامسة والاخيرة.

اولا تم تضييق هواتف الشبكتين الزرقاء والحمراء لتقتصر على مجموعة اساسية من المشاركين في المؤامرة.

ثانيا مراقبة رئيس الوزراء السابق تواصلت من قبل هذه المجموعة الاساسية وتحديدا هواتف الشبكتين الزرقاء والحمراء في هذه الايام الاخيرة التي سبقت الاغتيال.

ثالثا تنفيذ عملية الاغتيال ورابعا تسليم شريط الفيديو والرسالة الى وسائل الاعلام .

الشريحة التالية تشير الى هذه المراحل الخمس مع اشارات محددة الى مسؤوليات السيد مرعي في هذه المؤامرة.

في المرحلة الاولى اعطي السيد مرعي احد الهواتف الثلاثة الخضراء للتواصل بشكل حصري مع السيد بدر الدين خلال فترة المؤامرة.

في المرحلة الثانية وهي مرحلة التخطيط، قام المتدخلون بمن فيهم صبرا وعنيسي بتنظيم عملهم تحت ادارة مرعي وبدأوا البحث عن كبش محرقة ملائم.

المرحلة الثالثة يمكن وصفها بالخطوات العملية. تم اختيار ابو عدس وانتهت الاستعدادات لخطفه.

المرحلة الرابعة وتتصف بانها مرحلة الاستعدادات النهائية، استدرج ابو عدس بعيدا عن منزله الذي لن يعود اليه ابدا وتم اعداد شريط الفيديو مسبقا قبل الاغتيال في 14 شباط 2005.

المرحلة الخامسة والاخيرة، في 14 شباط/ فبراير تم تسليم شريط الفيديو مع الرسالة المرافقة له الى وسائل الاعلام في الساعات التي تلت الاغتيال.

وفي ما يتعلق بالفترة الزمنية التي تضم المراحل 2، 3 و4 كانت هناك 4 امور ميزت هذه المراحل الثلاث:

اولا حصول تزايد كبير جدا في الاتصالات بين السيد عنيسي والسيد صبرا في المرحلتين اثنين وثلاثة وتلى ذلك تراجع مهم في الاتصالات بينهما في المرحلة الرابعة.

الامر الثاني الذي ميز هذه المراحل الثلاث هي ان السيد مرعي استعمل هاتفه الارجواني للاتصال مع شريكه في المؤامرة السيد عياش، على هاتفه الشخصي.

ثالثا السيد صبرا توجه الى طرابلس، وساتطرق الى ذلك لاحقا.

رابعا بدأ السيدان عنيسي وصبرا بالتردد بشكل كبير الى منطقة جامعة بيروت العربية، وفي السنتين السابقتين، أشارت سجلات الهواتف الى أن السيد مرعي أجرى اتصالات بشكل منتظم بكل من السيد صبرا والسيد عنيسي ومن شهر آب/ أغسطس 2003، أجرى السيد مرعي والسيد عنيسي اتصالين ببعضهما البعض على الأقل شهرياً، بينما كان السيد مرعي والسيد صبرا يتصلان ببعضهما شهريا منذ شهر كانون الأول/ ديسمبر 2002 باستثناء شهر واحد، وكانت الاتصالات بين صبرا وعنيسي أقل وتيرة كما ذكرت سابقاً.

وفي الأشهر العشر الأولى من العام 2004 لم يجريا ببعضهما اتصالات إلا بواسطة هواتفهما الأرجوانية إن حصلت خمس مرات، غير ان هذا الواقع تغيّر كثيرا في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر مباشرةً بعد ما ورد عن مزاعم في التهمة الاولى بان السيد مرعي انضمّ الى المؤامرة مع السيدين عياش وبدر الدين.

وفي 3 ايام في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، تحديدا في 14 و16 و17 تشرين الثاني/ نوفمبر اتصل السيدان صبرا وعنيسي ببعضهما مستعملين هواتفهما الأرجوانية 6 مرات، وذلك يفوق عدد الاتصالات التي أجرياها ببعضهما في الاشهر العشر السابقة. ويعتبر الادعاء أن هذا الازدياد في عدد الاتصالات بين عنيسي وصبرا، بالاضافة الى الزيادة التي لحقت بالاتصالات بين مرعي وصبرا وبين مرعي وعنيسي وكذلك الاتصالات بين السيد مرعي وما اشرت الى أنهم شركاءه في الشبكة الارجوانية، إنما كلها أدلة على الخطوات الأولية التي اتخذها السيد مرعي لتشكيل الفريق الذي سيشرف عليه في ما يتعلّق بدروه الاساسي في المؤامرة.

وقبل بضعة أيام من ذلك، وتحديدا في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، حصلت اتصالات تفصل بينها 18 دقيقة حيث اتصل كل من مرعي وعياش بالمتهم بدر الدين من خلال الشبكة الخضراء، وكان قد مر أكثر من شهر على اتصال مرعي ببدر الدين من خلال الهواتف الخضراء، وكان الاتصال الاخير قد حصل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، ولكن في الايام التي تلت هذا الاتصال في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر يمكنكم أن تستنتجوا أن السيد مرعي كان قد بدأ بجمع أعضاء فريقه، وخلال تلك الفترة أيضاً كان المستخدمون الثلاثة للهواتف الزرقاء قد بدأوا مراقبة أنشطة لرئيس الوزراء السابق، وتحديدا في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر عندما لحقوا به حتى المطار.

بعد 3 ايام على ذلك، اي بعد الاتصال من مرعي ببدر الدين، اي في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، استعمل السيدان عنيسي ومرعي هواتفهما الارجوانية، وكان ذلك أول اتصال من نوعه منذ 21 تشرين الاول/ أكتوبر، وخلال الايام الخمسة التالية، اي من 9 الى 13 تشرين الثاني/نوفمبر كان السيد مرعي قد أجرى خمسة اتصالات بعنيسي و12 اتصالا بصبرا. وفي 13 تشرين الثاني/ نوفمبر استعمل السيد مرعي هاتفه الأرجواني واتصل بالمتهم عياش على أحد هواتفه الخلوية الشخصية الذي ينتهي بالارقام 935.

ويعتبر الادعاء أنه خلال هذه الايام الخمسة، كان السيد مرعي قد اتخذ خطوات لجمع أعضاء فريقه للإعداد للإعلان عن المسؤولية زوراً. ويمكنكم أن تروا هذه الزيادة الملحوظة في الاتصالات في اليوم التالي بين المتهمين صبرا وعنيسي، وتحديدا عبر الهاتفين الارجوانين 018 و095. وهذا التزايد يشكل اختلافا عن النمط السابق، وهو يشير الى بداية دور مرعي كمنسق للمجموعة.

