النقاب والخمار: أهما من الثقافة الاسلامية؟

الحجاب في الاسلام انواع واشكال. كلّ بحسب البيئة التي ظهر فيها. هناك التشادور الايراني، والعباءة العراقية، والخمار المغربي، والفيشة الخليجية، والنقاب المصري، والحجاب الشامي، والبرقع الباكستاني... أيّها الأصحّ؟! وهل انحسرت العباءات في بيئة "حزب الله"؟

اقتصر استخدام العباءة السوداء في لبنان على نساء رجل الدين الشيعي في كل من الجنوب والبقاع في مرحلة ما قبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران العام 1979. وغالبا ما كانت النسوة ترتدينها عند زيارة المراقد الدينية في العراق وايران.

بعد ظهور حزب الله  انتشرت العباءة بشكل كبير. هناك معارك بالمعنى الاجتماعي كانت تخوضها من تنتمين الى حزب الله بسبب كثافة الاشاعات التي كانت تلحق بهنّ. بدءا من اتهامهن بقبض بدل مالي لقاء لبس التشادور، وصولا الى الحديث عن مغريات مالية وعينية أخرى… وكان حزب الله، بشيوخه، يعمل على إشاعة موضة العباءة وفلسفة أهميتها في الحدّ من الفساد الاخلاقي بين الجيل الشاب.

لكن لوحظ انحسار استخدامها لدى اغلب اللبنانيات بُعيد توقف الحرب الأهلية. أذ انفتحت المناطق على بعضها البعض، وكان للجامعات دورها الكبير في تخليّ الجامعيات عن ارتدائها خوفا من تعرضهنّ للمضايقات او الاساءات.

ولا بد من القول إنّ ارتداء العباءة يتطلب مهارة يصعب على اي سيدة استخدامها وتحملها. وبسبب صعوبة الحصول على هذه المهارات فإنّ مجموعة كبيرة قد استنكفت عن لبس العباءة بسبب الاوجاع التي تلحقها جسديا بالمرأة، خصوصا اللواتي يقضين يومهن خارج المنزل.

اليوم بات يقتصر استخدام العباءة على المنتميات الى حزب الله، والمنضويات تحت اطار هيئاته الاجتماعية والطالبية.  مع الاشارة إلى انّ استخدام العباءة السوداء سائد حتى لدى الفتيات من صغيرات السن لدى بنات رجال الدين.

ومن المعلوم أنّ لباس المرأة مستوحى من ثقافة المجتمع وتوجهاته التي تفرض حضورها بالقوّة. ويرجع تاريخ العباءة إلى عصر ما قبل الإسلام. ففي العراق لها تاريخ عريق لما لها من خصوصية عند المرأة العراقية، خصوصا في مدن الجنوب حيث ما زالت أكثر النساء هناك ترتدين هذه العباءة بسبب ارتباطها بالجذور الاجتماعية او الموروث العراقي.

وللعباءة “موديلات” كثيرة في العراق وايران والامارات، والخليج بشكل عام. فمنها التي تغطّي الرأس حتّى القدمين، وأخرى تلبس على الكتف. وقد تكون إما سادة أو تحتوي نقوشا وزخرفة.

ومقابل العباءة لدى الشيعة نجد الخمار في الأوساط السنيّة. فالخمار هو ما يخمر به رأس المرأة، أي يغطّيه. وقد أجمع العلماء السنّة على أنّ المرأة يجب عليها تغطية شعر رأسها بالخمار، وجسدها بالثياب غير الضيقة وغير الشفافة أو الملفتة للنظر.

أما النقاب فهو غطاء الرأس الذي يستر الوجه. وقد اختلف الفقهاء حول وجوب، أو عدم وجوب، تغطية الوجه بالنقاب. فقال الحنابلة إنّ الوجه عورة يجب تغطيته.

 والنقاب منتشر في بلاد المسلمين منذ بداية ثمانينيات القرن الماضي. كما أنّه منتشر بين اليهود الحريديم في القدس. والنقاب فريضة عند مذاهب أبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل.

وكانت المرأة في العصر الجاهلي قبل الإسلام تقوم بتغطية شعرها بما يشبه الطرحة. وقد رأى بعض العلماء أن النّقاب لا علاقة له بالدين الإسلامي وأنّه دخيل على الثقافة الاسلامية. علما أنّه مُنِعَ في كثير من الدول الأوروبية بحجة أنّه رمز ديني يخالف العلمانية.

اذن ما الفرق بين النقاب والخمار والحجاب والعباءة والشادور والفيشة والبرقع؟

هذه الألفاظ تدل على معنى واحد، وهو الستر والتغطية. إلا أنّ لفظ “الحجاب”  أهمها. فهو يشمل ستر جميع ما يجب على المرأة ستره وتغطيته من بدنها”. أمّا الخمار فهو ما تضعه المرأة على رأسها وتسدله على وجهها وعنقها عند وجود الرجال الأجانب. والخمار أخصّ من الحجاب. أما النقاب فهو ما فُصِلَ لستر وجه المرأة وجعلت فيه فتحتان أو مساحة معينة للعينين. وتميّز البرقع الباكستاني والأفغاني بأنّه لا يسمح للرائي أن يميّز حال المرأة  أكانت آتية أم غادية. أمّا العباءة فهي الرداء الخارجي. وكانت في العادة عبارة عن ملاءة تُغطي بها المرأة ملابسها الداخلية، وكانت بعضهن تتركه مفتوحا فتظهر أجزاء من جسمها!

السابق
إلى رندة بري: هو إغتصاب يا عزيزتي!
التالي
سوسان تفقد مسجد الروضة غداة الحريق: مساجدنا لنبذ الفتن