كفرصير تودّع المجاهد أبا جعفر

«هنيئاً لك الشهادة يا أبا جعفر، لأنك رفعت رأس الأمة جميعها، وهذه أمنيتك التي طالما حلمت بها، إلى أن شاء الله سبحانه وتعالى أن يحققها لك فرزقك إياها». بهذه الكلمات الثابتة والواثقة وبقلب صابر كانت تستعد زوجة الشهيد محمد منتش لاستقبال جثمانه في منزله في بلدته كفرصير قبل وصوله بدقائق معدودة.

لم تعرفه سوى مقاوم في حقل الإعلام الحربي، وقد نال مراده بالشهادة، والضيعة كلها تحبه وتحترمه، وأبدت حنقها على عدم احترام الإعلاميين والصحافيين في أرض المعركة، علماً أن السيارة التي كانت تقل أبا جعفر ورفاقه كانت معروفة بأنها سيارة للصحافة.
لقد نقل أبو جعفر الحقيقة بكلامه وصوره، بحسب زوجته، وقد استشهد وكاميرته بيده، والناس جميعاً يعرفونه مقاوماً، وهو الصحافي المحارب. وذكرت أن رفاقه كانوا يذهبون فترات محدودة إلى جبهات القتال في سوريا، بينما هو كان يبقى أشهراً، وفي آخر مرة مضى على وجوده أكثر من شهر ونصف، وكانت أمنيته الشهادة فهنيئاً له ولرفاقه الشهداء، بحق طهارة الزهراء وقداسة العذراء.
وذكرت ابنة عمه سميحة منتش أن أبا جعفر كان يملك ستديو للتصوير في كفرصير في وقتٍ سابق، وهو أول من صورنا وصور أولادنا، ومن خلاله انطلق في مهنة التصوير الصحافي والإعلامي، ولا تزال بصماته وصوره في كل بيت وذكرياته ستبقى فينا ولن ننساها.
وشيعت «المقاومة الإسلامية» وأهالي بلدة كفرصير الشهيد منتش في موكب مهيب وصولاً إلى جبانة البلدة.

السابق
المدارس في المناطق تلتزم الاضراب
التالي
صيدا: «المشاريع» تشيّع سليمان