وفي  تشرين الثاني/17 نوفمبر جرى في ذلك اليوم اتصالان بين السيد مرعي والسيد صبرا وبعدهما جرى اتصال واحد بين المتهم صبرا والمتهم عنيسي وكان ذلك الاتصال الاخير بين صبرا وعنيسي حتى 24 كانون الاول/ ديسمبر 2004، لانه ولاكثر من شهر بعد ذلك التزايد في الاتصالات بين 17 تشرين الثاني/ نوفمبر و24 كانون الاول/ ديسمبر لم يتواصل صبرا وعنيسي عبر استخدام الهواتف الارجوانية على الاطلاق. ويعتبر تاريخ 24 كانون الاول/ ديسمبر تاريخا مهما وسأعود اليه لاحقا.

وكنت قد عرضت سابقا الشريحة التي تظهر انماط الاتصالات العامة للمستخدمين الثلاثة الاساسيين للهواتف الارجوانية. والآن سأزيل الخط المنقط في اسفل هذه الشريحة.

اما الامر المميز الآخر في تلك المراحل فكان وجود المتهم، تحديدا المتهم صبرا، في طرابلس وذلك في منتصف شهر كانون الاول/ ديسمبر2004 . وتعود سجلات الهواتف الخاصة بالهاتف الارجواني 018 المنسوب الى السيد صبرا الى شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2001. وتبين تلك السجلات ان هاتف المتهم صبرا لم يشغل قط موقعا خلويا في منطقة طرابلس حتى 13 كانون الاول/ ديسمبر 2004.

وفي 13 كانون الاول/ ديسمبر تلقى السيد صبرا 8 اتصالات خلال اربعة ايام مختلفة وهي 13، 15، 20، 24 من الشهر. ففي 15 كانون الاول/ ديسمبر تلقى اتصالا من المتهم مرعي في اول يوم له في طرابلس. وتذكرون طبعا المسافة ما بين طرابلس وبيروت. وكان الاتصال الاخير الذي اجراه مع المتهم عنيسي في 24 كانون الاول/ ديسمبر. وتذكرون انه في 22 كانون الاول/ ديسمبر تظهر سجلات بيانات الاتصالات ان السيد عنيسي بدأ يتردد الى منطقة مسجد جامعة بيروت العربية. ويرى الادعاء انه في تلك الفترة بدأ عنيسي يتقرب من ابو عدس لتبدأ عملية مصادقته لتقويم من اجل ما اذا كان يعتبر مرشحا مناسبا لاعلان المسؤولية زورا.

ثانيا، في 23 كانون الاول/ ديسمبر اتصل السيد مرعي بالمتهم بدر الدين باستخدام الهواتف الخضراء، وكان الاتصال الاخير الذي اجراه مع بدر الدين في 6 تشرين الثاني/ نوفمبر، كما سبق واشرت. وبين هلالين اشير هنا الى انه بعد دقيقتين ونصف الدقيقة من اتصال مرعي ببدر الدين اتصل عياش ببدر الدين، ومن ثم اتصل عنيسي بصبرا بينما كان هذا الاخير في طرابلس ما شكل ثغرة في انماط الاتصال في مجموعة الهواتف الارجوانية التي استمرت خلال الاسابيع الخمسة الاخيرة. وماذا يعني ذلك اذن؟

عند مراجعة الادلة كافة اتوقع ان يتضح لكم ان الغرض من وجود السيد صبرا في طرابلس كان للتفتيش عن مرشح مناسب لاستعماله ككبش محرقة دعما لاعلان المسؤولية زورا. وهنا يمكنكم النظر في العوامل التالية: كان وجود السيد صبرا في طرابلس غريبا في تلك الفترة واقتصرعلى تلك الايام الاربعة فقط، لم يتصل بأي من الابراج الخلوية في منطقة طرابلس في فترة السنوات التي سبقت تلك الايام، ولا في الشهرين التاليين، وبعدها توقف استعمال هاتفه.

وستظهر الادلة كافة ان السيدين صبرا وعنيسي عملا كفريق واحد في ما يتعلق باكتشاف كبش محرقة مناسب وادارة هذه المسألة. وبحلول وقت اتصال السيد عنيسي بالسيد صبرا في 24 كانون الاول/ ديسمبر كان السيد عنيسي قد ارتاد منطقة المسجد، بما يجعلنا نستنتج ان مهمة الرجلين المشتركة اثناء تلك الايام كانت تحديد المرشح المناسب. ولا بد ان الثغرات في نمط اتصالاتهما الذي استمر خمسة اسابيع كانت مهمة، اي ان الهدف كان ان يخبر السيد عنيسي السيد صبرا عن ابو عدس. وتجدر الاشارة الى انه بعد تلقيه الاتصال غادر صبرا طرابلس وعاد الى جنوب بيروت .

وفي اثناء عملية التخطيط بين المتآمرين بذلت جهود مهمة للربط بين ارتكاب الجريمة ومنطقة طرابلس، فقد تم شراء فان “الميتسوبيشي” في طرابلس، وتم شراء الهواتف الحمراء وتشغيلها في طرابلس قبل استعمالها في بيروت في 14 كانون الثاني/يناير، وعادت الهواتف الحمراء الى طرابلس حيث تمت تعبئتها في الثامن من شباط/فبراير واعيدت الى بيروت لتعاود مراقبة رئيس الوزراء السابق .

بعد النظر الى هذه العوامل مجتمعة تعتبر الادلة التي تدعم استنتاج الغرض من تواجد عنيسي في طرابلس ادلة دامغة، فهو كان هناك بحثا عن كبش محرقة، لكن ولسبب معين وبعد تردد السيد عنيسي على محيط مسجد جامعة بيروت العربية في 22 كانون الاول/ديسمبر اتخذ القرار باختيار ابو عدس باعتباره افضل مرشح .

اما الامر الثالث الذي ميّز تلك المراحل، فكان حضور السيدين عنيسي وصبرا الى مسجد جامعة بيروت العربية فقبل 22 كانون الاول/ ديسمبر عام 2004 كان هاتف السيد عنيسي الارجواني قد شغل الموقع الخلوي قرب منطقة المسجد وذلك في ثلاث مناسبات منذ 3 كانون الاول/ديسمبر عام 2002. ولا يبدو من هذه الادلة ان السيد صبرا قد اتصل بالمواقع الخلوية ذات الصلة رغم احتمال وجود السيد صبرا في المنطقة في مناسبتين وذلك في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر عام 2004 . والاهم ان ابو عدس كان قد اختفى صباح 16 كانون الثاني/يناير 2005، ولم تكن هناك اي مناسبات اخرى اتصل فيها هاتفيا صبرا وعنيسي بالابراج الخلوية في منطقة المسجد، باستثناء زيارة واحدة اجراها المتهم عنيسي في وقت مبكر من مساء 17 كانون الثاني وسأتطرق الى التفاصيل لاحقا .

