“فورن بولسي”: هذا مخطط روسيا في الشرق الأوسط

طويل الأمد لها في الشرق الأوسط في الوقت نفسه الذي تستعد فيه واشنطن لتقليل دورها في المنطقة. وأشار التقرير إلى خطوط أنابيب النفط واستكشاف الحقول النفطية التي تعمل عليهم روسيا في تركيا والعراق ولبنان وسوريا بهدف إنشاء جسر بري إلى أوروبا عبر الشرق الأوسط. 

 قال تقرير لـ “فورن بولسي” إن روسيا تؤسس لتواجد طويل الأمد لها في الشرق الأوسط…ستؤدي هذه الخطوة إلى تعزيز دور روسيا كمورّد أساسي للغاز في أوروبا وستوسع نفوذها في الشرق الأوسط، مما يشكل مخاطر جسيمة على المصالح الأمريكية والأوروبية.

توفر روسيا حالياً 35% من إجمالي واردات أوروبا من الغاز، وعملت منذ فترة طويلة على تجنب أي جهود أوروبية من شأنها تنويع مصادر الطاقة في أوروبا إلا أن العلاقات المتوترة مع أوكرانيا تهدد معظم صادرات الطاقة الروسية المتجهة إلى أوروبا ولذلك تسعى روسيا لبناء شبكة لنقل الطاقة عبر الشرق الأوسط للبقاء ضمن اللعبة.

ثلاثة أنابيب لاستبدال أوكرانيا

وتعد تركيا، أهم نقطة عبور للطاقة الروسية في الخطة الجديدة، وتدير شركة “غازبروم”، المملوكة للحكومة الروسية، حوالي 16% من صادرات الغاز من موسكو إلى أوروبا، عبر أنابيب “بلو ستريم” التي تمر بتركيا وبلغاريا. ومن المتوقع أن يتم إنشاء “ترك ستريم”، وهو خط أنابيب ثان، وسينقل 14% من صادرات موسكو من الغاز إلى أوروبا عبر تركيا واليونان. ومع الخط الثالث “نورد ستريم 2″، ستصبح أوروبا أكثر اعتماداً على الغاز الروسي، وستحل الخطوط الثلاث مكان الصادرات الروسية من الغاز التي تمر إلى أوروبا عبر أوكرانيا. في أيلول 2017، وقبل أيام من قيام حكومة إقليم كردستان بإجراء استفتاء على الاستقلال، وقعت شركة الطاقة الروسية الحكومية “روسنفت” اتفاقية مع الإقليم لتمويل خط أنابيب للغاز بقيمة مليار دولار يمر من كردستان العراق إلى تركيا. ومن المتوقع أن يكون خط الأنابيب قادراً على تلبية 6% من الطلب السنوي على الغاز في أوروبا. وبحلول تشرين الأول من العام نفسه، استحوذت “روسنفت” على حصة كبيرة، مسيطرة، في خط أنابيب نفط إقليم كردستان والذي يصل إلى تركيا، وذلك بمبلغ 1.8 مليار دولار. ويعتبر هذا الخط نفطة خلاف مع الحكومة المركزية في بغداد من 2013، عندما بدأت أربيل في تصدير النفط من جانب واحد إلى تركيا.

بين بغداد وأربيل

لعبت روسيا على الخلاف بين بغداد وأربيل، لجني أكبر قدر ممكن من الأرباح. وأرسل حينها، إيغور سيشين، رئيس “روسنفت”، رسالة إلى الحكومة المركزية في بغداد قائلاً إن الحكومة لم تظهر اهتمام بالتعامل معنا ولذلك لا خيار لنا إلا التعامل مع حكومة إقليم كردستان، الذي أظهر “اهتماماً أكبر بتوسيع التعاون الاستراتيجي“.

ردت بغداد بفتح مفاوضات لبناء خط أنابيب جديد للنفط من يمر من حقول نفط كركوك إلى الحدود التركية بدون المرور من الأراضي التي تسيطر عليها حكومة إقليم كردستان وسيحل خط الأنابيب الجديد محل الخط السابق الذي تم تدميره خلال حرب العراق مع “تنظيم داعش”. وفازت روسيا بالحق الحصري لإنتاج النفط والغاز في سوريا، منذ كانون الثاني 2017، حيث تبلغ احتياطيات سوريا المؤكدة من النفط 2.5 مليار برميل، أي 0.2% من الحصة العالمية أما احتياطي الغاز فلا يكفي حتى للاستهلاك المحلي إلا أن ما يهم روسيا هو موقع سوريا، تماماً مثل تركيا، والتي تسعى إلى تحويلها كموقع لنقل صادرات الطاقة.

طرطوس – طرابلس

بدا الاهتمام النفطي الروسي في سوريا قبل تورطها بالحرب في 2015. اقترحت قطر في 2009، إنشاء خط للأنابيب لإرسال الغاز من “حقل بارس الجنوبي” المشترك مع إيران، ليمر عبر المملكة العربية السعودية والأردن وسوريا وتركيا. رفض النظام هذا بناء على طلب روسيا، لأن روسيا تخشى أن تؤدي الصفقة إلى تقليص دورها في سوق الغاز الطبيعي في أوروبا. وردت روسيا بإنشاء خط أنابيب “إيران – العراق – سوريا”، مفترضة إنه من السهل التعامل مع إيران أكثر من قطر. وزادت روسيا علاقاتها التجارية مع لبنان، حيث تضاعف حجم التبادل التجاري بين روسيا ولبنان من 423 مليون دولار في عام 2016 إلى 800 مليون دولار في عام 2018. وفضل لبنان، العمل مع روسيا في قطاع النفط والغاز، حيث فازت شركة “نوفاتيك” الروسية بحصة 20% من الاستكشافات البحرية، العام الماضي. إلا أن اهتمام روسيا بلبنان يأتي من موقعه كقناة تصل إلى روسيا. في كانون الثاني، وقعت “روسنفت” اتفاقاً مدته 20% لتطوير مرفق تخزين النفط في طرابلس في لبنان، والذي يبعد 30 كم الحدود السورية و60 كم من ميناء طرطوس. ويخضع ميناء طرطوس للسيطرة الروسية، وهو موطئ روسيا الوحيد على البحر المتوسط، وستعمل منشأة طرابلس على توصيل الوقود سراً إلى نظام الأسد الخاضع للعقوبات الأمريكية.

السابق
البيان الرسمي لوزارة الصحة في قضية العروس ديانا عقل
التالي
توقيف ثمانية أشخاص على صلة بتفجيرات سريلانكا