جمهور المقاومة: «إرهابيون» في مواجهة إسرائيل

احتفال لحزب الله

لم يفاجئ قرار الاتحاد الاوروبي بإدراج الجناح العسكري لحزب الله على قائمة المنظّمات الإرهابية جمهور المقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت، قرار اعتبره هؤلاء متوقّعاً في ظلّ الحملة الإعلامية والدولية الشرسة التي لطالما شنّها أقطاب عرب وغربيون ضد الحزب، خصوصاً مع دعم الأخير للنظام السوري ومشاركته في المعارك هناك.

لم تبدُ الأيام التي تلت إعلان القرار الأوروبي بـ “إرهابيّة” حزب الله مختلفة عمّا قبلها في الضاحية الجنوبية لبيروت، هناك حيث قوبِل القرار ببسمة استهزاءٍ من البعض، وتعليقات فايسبوكية ساخرة من البعض الآخر، فيما اختار عدد من أبناء الضاحية التعبير بعقلانية عن موقفهم إزاء ما أعلنه الاتحاد الاوروبي.

صناعة غربية

“إذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأني كامل”، بهذا البيت الشعري لأبي الطيب المتنبّي اختارت زينب حمود التعبير عن رأيها حول ما تمخّض عنه القرار الأوروبي، قبل أن تضيف أنّ “العالم الغربي منذ بدء الصراع مع قوى المقاومة والممانعة يحاول تشويه صورة حزب الله، وخطوة إدراجه على لائحة المنظمات الإرهابية تندرج في هذا السياق”، مشيرة إلى انها ليست المرة الاولى التي تتم فيها محاولة زج الحزب في خانة الإرهاب، قائلة إن القرار صناعة غربية ولا معنى له.

بدوره حمزة ألها (25 عاماً)، لفت إلى انه لا يوجد شيء اسمه الجناح العسكري لحزب الله، مؤكّداً أن القرار الاوروبي صدر إرضاءً لإسرائيل، واصفاً ذلك بـ “الضحك على العالم بطريقة سياسية”. أما عن رأيه بالقرار، فقال: “لا يهمنا، سائرون على الخط ذاته”.

وصفٌ فضفاض

استقراء المواقف في الضاحية الجنوبية لبيروت عقب القرار الأوروبي يفضي إلى نتيجة واحدة: استهزاء بهكذا قرارات لا تقدّم ولا تؤخّر، والتفاف حول مربّع المقاومة.

وحول هذا الموضوع، تقول الناشطة في المجال السياسي دعاء سويدان إن هذا القرار يدلّ على نفاق الغرب بالتعاطي مع القضايا العربية والإسلامية، بدليل أن كلمة إرهاب فضفاضة جداً وغير معرّفة عالمياً، لافتة إلى ان الولايات المتحدة الأميركية هي من رفضت تعريفها لأن الكثير من جزئيّاتها عندئذٍ ستنطبق عليها وعلى إسرائيل. وعن حزب الله، أكدت سويدان انه مقاومة عالمية شعبية محقّة، أعماله تتطابق مع مواثيق الأمم المتحدة والقوانين الدولية في ما يخص حق الشعوب في تقرير مصيرها ومقاومة المحتل، أياً كان هذا المحتل.

وخاطبت الناشطة سويدان المجتمع الغربي قائلة: “إذا كنتم تتهمون حزب الله بالإرهاب، فلنا الشرف في أن نكون إرهابيين دفاعاً عن أرضنا وصدّاً للهجمة الإمبريالية على منطقتنا، وإذا كانت ممارساتكم ديمقراطية ودفاعاً عن حقوق الإنسان فنحن لا نريد تلك الديمقراطية”، وقبل أن تنهي كلامها، تركت جملة من التساؤلات: “قتل مليون عراقي وتدمير العراق أليس إرهاباً؟ ما حصل في أفغانستان وما يحصل في فلسطين ألا يعتبر إرهاباً؟ الحرب الإسرائيلية على لبنان في تموز 2006 أليست إرهاباً وكذلك دعم الجماعات الإرهابية في سورية؟

وأنهت سويدان كلامها بالقول: “القرار لن يغيّر في المعادلة شيئاً، بل سيزيدنا إصراراً على صون حقوقنا”.

غير لبنانيين

هذا في شوارع الضاحية، اما من جهة أخرى، فإعلاميون غير لبنانيين ارتأوا التعبير عن القرار على طريقتهم. رهشان سغلم، صحافية تركية، وصفت القرار بالتعسّفيّ لافتة إلى ان الاتحاد الأوروبي ليس سلطة تشريعية مخوّلة بوضع الحزب على قائمة الإرهاب. وأشارت سغلم إلى أنّ الفصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي لحزب الله أمر خاطئ باعتبار أنّ الحزب قائم منذ تأسيسه على أساس المقاومة.

من جهته، صلاح بن لغبر، إعلامي من اليمن الجنوبي، تحدّث عن ان الولايات المتحدة تستخدم كلمة إرهاب لتمرير أجنداتها دون أن تصدر تعريفاً واضحاً واضحاً له، في حين تدعم منظّمات متطرّفة، وهذه مفارقة يعيها الجميع. لافتاً إلى ان حزب الله حركة مقاومة معترف بها معلناً رفضه للقرار الأوروبي.

الموقف ذاته أبداه الإعلامي اليمني الجنوبي صالح محمود الذي لم يعرب عن استغرابه من القرار الأوروبي، مؤكّداً ان حزب الله استطاع أن يكون رمزاً للمقاومة العربية من خلال دفاعه عن سيادة لبنان وبالتالي هو محلّ استهداف من قبل قوى الاستكبار – على حدّ وصفه.

Facebook

على مواقع التواصل الاجتماعي، نشطت المواقف التي شجبت القرار، حيث كتب الشاعر علي عباس على صفحته على الفايسبوك: “من خاض حروب الدفاع عن عرضه وأرضه والمقدّسات امام غزو المماليك والعثمانيين والفرنسيين والصهاينة والصعاليك، لا يجد ضيراً في قرار تافه”.

بدورها ربى شرارة كتبت مستهزئة: “نحن شعب يفرقع ابتهاجاً ويصلّي ركعتي شكر لإنو انحط ع لايحة الإرهاب”.

السابق
اوروبا لحزب الله : هل تريد السير على خطى بشار ؟
التالي
الحريري لسليمان: نحن مع قهوجي