كنت قد قدمت في تصريحي الافتتاحي السابق لمحة عامة عن الادلة المتصلة بوجود المتهمين عنيسي وصبرا في محيط مسجد جامعة بيروت العربية من 22 كانون الاول/يناير حتى وقت خطف ابو عدس، وبايجاز اتوقع ان تثبت الادلة ما يلي:

حددت اسرة ابو عدس ثلاث فترات زمنية منفصلة تتعلق باختفاء ابو عدس، كانت الفترة الاولى في اواخر شهر كانون الاول/يناير وربما بداية شهر كانون الثاني/ديسمب عندما اخبر ابو عدس انه كان يصلي في مسجد جامعة بيروت العربية قرب منزله عندما لاحظ شابا يسجد في المسجد من دون المشاركة في الصلاة، وبعد الصلاة اقترب الشاب من ابو عدس وعرف عن نفسه باسم محمد، واخبر محمد ابو عدس انه ولد مسلما لكنه تربى كمسيحي في دار الايتام وهو يريد الاهتداء الى الاسلام وتعلم الصلاة، والتقى الاثنان بضع مرات وقال محمد انه يريد ان يسكن في منطقة مسلمة ويتزوج امراة مسلمة، واخبر ابو عدس انه كان يعمل في منطقة مرفأ بيروت في معرض سيارات مستعملة، ويعيش في مكان عمله، وطلب محمد من ابو عدس مساعدته في ايجاد مكان سكن ومن ثم اختفى محمد لاسبوع. ووفق اسرة ابو عدس بعد عودته اختفى محمد مرة اخرى لاسبوع اخر .

وكما رأينا في كانون الثاني/يناير ستظهر الادلة ان المتهم عنيسي كان في الواقع هو محمد، وانه تواجد على نحو غير مألوف قرب مسجد جامعة بيروت العربية في 22 كانون الاول/نوفمبر، ثم في 29 و 30 و31 من كانون الاول/نوفمبر، وكان عنيسي يظهر في فترة وجيزة في منطقة المسجد في 3 كانون الثاني/يناير، ولكن يبدو انه عاد الى منطقة قرب المسجد في 7 كانون الثاني/ديسمبر 2005 ، وجاء تواجده في المنطقة في مجموعات ثلاث يفصل بينها اسبوع واحد، ما يتطابق ونمط تواجده هناك وفق اسرة ابو عدس. وستوضح الادلة لكم ان السيدة صبرا تلعب دورا آخر لاعداد عملية خطف ابو عدس، فقد ظهر السيد صبرا للمرة الاولى قرب المسجد في 30 كانون الاول/نوفمبر 2004 ويبدو انه امضى فترة طويلة من الوقت في المنطقة قرب المسجد في خلال 7 ايام من 30 كانون الاول/نوفمبر حتى 7 كانون الثاني/يناير عام 2005، اي في كل يوم من تلك الفترة باستثناء الثاني من كانون الثاني/يناير 2005 وفي عدد من تلك الايام بدا انه تواجد في المنطقة لفترة ست ساعات.

وفي يومين من الفترة نفسها اجرى حوالي عشرة اتصالات على التوالي بالسيد عنيسي، وستستنجون من الادلة ان السيديين عنيسي وصبرا عملا كفريق واحد، بينما نظم السيد مرعي عملية خطف ابو عدس والتحضير لاعلان المسؤولية زورا، فكان دور السيد عنيسي ان يصادق السيد ابو عدس ويكسب صداقته، اما السيد صبرا فبقي في الخلفية وجمع المعلومات والمنطقة المحيطة تحضيرا لعملية خطفه صباح السادس عشر من كانون الثاني/ يناير.

وكانت المرة الاخيرة التي اتصل فيها السيد مرعي بالسيد بدر الدين في الثاني من كانون الثاني/ يناير، وفي الايام التي سبقت اختفاء ابو عدس في السادس عشر من كانون الثاني/ يناير ازدادت الاتصالات بينهما بشكل ملحوظ، ومنذ الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير تحادث الرجلان بشكل متزايد في اربعة ايام متتالية مرتين في الثاني عشر من كانون الثاني/ يناير ومرة في الثالث عشر من الشهر ومرة في الرابع عشرمن الشهر ومرتين في الخامس عشر من الشهر.

ويعتبر الاتصال الثالث في الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير مهما لانه دام اكثر من عشرين دقيقة، وهو اطول اتصال اجراه بدر الدين عبر هاتفه الاخضر. وجرت اتصالات متعاقبة ومهمة في تلك الفترة، على سبيل المثال في الرابع عشر من كانون الثاني/ يناير اتصل السيد مرعي بالسيد بدر الدين عبر الشبكة الخضراء، وتبادلا الحديث لحوالي ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، وبعدها مباشرة اتصل السيد مرعي عبر هاتفه الارجواني باحد الهواتف الارجوانية، وبعدها باقل من دقيقة اتصل بالمتهم صبرا وعندما انهى صبرا اتصاله بالسيد مرعي اتصل بدروه بالمتهم عنيسي على الفور. ويعتبر هذا التعاقب دليلا مهما بما ان الهواتف الارجوانية الثلاثة لم يستخدمها اي من المتهمين للتواصل في ما بينهم في الايام الثلاثة الماضية.

اما الاتصالات المتعاقبة المهمة الاخرى فجرت في المساء قبل خطف ابو عدس، ومرة اخرى بدات الاتصالات عندما اتصل مرعي مستخدما هاتفه الاخضر ببدر الدين، وفور انتهاء الاتصال اتصل مرعي بصبرا مستخدما هاتفه الارجواني. واستنادا الى الادلة كافة ستستنتجون من سجلات الاتصالات ان المتهمين صبرا وعنيسي كانا معا في فترة بعد الظهر ما يبرر غياب اتصالات لاحقة بين صبرا وعنيسي كما حصل في المرات السابقة.

وبعد هذه الاتصالات بساعة ستظهر الادلة ان ابو عدس تلقى اتصالا هاتفيا من محمد وذلك حوالي الساعة التاسعة مساء يوم الخامس عشر من كانون الثاني/ يناير، واخبر ابو عدس اسرته ان محمد سيقله في الساعة السابعة صباح اليوم التالي لان لديه مفاجأة سيقدمها له, وبعد الاتصال بمنزل ابو عدس اتصل السيد مرعي بالسيد بدر الدين في الساعة الحادية عشرة واربعين دقيقة ليلا، وتحدثا لحوالي الدقيقتين ونصف الدقيقة. وفي تلك الفترة كان السيد مرعي في جنوب بيروت بينما كان السيد بدر الدين في منطقة فاريا اثناء اتصالهما ببعضهما البعض، والمكان هو  على مسافة بعيدة من جنوب بيروت.

