عقبات خارجية تقف في وجه تمام سلام وتمنعه من التأليف

تأليف الحكومة

بدأت العقبات الاولى تظهر في وجه الرئيس تمام سلام، بعيداً عن الحقائب وغيرها، فاذا كانت الولايات المتحدة ليست ضد اشتراك حزب الله في الحكومة، لانه مضى على دخول حزب الله الحكومة اكثر من 7 سنوات، ولم تحصل ازمة بين لبنان واميركا بشأن تمثيل حزب الله. الا ان اميركا وواشنطن بالتحديد، تريد أن لا يحصل تقارب ايراني – سعودي على الساحة اللبنانية، وأن تأتي الحكومة من نتاج التقارب السعودي – الايراني، بل تريد ان تبقى ايران ليس لديها النفوذ الشرعي في لبنان، فاذا حصلت الحكومة نتيجة توافق ايراني – سعودي، فيعني ذلك ان اميركا التي تقف بعداء كامل ضد ايران، تجد ان ايران قامت بتثبيت وجودها في لبنان من خلال تأليف الحكومة. وهذه هي اول مرة تتدخل ايران في تأليف الحكومة والتحادث مع الاطراف، وهنالك اجتماعات سرية حصلت بين السفير الايراني وقيادات من 14 آذار لم يجرِ الاعلان عنها. كذلك هنالك اجتماعات للسفير السعودي مع 8 اذار. وبالتالي فواشنطن تعتبر انه لا يجوز اعطاء ايران صفة الدولة الشرعية القادرة على الاشتراك بالحياة السياسية اللبنانية، والانفتاح على كل الاطراف، والاشتراك في تأليف الحكومة وتسهيل الخطوات، في وقت تشنّ اميركا حرباً على سوريا لاسقاط النظام واسقاط محور علاقة سوريا بايران. فاذا بالسفيرة كونيللي تكتشف من معلومات السفارة الاميركية في بيروت، ان 14 اذار اجتمعت مع السفير الايراني كذلك ان 8 اذار تجتمع مع السفير السعودي، وان الذي يؤلف الحكومة هو التقارب الايراني – السعودي وقد بدأ الاجتماع السفيرين الايراني والسعودي بوجود الشيخ نعيم قاسم نائب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

وكان السفير الايراني والسفير السعودي قد تلقوا رسائل من دولهم من السعودية وايران تبلغهم فيها وجوب التنسيق سويّة لتأليف حكومة في لبنان. والامير بندر تكلم شخصياً مع الرئيس تمام سلام ومع الرئيس سعد الحريري بشأن تأليف الحكومة. كذلك تم اتصال ايراني على اعلى مستوى، مع حزب الله، طالبين منه ان يتفاهم مع الرئيس تمام سلام، اضافة الى رسالة وصلت الى السفير الايراني للانفتاح على الجميع. وفي المقابل انفتاح السفير السعودي على الجميع.

وتخشى واشنطن من ان تبدأ ايران بلعب دور سياسي هام على الساحة اللبنانية يتعاظم مع الوقت اكثر من الدور الاميركي، نظرا الى ان 8 اذار كقوة شعبية ونيابية وحزبية وقوى مسلحة بالمقاومة، يجعل من ايران لاعب على الساحة اللبنانية اقوى من اميركا.

والان، يجري البحث بين ايران والسعودية وبين السفير الايراني والسفير السعودي في بيروت، حول نقاط التحضير للحكومة قبل البحث بأعدادها وقبل البحث بأي امر آخر، وهو ماذا ستكون سياسة الحكومة بالنسبة لمقولة الشعب والجيش والمقاومة. وان ايران ابلغت 14 اذار في اجتماع سري حصل بين السفير الايراني وقيادات من 14 اذار، بأن ايران بالنيابة عن حزب الله وبالنيابة عن نفسها وهي الداعمة الاولى لحزب الله، لن تسمح ولن تقبل باستعمال سلاح المقاومة في الداخل، وهي تقدم هذه الضمانة لـ 14 آذار مقابل قبول 14 اذار بشعار الجيش والشعب والمقاومة. وان هذا الامر جاء من طهران مباشرة. اما الاستثناء الوحيد له هو ان يكون طرف في الهجوم على حزب الله. لكن ايران تريد ان تقول للبطريرك الماروني ولـ 14 اذار ولكل الاطراف انها هي الضامنة لعدم استعمال سلاح المقاومة في الداخل. وليس من ضمن وصايتها على حزب الله، بل من ضمن علاقتها مع حزب الله وقناعة حزب الله ان سلاحه هو موجّه فقط ضد اسرائيل.

اما بالنسبة للسفير السعودي، فقد بدأ اجتماعاته مع 8 آذار، وتحدث بصراحة لانه تلقى من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي العهد وزير الدفاع الامير سلمان، بأن ينفتح على 8 آذار ويؤكد لهم ان السعودية لا تريد الغاءهم او اضعافهم في الانتخابات، وانه اذا حصلت الانتخابات فلن تكون كما حصل سنة 2009، ولن تتدخل السعودية في تركيبة الانتخابات داخل لبنان. ولن تسعى الى دعم 14 اذار كي تربح على 8 اذار من خلال تقديم تمويل كبير، بل تريد التوازن بين 8 اذار و14 اذار، وجعل لبنان بعيداً عن فتنة سنيّة – شيعية، بدأت تصل النار السورية الى الساحة اللبنانية.

السابق
اميركا تزود اسرائيل اسلحة لا يكشفها الرادار لمحاربة حزب الله
التالي
المشتبه بهم في اعتداءات بوسطن؟