العميل الاغلى ثمنا في قبضة العدالة..فكم ستكون قيمة كفالة الافراج عنه؟

العميل الاغلى ثمنا في قبضة العدالة..فكم ستكون قيمة كفالة الافراج عنه؟

جاء على شاشات التلفزة والجرائد الصباحية خبر تحت عنوان” توقيف العميل الاغلى للعدو الإسرائيلي”، في حالات طبيعية وفي أي بلد آخر غير لبنان، قد يبدو هذا الامر في غاية الاهمية، وكان على الفور أصدر قائد الجيش ترقية لمن كشف هذا “الخطير”، وأودع الاخير في السجن لـ(يتعفن).

بالامس تكشفت الكثير من المعلومات الخطيرة عن الدور الذي كان يلعبه العميل الأغلى لمخابرات العدو “الإسرائيلي” علي رفيق ياغي، المجنّد منذ العام 1990.

وأشارت مصادر أمنية ان العميل ياغي من بعلبك وكان عضواً في مجلس بلدية المدينة وموظفاً في وزارة الاشغال، وخضع لدورات عديدة لدى جهاز الموساد ومن ضمنها كيفية استخدام الحبر السري، بالاضافة الى بعض الاجهزة المتطورة، كما أنه زار الاراضي الفلسطينية المحتلة وتل أبيب، كما سافر الى دول عدة للقاء مشغليّه.

وبحسب المعلومات، فإن ياغي تلقّى كميات كبيرة من الأموال من الإسرائيليين، تجاوزت الـ600 ألف دولار، نظراً للمعلومات الخطيرة والحساسة التي كان يزوّد بها جهاز الموساد الصهيوني طوال فترة عمالته مع العدو.

وقد باشر قاضي التحقيق العسكري عماد الزين استجواب العميل ياغي بجرم التعامل مع العدو ومخابراته والاجتماع بضباطه في دول أجنبية عدة، وتزويدهم بمعلومات عن المواقع العسكرية لكل من الجيش اللبناني وحزب الله، وأيضاً تقديمه معلومات عن منازل وأسماء قياديين ومسؤولين في حزب الله وحركة أمل، وإعطائه معلومات عن مؤسسات خاصة وعامة كانت تعرضت للقصف الإسرائيلي خلال عدوان تموز العام 2006، بالاضافة الى معلومات حول شبكة الاتصالات العائدة للمقاومة.
وأصدر القاضي الزين مذكّرة توقيف وجاهية بحقه سنداً لبعض المواد القانونية التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.
وماذا بعد..؟
فهذه ليست المرة الاولى التي يكشف فيها عن عملاء بهذا المستوى، والاكيد أنها لن تكون الاخيرة، بفعل العداء المستمر بين لبنان واسرائيل، وبفعل التوازن الاستراتيجي الذي خلقه حزب الله بمقابل أكبر قوة في الشرق الاوسط وأكثرها صلابة.

السؤال الآن ليس حول كيفية تعامله او ماذا قدم للعدو، بل السؤال الاساس هل سيخرج بكفالة مالية مقابل الاعدام؟ وهل ستصدر رئيسة محكمة التمييز العسكرية القاضي أليس شبطيني قرارا بإخلاء سبيل “الخطير”، مقابل مبلغ لا يتعدى العشرة ملايين ليرة لبنانية؟ كما فعلت في السابق مع عميل “ألفا” الخطير أيضا شربل قزي، وقبله العميل المخضرم من بلدة سعدنايل زياد الحمصي.. كفالة مالية متواضعة سيدفعها دون تردد فهو “الاغلى”، والاكثر جنيّا للمال خلال سنوات خدمته وخيانة بلده، مقارنة بغيره من العملاء.

لطالمت كانت قرارات القاضية شبطيني تثير الريبة، لاسيما بالتبريرات التي تلجأ إليها للإفراج عن متهمين كانوا السبب، لا محالة، بمجازر قضت على عشرات الاطفال والنساء، خلال عدوان عناقيد الغضب، وعدوان تموز، من خلال تعامل هؤلاء ضد الشعب اللبناني، وضد الدولة وضد السيادة اللبنانية.

تبريرات شبطيني لا تخلو من الغموض، والمراوغة، فالقانون اللبناني واضح في موضوع العمالة ولا يحتاج إلا للتطبيق في هذا المجال، واذا ما طبق فلا يمكن الحديث عن اخلاء سبيل عميل مقابل كفالة.

لا خلاف بأن العميل عميل مهما كانت افكاره السياسية او معتقداته الدينية، ولأي طائفة او مذهب انتمى، فالعملاء دينهم الغدر ومعتقدهم نكران التاريخ، وانتماؤهم هو لعدو وطنه، وهذا الشيء الوحيد المتفق عليه في هذا البلد الذي يتقاسمه الزعماء كل حسب رغباته وطموحاته.

أيا كان حجم ودور ياغي، ومدى انغماسه في العمالة، فالعميل عميل سواء تورط في دم رجل واحد او في تضييع مصير أمة بأكملها.

 

السابق
جورج عبدالله مقاوم
التالي
محمول يشحن عن طريق الـكولا