ومنذ ذلك الحين، وباستثناء اتصال مدته قصيرة جدا اجراه صبرا في منتصف ليل السادس عشر من كانون الثاني/ يناير، توقفت الهواتف الارجوانية بالكامل لحوالي ثلاثين ساعة حتى صباح السابع عشر من كانون الثاني/ يناير، وهذه الفترة من الصمت هي امر غير مألوف.

وفي صبيحة السادس عشر من كانون الثاني/ يناير غادر ابو عدس ليلتقي محمد، وقال انه سيعود في وقت لاحق من ذلك اليوم ليساعد في تنظيف السجاد، ومن ثم غادر منزله تاركا وراءه كل مقتنياته بما في ذلك نسخة عن القرآن، ولم يشاهد بعد ذلك.

وعند الساعة السادسة و19 دقيقة من صباح يوم السادس عشر من كانون الثاني/يناير يوم اختطاف ابو عدس بدأ السيد مرعي سلسلة من الاتصالات المتتالية ببدرالدين مستخدما الهواتف الخضراء، ويعتبر هذا الامر مهما لثلاثة اسباب: اولا يشكل ذلك اعلى وتيرة اتصالات بين الرجلين في اي فترة من فترات المؤامرة. ثانيا توقيت الاتصال، الاتصال الاول يتزامن مع الاربعين دقيقة التي تسبق عملية اصطحاب ابو عدس على يد السيد عنيسي الذي يدعي انه محمد. ثالثا ومباشرة وبعد تلقي الاتصال الاول من السيد مرعي غادر السيد بدر الدين منطقة فاريا واتجه نحو جنوب بيروت، وعند الساعة السابعة والاربعين دقيقة صباحا اي بعد اربعين دقيقة على مغادرة ابو عدس منزله للمرة الاخيرة اتصل مرعي ببدر الدين للمرة الثانية وتحدث الاثنان لمدة دقيقة، وجرت ثلاثة اتصالات بعد ذلك كلها من مرعي الى بدر الدين عند الاوقات التالية 7,46 ,و8,25 وعند الـ9صباحا.

اتوقع ان تظهر الادلة انه في اليوم التالي، اي في السابع عشر من كانون الثاني/ يناير تلقت عائلة ابو عدس اتصالين من شخص يفهم انه محمد، وهو الشخص نفسه الذي اتصل سابقا ليصطحب ابو عدس. الاتصال الاول في الصباح وقال محمد انه هو وابو عدس علقا في طرابلس بسبب عطل في السيارة، وسألت العائلة وطلبت الحديث مع ابو عدس، ولكن قيل انه في منزل من دون هاتف، وان المتصل في مركز لتصليح السيارات، ومن ثم قال المتصل ان ابو عدس سيعود لاحقاً.

وفي مساء ذلك اليوم 17 كانون الثاني/ ديسمبر عند حوالي الساعة  التاسعة مساء تلقت العائلة اتصالا آخر وقال المتصل ان السيارة لم تتعطل وان ابو عدس اراد ان يذهب الى العراق وانه لن يعود. وقال المتصل للعائلة انه سيحاول ان يعطيهم رقماً لابو عدس لكنه اقفل الخط.

ويعتقد الادعاء انه سيتمكنون من الاستنتاج انه كانت هناك اسباب للسيد عنيسي للاشارة إلى طرابلس، والعراق تحديدا فهذه المعلومة التي يتوقع ان تنقلها عائلة ابو عدس إلى السلطات خلال التحقيق كانت مقصودة وتتماشى مع الشريط والرسالة التي زودت بها وسائل الاعلام في 14 شباط/فبراير. في ذلك الصباح بدأ عنيسي وصبرا باستخدام الهواتف الارجوانية مجددا لفترة قصيرة قبل ان تتوقف هذه الهواتف مجددا.

عند الساعة الثامنة و44 دقيقة من مساء ذلك اليوم تم تشغيل هاتف السيد مرعي مجددا بعدما توقف عن العمل منذ 15 كانون الثاني/يناير اي توقف هذا الهاتف لمدة يومين. واتوقع ان تظهر الادلة ان السيد عنيسي اعاد تشغيل هاتفه عند الساعة الثامنة و 48 دقيقة مساء بعد اربع دقائق على اطفاء السيد مرعي هاتفه، وكان هاتف السيد عنيسي قد توقف عن العمل لفترة مشابهة لهاتف السيد مرعي. ويمكنكم ان تلاحظوا ان رجلان اعادا تشغيل الهواتف في غضون فترة اربع دقائق لكي يتمكنا من الحديث معا في ما يتعلق بعائلة ابو عدس. وكما يظهر في الشفافية امامكم عندما شغل هاتفه تلقى السيد عنيسي سلسلة من الرسائل النصية القصيرة من شركة “الفا” وهي مزود الخدمات واظهرت تناقله من جنوب بيروت الى منطقة المسجد .

ومن الملاحظ ان هذا التنقل حصل مباشرة قبل الوقت الذي تلقت عائلة ابو عدس الاتصال الثاني من محمد. واتوقع ان تتمكن عائلة ابو عدس من تحديد وقت الاتصال الثاني الذي تلقته من محمد عند الساعة التاسعة مساء، وكان السيد عنيسي في محيط المسجد من الساعة الثامنة و55 دقيقة مساء حتى الساعة التاسعة ودقيقتين مساء، وعندها ارسل عنيسي رسالة نصية الى مرعي وابتعد عن المسجد، ومن ثم اتصل مرعي بعنيسي مرتين عند الساعة التاسعة واربع دقائق، والتاسعة وخمس دقائق، والابراج الخلوية التي شغلها عنيسي تظهر انه توجه مجددا الى جنوب بيروت .

اما وتيرة الاتصالات بين الشركاء في المؤامرة فاستمرت في الانخفاض بشكل كبير خلال الايام التالية، بعد 17 كانون الثاني/ يناير استخدمت الهواتف الارجوانية بشكل معتدل كطريقة للتواصل بين الشركاء في المؤامرة، والاتصال التالي كان بعد اربعة ايام بين سيد مرعي وعنيسي ومجددا اتصال اخر في 24 كانون الثاني/يناير .

في 25 كانون الثاني/ يناير جرت 3 اتصالات: مرعي الى صبرا، صبرا الى عنيسي، وصبرا الى مرعي. وفي 26 كانون الثاني/يناير اتصال واحد من مرعي الى عنيسي .

وفي 4 شباط/ فبراير حصل اتصال واحد بين صبرا ومرعي بعد ذلك ولمدة 10 ايام لم يتصل اي من الشركاء في المؤامرة بأحد مستخدما الهواتف الارجوانية، ولكن استمر السيد مرعي باتصالاته الهاتفية مع الشريكين الاخرين بدرالدين وعياش .

