ملاك زهوي ومحمد الشعّار: الحزن المشترك

ملاك زهوي ومحمد الشعار
بعد عشر سنوات من التفجيرات والاغتيالات، فجأة انتبه المراهقون، ولحق بهم الأكبر سنّا، إلى أنّ الموت ما عاد يلاحق السياسيين بل بات ينتزع حياة الصغار القصيرة، بالقوّة.

بدأ الأمر مع محمّد الشعار، ابن الـ16 عاما الذي قضى في تفجير ستاركو. فورا بدأت حملة كبيرة تضامنية معه بعنوان نحنا مش أرقام. ونشر أصدقاؤه المراهقون فيديوات وصل بعضها إلى أكثر من ثلاثين ألف مشاهدة في يومين فقط.

بعد تفجير حارة حريك كانت الحملة التضامنية الأكبر مع ملاك زهوي. لم نسمع عن استهداف مسؤولين في حزب الله. وعلى الفايسبوك والتويتر كانت الأجواء تضامنية مع ملاك ومع علي خضرا.

بعد عشر سنوات من التفجيرات والاغتيالات، فجأة انتبه المراهقون، ولحق بهم الأكبر سنّا، إلى أنّ الموت ما عاد يلاحق السياسيين بل بات ينتزع حياة الصغار القصيرة، بالقوّة.

ثلاثة أسباب جعلت هؤلاء الثلاثة، ملاك ومحمّد وعلي، أكثر أثرا من غيرهم:

صغر سنّهم، كونهم طلاب مدرسيين، ولأنّ في كلّ عائلة لبنانية من يشبههم.

فجأة اكتشف اللبنانيون، من سكّان الفايسبوك وتويتر على الأقلّ، أنّ معاركهم اليومية بدأت تسرق أطفالهم وتطحن أحلامهم، وما عادت حروبا بعيدة. ما جعل التكاتف والتضامن حقيقيا لا إنشائيا كما جرت كليشيهات العيش المشترك والسلم الأهلي الممجوجة.

فجأة اكتشف اللبنانيون أنّ كلّ واحد منهم مشروع شهيد، من سكّان الضاحية كان أو من العابرين في ستاركو، من السياسيين أو من الذين لا يسألون عن السياسة.. فراحوا يبنون سدودا ضدّ السياسة بمعناها الحربي العدواني، وعادوا إلى السياسة بمعناها الإنساني، أي العمل من أجل حياة أفضل.

عاصفة ملاك زهوي ومحمّد الشعّار وعلي خضرا دليل على أنّ في لبنان معسكرا كبيرا ضدّ الحرب الأهلية التي بتنا في قلبها. وعلى أنّ الامل ما زال موجودا.

السابق
إيرانية تنقذ 7 أميركيين
التالي
مشوار علي خضرا الأخير أبعد من الصيدلية، قرب الله