اوروبا لحزب الله : هل تريد السير على خطى بشار ؟

ذاب الثلج وبان المرج . وظهر سريعا ان قرار الاتحاد الاوروبي بادراج الجناح العسكري لحزب الله على لائحة الارهاب ليس سوى فقاعة صابون لم تعمر الا ساعات قليلة . وحرصت سفيرة الاتحاد في لبنان أنجلينا ايخهورست على التوضيح ان هذا القرار لا يعني حظر التعامل مع الحزب سواء شارك في الحكومة العتيدة أم لم يشارك . كما أن أية تداعيات سلبية على التعاون مع الدولة اللبنانية على كل المستويات لن تحصل.

من جهته عبر حزب الله عن لامبالاة ظاهرة تجاه الموضوع فعدا عن البيان الرسمي الذي اعتبر فيه القرار الاوروبي عدوانيا وظالما ، فان المصادر القيادية فيه اوضحت انها “لم تتفاجأ بالقرار الذي يدرس منذ سنوات من دون جدوى ، مشيرة الى ان هذه المداولات بدأت قبل فترة طويلة من عملية بورغاس ، ولا علاقة لها بتورط مزعوم للحزب في هذا الاعتداء “.

ولفتت الى ان “السبب الحقيقي للقرار هو فشل اوروبا الذريع ، مع سائر حلفائها ، في معركة اطاحة الرئيس السوري بشار الاسد . فلم تنفع كل العقوبات الاوروبية التي صدرت على حزمات متتالية ، ولم تنفع عمليات تسليح المعارضة ، في تحقيق الهدف المرجو باسقاط النظام السوري فبل نهاية العام ٢٠١٢ . فقرر الاوروبيون أخيرا “فش خلقهم ” بحزب الله لانه لعب دورا بارزا في دعم الاسد “.

وتوقعت مصادر حزب الله ان تصل اي اجراءات يتخذها الاتحاد الاوروبي ضد جناحه المسلح الى نفس المكان الذي وصلته العقوبات ضد سوريا ، اي الى لا شيء . أما بالنسبة للوضع الداخلي فان القرار سيشجع الحزب على مزيد من التمسك بمشاركة كاملة وواضحة ومباشرة في الحكومة العتيدة ، بالاضافة الى تمتين جبهة الحلفاء في ٨ اذار ، وخصوصا مع حركة أمل والتيار الوطني الحر ، في مواجهة مراهنات الفريق الآخر على قرارات دولية واوروبية وعربية لاقصاء الحزب . فاذا كانت اوروبا تركت قنوات الحوار مع الحزب مفتوحة ألا يجدر ببعض القوى السيياسية المحلية التواضع قليلا .“.

على هذا الاساس قال السفير الايراني في لبنان ما لم يقله الحزب من ان القرار الاوروبي لن يغير قيد أنملة في سياسة حزب الله .

الا أن كل ما سبق لم يمنع مصادر دبلوماسية غربية في بيروت من التأكيد أن للقرار الاوروبي أهميته من حيث انه أحكم الطوق الدولي حول عنق حزب الله . فبعد الموقف الاميركي والخليجي بقيت اوروبا وحيدة في اعتبار انه يمكن التعامل مع حزب الله .
أما وقد صدر القرار فهذا يعني انتهاء فترة السماح والتسامح مع حرية الحزب في القارة العجوز وفي سائر دول العالم . اذ سيوضع أعضاؤه تحت المراقبة اللصيقة ، وسيتم اخضاع كل النشاطات التي تتصل بالحزب لتدقيق صارم . عدا عن ان المشروعية السياسية التي كان يتمتع بها على الصعيد الاوروبي انتهت الى غير رجعة . واذا كانت العقوبات الاوروبية ضد الاسد لم تسقطه الا انها حاصرته الى ابعد الحدود بشكل اضطره الى الاستعانة بقوات اجنبية للدفاع عن نظامه المتهالك . فهل يريد حزب الله السير على خطى بشار ؟

من جهتها وصفت قوى 14 اذار تداعيات القرار على المستوى الداخلي بالخطيرة جدا. ولكنها لم توضح كيف سينعكس على الحياة السياسية الداخلية . فحزب الله يناور بطريقة ذكية ويدعو الجميع للحوار وللمشاركة في حكومة وحدة وطنية ، وهي ، قوى ١٤ اذار ، لا تملك الا الرفض ، فتظهر في مظهر المعطل ، او تقبل فتقع في فخ سبق وجربت نتائجه .

وفي الانتظار تشتد وطأة الازمة السياسية ويتعمق الفراغ ويستمر الحزب في امساك مؤسسات الدولة ، وخصوصا الامنية منها .

السابق
القرار بلا قيمة؟.. فلم هذه الضجة؟​
التالي
جمهور المقاومة: «إرهابيون» في مواجهة إسرائيل