في 5 و6 شباط/ فبراير تحدث مرعي مع عياش في 5 مناسبات منفصلة بواسطة هاتف السيد مرعي الارجواني وهاتف عياش الشخصي. وهذه الوتيرة كانت غير معتادة ففي السابق تحدث الاثنان من خلال هذه الوسيلة مرتين في 13 تشرين الثاني/نوفمبر و23 كانون الثاني/يناير .

في 7 شباط/فبراير 2005 استخدم مرعي هاتفه الاخضر للمرة الاخيرة ليتصل ببدرالدين، وبعد ذلك توقف هاتف السيد مرعي على غرار هاتفي بدرالدين وعياش بعد اسبوع. واتوقع ان تشير كل الادلة إلى انه لم تكن هناك اي حاجة للاتصال بين مرعي وبدرالدين، لان اعلان المسؤولية زورا بما في ذلك شريط الفيديو الذي يظهر فيه ابو عدس قد اعد، وان مرعي وفريقه، بما في ذلك المتهمين صبرا وعنيسي، اصبحوا جاهزين وبانتظار اللحظة المناسبة بعد الاغتيال لكي يقوموا بتنفيذ الجزء الاخير من دورهم في المؤامرة، والمهمة الوحيدة المتبقية كانت تقضي بشراء بطاقة التلكارت التي ستستخدم يوم 14 شباط/فبراير، وقد قاموا بذلك في 10 شباط/فبراير .

وتنتهي كل هذه الاعمال عند لحظة اغتيال الرئيس الحريري في 14 شباط/فبراير، ولم يستخدم اي من المتهمين مرعي صبرا وعنيسي هواتفهم الارجوانية لمدة عشرة ايام، ولكن في الساعات التي سبقت الانفجارتغير ذلك .

تظهر في الشريحة امامكم الان 4 ميزات: الاولى تظهر منطقة بيروت. ثانيا يمكن ان نشاهد جدولاً بالاتصالات يبدو الى ناحية اليمين وهو يتضمن 24 اتصالا هاتفيا و5 احداث مختلفة، الاحداث المختلفة عبارة عن 4 اتصالات اجريت من اربع هواتف عمومية بوسائل الاعلام بعد الانفجار، الاول بـ”وكالة رويترز” والثلاث المتبقية بمكتب “الجزيرة”، وهذه الاتصالات اجريت عبر استخدام بطاقة تلكارت واحدة تم شراؤها قبل 4 ايام في 10 شباط/فبراير.

ما الحدث الخامس فهو عبارة عن استلام شريط اعلان المسؤولية زورا اضافة الى رسالة، وقد قام بذلك احد موظفي “الجزيرة”. والجدول مؤلف من 4 اعمدة، الاول عبارة عن وقت الاتصال او الحدث. العمود الثاني يظهر الاسم او رقم المتصل. الثالث يظهر الشخص المتلقي للاتصال. والعمود الاخير الى ناحية اليمين يشمل في بعض الحالات فترة الاتصال بالثواني .

الى ناحية اليسار من الجدول نجد سهما يشير الى الجدول، وان مدى التغطية المتوقعة للبرج الخلوي سواءً كان المتهم يقوم بالاتصال او يتلقى الاتصال. اذن كل هذه التغطية تظهر على الخريطة، واخيرا هناك سلسلة من العلامات التي تظهر مواقع عدة في جنوب بيروت وتظهر هذه العلامات مواقع سكن المتهمين صبرا مرعي وعنيسي والهواتف العمومية الاربعة اضافة الى الشجرة التي وضع فيها الشريط .

في الشريحة الاولى نرى الاتصال الذي اجراه صبرا مستخدما الهاتف الارجواني 018 وبعد ذلك لن اتطرق الى اسماء الهواتف، بل سأكتفي بذكر اسماء المتهمين.

العلامات الثلاث تشير الى مواقع سكن المتهمين الثلاثة mr مقر مرعي، or مقر عنيسي، وsr مقر صبرا. إذن هذه الشريحة تشير الى الوقت وهو 1 و35 دقيقة و55 ثانية، واجرى صبرا اتصالاً شغل برجا خلويا بالقرب من منزله ومدى التغطية المتوقعة على هذه الخريطة يظهر الشريط والبرج الخلوي الذي شغله.

اما في الشريحة التالية فنرى ان السهم يتغير ليصل الى وقت 1 و46 دقيقة و7 ثوان عندما تلقى عنيسي اتصالا على هاتفه وقد شغل البرج الخلوي نفسه الذي كان صبرا قد شغله قبل عشر دقائق .

قد تذكرون انني ذكرت في شهر كانون الثاني/يناير مسألة تتعلق بمدى التغطية الفضلى للابراج الخلوية، واتوقع ان تظهر الادلة ان هناك احتمالا عاليا يصل الى 95% ان يكون مستخدم الهاتف الذي شغل برجا خلويا ضمن منطقة التغطية المتوقعة لهذا البرج الخلوي ولكن لايمكن ان نقول اي شيء عن موقع مستخدم الهاتف.

وجود صبرا وعنيسي في غضون 11 دقيقة في المنقطة نفسها يعني انهما قد يكونان معا، ولكن ليس ذلك ضروريا، ولكن ستظهر الادلة انهما كانا يعملان سويا على انهما فريق في ذلك اليوم وفي ايام اخرى.

وفي الشريحة التالية يشير السهم الى اتصال اجراه عنيسي عند الساعة 1 و59 و34 ثانية،  وهو يشير الى انتقاله الى موقع جديد، وتظهر علامة اخرى على الشاشة وضع عليها الهاتف العمومي واحد وهي تشير الى موقع الهاتف العمومي الذي اجري منه الاتصال الاول بـ”وكالة رويترز” عبر استخدام التلكارت. وفي الشريحة التالية تغير السهم ليظهر الاتصال الذي تلقاه صبرا عند الساعة 2 ودقيقة و18 ثانية، ويشير الى انه في مكان قريب ولكن ابعد الى الشمال من الموقع الذي كان فيه زميله قبل دقيقة، ويعتقد الادعاء ان صيرا وعنيسي كانا يتناقلان معا وكانا يتوجهان نحو الهاتف العمومي1.

