فحص لـ«جنوبية»: أعظم الذنوب ما استهان به صاحبه

سنعترض اعتراضا قويا ومهذبا على الخطأ، إخلاصا منّا، مع استعدادنا للرجوع الشجاع عن الخطأ إذا انكشف، داعين الجميع إلى الرجوع عن أخطائهم، وإن تصوروا أنّها صغيرة، لأنّ المأثور من أدبياتنا الإسلامية نقول: "أعظم الذنوب ما استهان به صاحبه"، و: "لا تستهينوا بصغار الذنوب قد يبتليكم الله بكبارها".

تقديري أنّه يحقّ للذين شاركوا المقاومين الميدانيين في الأيام الصعبة، وعن قناعة، ومن دون انتظار الأثمان، في إنجاز فضيلة التحرير، أن يهتموا ويسعوا إلى صيانة المقدار العظيم المتبقي من رصيد المقاومة والتحرير حتى لا يستمر استهلاكه من دون جدوى.

ليس لنا يد تمتدّ إلى خزائن المال السياسي الحلال أو الحرام، وليس لنا لسان يمتدّ بالتجريح إلى كرامات الناس والمقاومين منهم خصوصا، لأنّنا تأدّبنا بأدب المقاومة منذ نعومة أظفارنا، وبالطبع ليس لدينا سلاح أعمى لقتل أحد ممّن نحبّهم ونتّفق أو نختلف معهم مؤقتا أو طويلا، أو من خصومنا الذين لا نقطع معهم ولا نجاملهم ولا ننافق على حساب مبادئنا وقناعاتنا. كل ما لدينا هو أوراق بيضاء ومحابر زرقاء، وأقلام خضراء، نحرص على تمتين صلتها وتجديدها بالعقل والقلب والدين والذاكرة والحلم والوطن، لبنان…. وفلسطين.

ونكتب حبًّا مسيَّجًا بالنقد، ونقدًا محلّى بالحبّ ولا نسب ولا نردّ على من يسبّ ونقول له سلاماً.

وفي مقابل من يظهرون التأييد وينامون على الطمع وبالبغض والتربُّص، نصرّ على الجهر بالنقد وإضمار الودّ، ونقدّر أنّ المعنيين الفاعلين من أهل القرار والرّأي يعرفون مقاصدنا وعنادنا على استقلالنا من دون عداوات مجانيَّة في هذا الاتجاه أو ذاك أو ذلك.

قد يزعجهم كلامنا من دون أن يجرحهم، فلذلك إننا نشعر بالأمان الجسدي والمعنوي بعيداً عن سوء الأدب، وقد سبق لنا أن كتبنا كلاما محبّا في لحظات صعبة ختمناه بملاحظات واعتراضات وتمنيات وسوف نقول مثله كلّما رأينا صوابا. وسنعترض اعتراضا قويا ومهذبا على الخطأ، إخلاصا منّا، مع استعدادنا للرجوع الشجاع عن الخطأ إذا انكشف، داعين الجميع إلى الرجوع عن أخطائهم، وإن تصوروا أنّها صغيرة، لأنّ المأثور من أدبياتنا الإسلامية نقول: “أعظم الذنوب ما استهان به صاحبه”، و: “لا تستهينوا بصغار الذنوب قد يبتليكم الله بكبارها”.

السابق
شاعر حزب الله يقرّع وئام وهّاب وجميل السيّد
التالي
سليمان: لتنل الحكومة الثقة قريبا لانجاز ما يمكن انجازه