5 سيناريوهات وراء تراجع حزب الله المدروس والمُربِح

حزب الله
بات واضحا أنّ تراجع حزب الله عن صيغة 996 ليس مناورة. البحث وصل إلى الحقائب والمداورة والأسماء. فصار السؤال أكثر جدّية: لماذا تراجع "حزب الله" بعدما كان أرسل تهديدات بإحراق البلد إذا تشكّلت حكومة 888. هنا 5 سيناريوها، تصحّ واحدة منها، أو كلّها مجتمعةً.

في 14 كانون الأوّل قال الوزير السابق وئام وهّاب، مخاطبا رئيس الجمهورية ميشال سليمان من موقع القويّ الذي يخاطب الضعيف ناصحا قبل فوات الأوال: “الضغط يجب أن يتم في اتجاه حكومة 9+9+6 وليس في اتجاهات أخرى حتى لا نفتعل مشاكل في اتجاهات أخرى” وحذّره: “أي حكومة تخالف هذا المبدأ تكون لعباً بالنار وأنت لا تحتمل اللعب بالنار”.

كان خطاب حزب الله الرسمي والإعلامي أنّه لا تراجع عن “حكومة 996 تكون جامعة”. ومما قيل حينها على سبيل المثال لا الحصر، على لسان رئيس كتلة “حزب الله” النيابية محمد رعد، في 29 أيلول 2013: “لا إمكانية لتشكيل أو تأليف حكومة في هذا الظرف دون أن تكون وحدة وطنية جامعة، يتمثل فيها جميع القوى السياسية بأحجامها التمثيلية”، وتابع: “نريد حكومة وحدة يتمثل فيها الجميع بحسب أحجامهم، لأن حكاية 8+8+8 اصبحت مسألة مفضوحة”.

اليوم ذهبت حكاية “996 أو يحترق البلد” وبقيت جملة “حكومة جامعة”، لأنّ حكومة 888 أيضا ستكون جامعة بالضرورة، لكن من دون قدرة تعطيلية لحزب الله بالثلث زائدا واحدا. واليوم خرج مسؤول “حزب الله” في الجنوب نبيل قاووق ليقول: “الموضوع ليس صيغ 9-9-6 أو 8-8-8، بل إنما هو كيف يمكننا أن نكون شركاء أساسيين في إدارة شأن لبنان، وكيف يمكننا أن نتعاون مع بعضنا البعض في إطار نظامنا السياسي ونحترم ميثاقنا وقواعد العيش المشترك”.

فما الذي تغيّر؟

ثمة خمسة احتمالات أساسية لتراجع حزب الله:

الاحتمال الأوّل أن يكون التراجع هدية إيرانية يحملها وزير الخارجية محمد جواد ظريف بعد زيارته بيروت إلى دول الغرب، في إطار فتح ملفات البحث من الملف النووي باتجاه سوريا ولبنان.

الاحتمال الثاني أن يكون حزب الله قد تيقّن أنّ رئيس الجمهورية كان سيشكّل حكومة حيادية تدير مرحلة الفراغ الرئاسي المتوقّع خلال أشهر ولا يريد أن يخرج من المولد بلا حمّص.

الاحتمال الثالث أن تكون العمليات الانتحارية التي تعرّض لها حزب الله قد جعلته يقتنع أنّ جرح 7 أيّار ما عاد يمكن أن يحتمل المزيد من التهديد بحريق جديد.

والاحتمال الرابع أن يكون حزب الله متخوّفا من بدء أعمال المحكمة الدولية التي تتهم أربعة من عناصره باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وما قد يصاحب هذا من آثار محلية وإقليمية ودولية على صورة الحزب في حال كان خارج الحكومة وفي صدام مع أغلبية اللبنانيين.

والاحتمال الخامس أنّ حزب الله لا يريد أن يذهب إلى جنيف 2 ممثل عن حكومة حيادية لا يكون له رأي فيه أو في ما سيقوله ويفعله هناك، وبالتالي حين عجز عن ردّ قضاء الحكوة، يريد اللطف فيها.

وفي المحصّلة فإنّ حزب الله قدّم تراجعا أوّليا لصالح نفسه أوّلا. فهو حزب تأتي مصلحته المحلية والإقليمية فوق كلّ اعتبار، وهذه الأسباب قد تكون كلّها مجتمعة هي التي دفعته إلى القبول بحكومة ثلاث ثمانات، ولاحقا بتنازلات في البيان الوزاري والحقائب.

السابق
متى تنتهي حفلة التكاذب؟ حين يغادر ظريف؟
التالي
أعمال جرف اسرائيلية على الحدود