في الشريحة التالية، وفي ما يتعلق بالاتصال الذي جرى عند الساعة 2 و3 دقائق و38 ثانية من مرعي الى صبرا ودام 26 ثانية، يمكن ان الاحظ ثلاثة امور: ان هاتف المتهم مرعي شغل الابراج الخلوية نفسها التي شغلتها هواتف صبرا وعنيسي قبل مغادرتهما لمنطقة جنوب بيروت ليتجها الى الغرب والشمال. وعندما ننظر الى كل الادلة التي تتحدث عن سلوكهما كشركاء في المؤامرة اتوقع ان تستنتجوا ان الرجال الثلاثة كانوا معا في جنوب بيروت عندما وقع الانفجار وكانوا ينتظرون اللحظة المناسبة لاتمام الجزء الاخير من المهمة .

ثانيا هذا الاتصال كان الاتصال الاول بين مرعي وصبرا في غضون عشرة ايام .

ثالثا الموقع الخليوي الذي شغله هاتف صبرا يشير الى تحركه المستمر باتجاه الهاتف العمومي، حيث اجرى الاتصال الاول بـ”وكالة رويترز” بعد ثماني دقائق كما تشاهدون على الجدول، واتوقع  ان تظهر الادلة أنه في هذا الاتصال الذي حصل مع “رويترز” تبنى المتصل المسؤولية بالاعتداء بالنيابة عن جماعة تدعى “جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام”. ولم تسمع اي وكالة انباء ولا “رويترز” بهذه المجموعة، وظهرت علامة الهاتف العمومي الثاني قرب الاول على الشريحة، والجدول على اليسار يشير الى ان هذا الاتصال من هذا الهاتف العمومي الثاني حصل بعد حوالي ثماني دقائق على الاتصال الاول من الهاتف العمومي الاول, الاتصال من الهاتف العمومي الثاني في الساعة الثانية و19 دقيقة جرى بقناة “الجزيرة” واعلن المتصل المسؤولية عن الاعتداء نيابة عن “جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام”.

وبعد ذلك الاتصال بقليل عرضت محطة “الجزيرة” الشريط، وتمت تلاوة التصريح المقتضب الذي ادلى به المتصل ومفاده ما يلي: “نحن جماعة النصرة والجهاد في بلاد الشام نعلن مسؤوليتنا عن انزال القصاص بالعميل رفيق الحريري باسم المقهورين.. التوقيع جماعة النصرة والجهاد”.

الشريحة التالية تشير الى ان المتهم مرعي اجرى اتصالا في الساعة 2,26 دقيقة من بعد الظهرفي الوقت الذي شغل هاتفه مع نفس الموقع الخلوي في جنوب بيروت في الساعة 2,37 دقيقة، اي بعد حوالي 18 دقيقة على الاتصال الثاني بالاعلام كان السيد مرعي من خلال تشغيل الموقع الخلوي نفسه قد اتصل بصبرا، وتحدث معه لحوالي 87 ثانية، والعلامة التي تشير الى الهاتف العمومي الثالث ظهرت الان على الشريحة .

هذه الشريحة تشير ايضا الى رسالة نصية من شركة “الفا” تلقاها السيد عنيسي في الساعة 2,38 دقيقة، اي بعد دقيقة على اتصال مرعي بصبرا، وتشير إلى ان عنيسي شغل الموقع الخلوي نفسه كصبرا خلال اتصاله بمرعي.

وفي الشريحتين التاليتين وفي تمام الساعة 2,41 دقيقة نرى تحركات هاتف عنيسي شرقا ونرى ثغرة لحوالي الساعة في الاتصالات بين الهواتف الارجوانية, بين الاتصال الاخير في الساعة 2,49 دقيقة والاتصال الذي تلاه في الساعة 3,53 دقيقة.

وفي هذه الفترة الانتقالية حصل اتصال ثالث من الهاتف العمومي الثالث بقناة “الجزيرة”، والمهم في الموضوع ان المتصل طلب التحدث مع الشخص الذي سلم الشريط الذي وصفته اعلاه

وقال المتصل لـ”الجزيرة” ان شريط الفيديو موجود في شجرة تقع في ساحة مبنى “الاسكوا” القريب من مكتب “الجزيرة”، وطلب المتصل من الموظف في قناة “الجزيرة” احضار الشريط ضمن الربع ساعة المقبلة.

وبالفعل اخذ الشريط من الشجرة في الساعة 3,50 دقيقة، وبعد معاودة الاتصالات بين الهواتف الارجوانية، وتزامنا مع وقت اخذ الشريط، اتصل مرعي بصبرا لحوالي الست ثواني ونرى على الشريحة الان علامة دائرية وحرف T بالانكليزية يشير الى موقع الشجرة التي وضع الشريط بداخلها لكي تستلمه محطة “الجزيرة”،وتزامنا مع ذلك كان صبرا في نفس موقع الهاتف العمومي الثالث، حيث تم اجراء الاتصال بقناة “الجزيرة” لتحديد مكان تواجد الشريط، وبعد ثواني على اتصاله بمرعي اتصل صبرا بعنيسي وكان ذلك اول اتصال بين عنيسي وصبرا منذ السادس والعشرين من كانون الثاني/ يناير 2005 .

ويعتبر الادعاء انه حتى الان، ورغم ان هذا اليوم يشكل ذروة المسؤولية المشتركة عن المؤامرة مع مرعي، الا ان صبرا وعنيسي لم يضطرا الى التواصل من خلال هواتفهما الارجوانية لانهما لم يكن يتواجدان معا، بدءا من تواجدهما في جنوب بيروت، وصولا الى الهواتف العمومية واحد واثنين وبعد توجههما شمالا الى الهاتف العمومي الثالث حيث كان صبرا موجودا، وكان عليهما الان في تلك اللحظة ان ينفصلا وهذا ما سنراه في الشريحة التالية

في الساعة 3,54 دقيقة قام السيد صبرا في الهاتف العمومي الثالث بالاتصال بعنيسي  الذي كان موجودا في المنطقة المحيطة بمكان تواجد الشريط قبل استلامه،وقد تبادلا الحديث عبر الهاتف لمدة 49 ثانية، وانتهى الاتصال في الساعة 3,55 دقيقة واربعة ثواني.

وبعد 13 ثانية اتصل صبرا بمرعي وكان ذلك اول اتصال يجريانه ببعضهما البعض في ذلك اليوم, وبعد 4 ثواني على انتهاء الاتصال بين مرعي وصبرا اتصل عنيسي بصبرا وكان ذلك اول اتصال من اصل خمسة اتصالات بين الشركاء الثلاثة في المؤامرة.

وفي الساعة  3,58 دقيقة وثانية اتصل عنيسي بصبرا لفترة 18 ثانية وكانا في مواقعهما اي قرب الشجرة وقرب الهاتف العمومي الثالث,وفي الساعة 4 وثانية واحدة اتصل صبرا بعنيسي لمدة 8 ثواني حيث يبدو ان صبرا انتقل من الهاتف العمومي الثالث باتجاه موقع اخر. وفي الساعة 4 و21 ثانية اتصل مرعي بصبرا، وفي الشريحة التالية في الساعة 4 ودقيقة و55 ثانية اتصل عنيسي بصبرا لفترة 17 ثانية، وكان قد شغل نفس الموقع الخلوي قرب الشجرة. وفي الساعة 4 ودقيقتين و57 ثانية اتصل عنيسي بصبرا لـ21 ثانية وكانا موجودين قرب الشجرة .

