انقسام داخل قمّة الثماني

بالتزامن مع بدء قمة حلف شمال الاطلسي (الناتو) في شيكاغو، تظاهر عشرات الآلاف من الأميركيين رفضاً لها، وقطعوا الطريق في حي الاعمال في المدينة قبل ان يحاولوا الاقتراب من قصر المؤتمرات الذي يستضيف القمة.
وكان قادة دول (الناتو) قد بدأوا اجتماعهم أمس في ولاية شيكاغو الاميركية أمس، في قمة للبحث في الوضع في أفغانستان وامكانية انهاء الاحتلال الدولي لهذا البلد.

وأكدت مصادر ان «بعض دول الناتو تفكر في تقليص مساندتها لحملة مكلفة لم تنجح في هزيمة حركة طالبان خلال أكثر من عشر سنوات»، واضافت ان «بعض الدول الغربية تسعى لضمان ان تتمكن السلطات الافعانية بالتصدي لطالبان عند انسحاب قوات الناتو».
وذكرت المعلومات انه «من المتوقع أن تؤكد إدارة الرئيس الاميركي باراك اوباما على الرؤية المشتركة لحلف الناتو المتعلقة بالانسحاب التدريجي لمعظم قوات الحلف من افغانستان والتي تبلغ نحو 130 ألف جندي في نهاية 2014 كما ستلقي الضوء على جهود أفغانستان لتحمل مسؤولية أمنها».

من جهته، سبق ان كرر الرئيس الفرنسي المنتخب فرانسوا هولاند تعهده الذي اعلنه خلال حملته الانتخابية «بسحب القوات الفرنسية المقاتلة من أفغانستان هذا العام»، ولفت الى ان «عددا محدودا للغاية من الجنود سيبقى لتدريب القوات الافغانية واعادة المعدات بعد عام 2012»، وأوضح ان «هذا القرار من أعمال السيادة ويجب تنفيذه بالتنسيق الكامل مع حلفائنا وشركائنا».
ويأتي اجتماع الناتو في شيكاغو بعد يوم واحد من الاجتماع الذي عقدته مجموعة دول الثماني التي أيدت «السعي لموازنة برامج التقشف الاوروبية من خلال جولة جديدة من التحفيز على غرار النموذج الاميركي بوصفه امرا حيويا لعلاج اقتصادات منطقة اليورو المعتلة»، واضافت في بيانها الختامي «نلتزم باتخاذ كل الخطوات اللازمة واعادة تعزيز اقتصادياتنا ومكافحة الضغوط المالية مدركين ان الاجراءات السليمة ليس واحدة بالنسبة لكل منا».

تعهد قادة الدول الصناعية الثمانى في لقائهم أول من أمس بالولايات المتحدة بضرورة تعزيز وتنشيط اقتصاداتهم، بينما اعترفوا بأن كل بلد قد يسلك مسارات سياسية مختلفة، فى بيان يعكس الانقسام الدائم بين أنصار الإنقاذ والتقشف. كما عكس بيان «الثماني» الانقسامات الخاصة بمشاكل المنطقة المالية العميقة، والعلاجات المقترحة. ووفقًا لمصادر مقربة من المحادثات فإن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قاومت جهودًا من قبل قادة الثماني لدفع منطقة اليورو نحو مزيد من سياسات التحفيز والإنقاذ. وأشارت المصادر إلى أن قادة الثماني تطرقوا فى مناقشاتهم إلى أمور السياسة الخارجية، وعلى رأسها الجهود لإنهاء العنف فى سورية والبرنامج النووي الإيراني، وكذلك محاولة التوصل إلى اتفاق بشأن إصدار مستقبلي ممكن لاحتياطات النفط الاستراتيجية.

السابق
واشنطن تستعد لتأمين ترسانة السلاح الكيميائي السوري ؟!
التالي
تحذير من إرتفاع منسوب الموج الموسمي خلال هذا الأسبوع