متى تنتهي حفلة التكاذب؟ حين يغادر ظريف؟

ظريف
يعيش لبنان حفلة مجنونة من التكاذب والتكاذب المضادّ لا تسمن ولا يغني من جوع، وهي لا تعبأ بمصالح الوطن والمواطن ولا يكون مؤدّاها (الحفلة) الا المزيد من اهدار الوقت. ليصبح السؤال الاكثر الحاحا الآن هو: متى سيكون موعد انتهاء حفلة التكاذب هذه؟ وليس معروفا إذا كان موعد مغادرة طائرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هو الموعد المفترض !

مع الاقتراب من موعد الاعلان عن تشكيل الحكومة الحيادية، التي تلمّس حزب الله، من خلال اصرار رئيس الجمهورية ميشال سليمان على المضيّ قدما بها وعدم اكتراثه للكمّ الهائل من التهويل والتهديد و تهبيط الحيطان “الذي مورس عليه لمحاولة ثنيه عنه بدون اي جدوى، (وهنا يكمن سرّ كلّ هذا الحنق على الرئيس)، فقد التجأ حزب الله الى اسلوب آخر كمحاولة جديدة للوصول الى الغاية نفسها. وذلك بسبب ما يقيم وزنا لهذه الخطوة من تداعيات خطيرة، لأنّها تشكل بالنسبة اليه هزيمة سياسية تحمل معها ارهاصات مصيرية ليس اقلها بداية سقوط مرحلة سياسية عمل على تكريسها منذ ما بعد 2005 وتوجت في 7 أيّار. مرحلة تقوم على فرض خياراته بالقمع والاغتيال مرة، او بالتهديد والوعيد مرة اخرى.

لذا ولأنّ حزب الله “المنتصر دائما” ولا مكان للتراجع، أو للهزيمة في أيّ حيز من ادبياته وفي وعي جمهوره، فإنّه غير مهيّأ لتحمل اي انتكاسة ومن اي نوع كانت. خصوصا إذا كانت تؤشر الى بداية نكسات متتالية يتحسب منها كثيرا. وتحديدا بعد اخفاقاته العسكرية الناتجة عن تورطه في القتال على الجغرافيا السورية، حيث انفضحت أيضا حالة التضخم الموهوم التي منحها له الملعب اللبناني، هذا من جهة. ومن جهة اخرى فهو يعلم علم اليقين أنّ رياح التسوية الايرانية – الامركية لن تكرّس حجم طموحاته كلاعب اوحد على الساحة اللبنانية.

بناء على كلّ ما تقدّم تحيّز الحزب للقتال من خلال انسحاب تكتيكي عبر التجائه، ومن دون سابق انذار، ‘لى “زتّ” بالونات اعلامية مكثفة توحي باقدامه على خطوة تراجعية عبر قبوله بصيغة 888 (بعد ان كان رفضها الامين العام شخصيا باعتبارها خدعة لا يمكن القبول بها)، وتسريبه عن القبول بالنقاش حتى بثلاثيته المقدسة “جيش – شعب – مقاومة”. وكلّ هذا التنازل الاعلامي يهدف اولا الى “زرك” الرئيس سليمان عبر سحب الذرائع الخلافية التي اجبرته على تحضير الخطوة “الممنوعة”، وثانيا الى اظهار فريق 14 آذار وكأنّه هو من يرفض التسوية في حال تمنّعه، او زجّ هذا الفريق معه في حكومة تشكل غطاء لحربه الى جانب النظام في حال قبوله.

أمّا هذا الفريق، الذي يضع كل هذا الانفتاح المستجد للحزب على طروحات لطالما رفضها في خانة التكاذب المفضوح، فقد قرر التصدي له بالاسلوب ذاته عبر رشقات تفاؤلية كاذبة تهدف بشكل اساسي الى ازاحة تهمة عدم التجاوب وبالتالي عدم تحمّل مسؤلية افشال قيام حكومة “جامعة” وما سينتج عن هذا التفشيل من تبعات.

هذا كلّه ادخل البلاد في حفلة مجنونة من التكاذب والتكاذب المضادّ لا تسمن ولا يغني من جوع، وهي لا تعبأ بمصالح الوطن والمواطن ولا يكون مؤدّاها (الحفلة) الا المزيد من اهدار الوقت. ليصبح السؤال الاكثر الحاحا الآن هو: متى سيكون موعد انتهاء حفلة التكاذب هذه؟

وليس معروفا إذا كان موعد مغادرة طائرة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف هو الموعد المفترض !

السابق
وصول الرئيس فؤاد السنيورة إلى عين التينة للقاء الرئيس بري
التالي
5 سيناريوهات وراء تراجع حزب الله المدروس والمُربِح