وفي الساعة 4 و11 دقيقة تلقى مرعي رسالة نصية من شركة “الفا”، وشغل بذلك هاتفه مع نفس الموقع الخلوي الذي بدا انه بقي فيه طوال ذلك اليوم. وفي الساعة 4 و32 دقيقة و8 ثواني تلقى عنيسي اتصالا وشغل نفس الموقع الخلوي الذي كان السيد مرعي موجودا فيه وحيث كانوا قد بدأوا هم الثلاثة يومهم هناك. وبعد حوالي 20 دقيقة، اي في الساعة 4 و53 دقيقة و22 ثانية، تلقى عنيسي رسالة نصية من شركة “الفا” وشغل بذلك هاتفه من موقع خلوي يقع غرب المكان الذي كان فيه سابقا. وبعد دقيقتين تلقى السيد صبرا ايضا رسالة نصية بينت انه موجود في نفس المكان كالسيد عنيسي، خصوصا اذا اعتبرنا انهما كانا يتوجهان باتجاه الهاتف العمومي الرابع حيث حصل اخر اتصال بقناة “الجزيرة”. في الساعة الخامسة واربعة دقائق جرى اتصال اخير عبر ذلك الهاتف العمومي، وهو الاتصال الرابع والاخير بالاعلام، وهو اخر اتصال ايضا بواسطة تلكارت التي تم شراؤها في 10 شباط /فبراير، وسأل المتصل بلهجة التهديد لماذا لم يتم بث الشريط؟.

وفي الساعة 5 و15 دقيقة و37 ثانية، اي بعد 10 دقائق، اتصال السيد صبرا بمرعي، وكان مرعي لايزال في جنوب بيروت، بينما كان صبرا في شمال غرب الهاتف العمومي الرابع.

بعد عشر دقائق على ذلك اتصل مرعي بصبرا، وكان ذلك اخر اتصال يجريه مرعي مستعملا هاتفه الارجواني، وفي غضون ذلك كان صبرا يواصل تنقله جنوبا .

بالاستناد الى كافة هذه الادلة لكم ان تستنتجوا ان هذا الاتصال من الهاتف العمومي الرابع لم يكن مخططا له وهو اتصال حصل بقناة “الجزيرة”.

بعد الاتصال من الهاتف العمومي الثالث، وبعد استلام الشريط، افترض المشاركون الثلاثة في المؤامرة انه اذا سارت الامور كما يجب فان قناة “الجزيرة” ستبث الشريط بنفس الطريقة التي بثته فيها وكالة الانباء بعدما اجروا الاتصال من الهاتف العمومي الثاني، ونذكر هنا   اول اتصال حصل بـ”الجزيرة” بعدما اتصلوا بـ”رويترز” ولهذا ربما يفسروا التحركات المنطقية لصبرا وعنيسي، فقد عادا الى جنوب بيروت بعدما قاما باتصالات من جوار الهاتف العمومي الثالث والشجرة .

ولكن حصل ما لم يكن في الحسبان، فـ”الجزيرة” لم تبث الشريط ضمن المهلة الزمنية التي توقعها الرجال الثلاثة، وبالتالي اعيد صبرا وعنيسي الى طرابلس بعيدا عن اماكن سكنهما لاجراء اتصال اخير بقناة “الجزيرة” قبل ان يعودا ادراجهما. ومن الاهمية بمكان الاشارة الى ان هذا الاتصال الاخير وصف بانه يتضمن ايضاً لهجة تهديد. وفي وقت لاحق من تلك الليلة تم بث الشريط، الذي تضمن الاعتراف بالمسؤولية زورا من قبل ابو عدس، وانتهت مهام كل من مرعي صبرا وعنيسي .

لماذا استعمل المتهمان صبرا وعنيسي هذه الهواتف العمومية للاتصال بكل من “رويترز” و”الجزيرة”؟ لكم ان تستنتجوا الجواب انما يكمن في مضمون الاعلان عن المسوؤلية زورا، فما الهدف من استعمال ابو عدس في الشريط الا لايصال اعلان المسؤولية زورا، وكانوا يتوقعون ان السلطات ستحدد هويته بعد ذلك، ولو توقع الشركاء في المؤامرة ان السطات ستكون قادرة على تعقب الهواتف العمومية المستعملة لاجراء الاتصالات الاربعة بوسائل الاعلام لكانوا بالتأكيد امتنعوا عن اجراء هذه الاتصالات من مناطق قريبة من سكنهم، وبما ان شريط الفيديو والرسالة تضمنا اشارات الى ان ابو عدس عضو في مجموعة اكبر، فان المكان الوحيد الذي كان من المنطقي اجراء الاتصال منه يقع قرب مسجد جامعة بيروت العربية، حيث كان يعتقد ان السلطات ستستنتج ان الرفاق المفترضين لأبو عدس كانوا يعيشون ويتجمعون هناك وفقا لما تمت الاشارة اليه في الشريط والرسالة، وهذا يفسر لماذا انتقل عنيسي خلال فترة ذلك الاتصال في 17  كانون الثاني/ يناير الى جوار اسرة ابو عدس وانتقل من جنوب بيروت الى منطقة المسجد، وهو لم يكن قد توجه الى هناك لحوالي عشرة ايام سبقت ذلك ولم يعد الى هناك بعد ذلك .

ونرى هنا كيف ان هذا النوع من التضليل يتلاءم مع الشهود الشركاء في المؤامرة لكي يوحوا للسطات، في حال وصلت الى هذه المرحلة من التحقيقات، بأن الفاعلين كانوا على صلة بمنطقة طرابلس، وهذا ما كانوا يحاولون اثباته في السابق، ولكن لحسن الحظ ان التحقيق تجاوز هذه المرحلة .

ما الذي حصل بالهواتف الارجوانية؟ رغم استعمالها لسنوات طويلة من قبل المشاركين الثلاثة في المؤامرة الا انه تم التخلي عنها جميعها في غضون الساعات الـ48 التالية ولم تستعمل بعد ذلك على الاطلاق .

اود التطرق الى مسألة نسب هذه الهواتف الى السيد مرعي، في خلال تحليلنا لنسب الهاتف الاخضر 071 الى السيد مرعي يمكن ان ننسب اليه ايضا الهاتف الارجواني 231، وذلك ايضا اضافة الى رقم ينتهي بالارقام 091 .

هناك ادلة موثقة تظهر الصلة مع العائلة والهاتف 091 وتحديدا عائلة مرعي بما في ذلك السيد مرعي، فهذا الرقم موجود على استمارة ضريبة الدخل الخاصة بالسيد مرعي، وهناك الكثير من الوثائق التي تصل السيد مرعي بهذا الرقم وبأسرته ايضا، واتوقع انه يمكنك نسب هذا الهاتف الى اسرة السيد مرعي بشكل واضح، ولكن نحن لا نعتبر ان العائلة والسيد مرعي قد استخدموا هذا الهاتف وحدهم، فكل الاتصالات ومواقع الابراج الخلوية تظهر أن هناك الكثير من المعلموات التي تميز الهاتف الارجواني 231، فالمقارنة تسمح بالتعرف الى الهاتف الارجواني 231 باعتباره هاتف السيد مرعي، ففي احدى المرات استعمل هذا الهاتف من قبل السيد مرعي في مناسبات عدة من اجل تسليم بعض البضائع الى منزله في تشرين الثاني/نوفمير 2004، وتظهر الملاحظات ان عملية التسليم قد وقعها السيد مرعي، وانه حصل خطأ واستعمل هاتفه الارجواني 231 لاستبدال هذه البضائع، وعند جمع كل هذه المعلومات نلاحظ ان الادلة تظهر بوضوح ان السيد مرعي هو المستخدم الاساسي لهذا الهاتف الارجواني 231 .

وبسبب الطبيعة السرية للشبكة الخضراء يمكن نسب الهاتف الاخضر 071 للسيد مرعي، وذلك بفضل التحليل الجغرافي والموقع ما بين الهاتفين الاخضر 071 والارجواني 231. ومن بين امور اخرى يمكن للتحليل ان يبين ان الهاتف الاخضر 071 كان ناشطا لـ23 يوما وتبادل الاتصالات لـ22 يوما منها مع الهاتف الارجواني 231 وقد استخدم الهاتف الاخضر 071 للتواصل مع الهاتف الارجواني 231  بناء على عوامل متعددة وهي الترابط بالاستعمال الجغرافي بين الهاتفين واستعمالهما في وقت متقارب جدا، خصوصاً ان الهاتفين قد شكلا اتصالات شغلت القطاعات الخلوية نفسها، وثالثا خلال 22 يوما من الاتصالات لم يكن هناك اي غياب للترابط، ورابعا لم يتصلا هاتفيا ببعضهما البعض.

والان اود التحدث عن السيد مرعي، واؤكد ان مرعي ولد في بيروت في 12 كانون الاول 1965، وهو كان في الـ 39 او 40 من عمره خلال الوقت المادي، وكان متزوجا مع خمسة اولاد، ويسكن في جنوب بيروت، ولم تكن هناك اي ادلة على أنه كان موظفا او ادلة تظهر مصدر دخله او ادلة عن حسابات مصرفية باسمه او باسماء زوجته واولاده في لبنان، وكان معروفاً انه كان يدفع اقساط المدرسة والجامعة لاولاده نقدا او عبر شيكات مصرفية من دون اي حساب مصرفي، وكنت قد اشرت للسيد مرعي في كانون الثاني/يناير كشخص لديه الكثير من الامور المشتركة مع المتأمرين الاخرين، وقد فهم كيفية العمل في الظل من دون لفت الانتباه الى نفسه، ووثق به المتآمرون الاخرون بسبب الصلة القوية فيما بينهم. وكما قلت وقتها في كانون الثاني/ يناير نحن عرفنا قسوة هؤلاء الرجال بسبب الانفجار الذي حصل في 14 شباط 2005 ونعرف انهم يتميزون بالوحشية واستدراج شخص بريء كأبو عدس عن منزله وعائلته ما ادى الى موته على الارجح لالقاء اليوم بعيدا عنهم فالسيد مرعي هو الذي كان اللاعب الرئيسي في هذا الجانب من المؤامرة فنثق انشطته مع السيد صبرا وعنيسي وقد التزم بتنفيذ الهدف الاساسي من المؤامرة واغتيال اهم الشخصيات في لبنان وهذه هي ملاحظاتي النهائية وشكرا .

 

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:

شكرا سيد كاميرون . في الغد سوف نستمع الى التصريح الافتتاحي لمحامي الدفاع عن السيد مرعي. السيد عويني كنت تود التحدث لمدة ساعة هل هذا صحيح.

 

المحامي محمد عويني (للدفاع عن حسن مرعي):

شكرا سيدي الرئيس. سأتحدث تقريبا مدة ساعة (30 أو 40 دقيقة) شكرا سيدي الرئيس.

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:

اذاً، هل سوف تتحدث وحدك سيدي اما سيتحدث معك المحامون المعاونون وباللغة العربية او بلغة اخرى؟

المحامي محمد عويني (للدفاع عن حسن مرعي):

ساتحدث لوحدي وباللغة العربية شكرا.

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:

هناك مسألة ادارية اخرى واظن انه لديك وثيقة مكتوبة مثل الادعاء وانك سوف تعطيها للمترجيمين الفوريين فورا هل هذا صحيح؟

المحامي محمد عويني (للدفاع عن حسن مرعي):

هذا صحيح وسنسلم المترجيمن نسخة عن المداخلة شكرا سيدي الرئيس.

رئيس غرفة الدرجة الأولى القاضي دايفيد راي:

اما في ما يتعلق بمحامي الدفاع الاخرين فتود محكمة الدرجة الاولى ان تعرف منكم اجوبتكم على الاسئلة التي طرحها الادعاء في المستندات التي المودعة مؤخرا في ما يتعلق بوقت الاستجواب المضاد فنود ان نعرف من محامي الدفاع ما هي تقديراتهم وذلك لاغراض التخطيط لادلاء الشهود بافاداتهما في الاسبوعيين المقبليين فنحن قد قرأنا ملاحظاتكما ونعرف ما هو موقفكم ولكن بالسماح لهذه المحكمة بتحديد جدول زمني والعمل مع كل الاشخاص المشاركين معنا ولكي يتمكن الادعاء من استدعاء الشهود من بلدان اخرى نود ان يكون لدينا بعض التوجيهات او الاشارات في ما يتعلق بكل شاهد ونحن نطلب منك ان تقولوا لنا وتكونوا مستعدين للغد من اجل اخبارنا بتقديراتكم وطبعا لن تكون ملزمة، هل هناك اي امور اخرى يود احد ما ان يثيرها قبل ان نرفع الجلسة . نرفع الجلسة الى الغد في الساعة العاشرة صباحا.

 

 

 

السابق
جلسة السلسلة اليوم تتوقف على الاتفاق السياسي
التالي
هل فعلا أحبط حزب الله هجوما على الضاحية؟