مناصرة الاقصى باللون والريشة تطلق ثورة شبابية جديدة بالالوان

صرخة من نوع أخر، أطلقها طلاب معهد أمجاد-النبطية، "ثورة الالوان" حيث إحتلت مساحاتهم البيضاء، وباتت حجارتها مزركشة بلون الحقد الشبابي ردا على الهجمة المتطرفة على الاقصى، الذي يقف وحيدا مناجيا، ولا احد يسمع أو يجيب.
في تلك الباحة الواسعة، وقف الشباب كل يحمل ريشته وألوانه، ألوان شاؤوا أن تكون محملة بلون الوجع تعبيرا عن الحزن والالم لما يحدث مع الاقصى. فكان لنصرته معنى خاص ونكهة مختلفة، فلا خطابات رنانة تخترق حاجز الإحتفال، ولا شعارات سياسية فارغة مركونة هنا وهناك، وحدها تلك الالوان كانت تتمدد بيد الشباب لترسم لوحات تشكيلية خيالية ممزوجة بروحية الواقع الذي يظهر الخيانة والاستسلام لدى العرب. هذا ما نطقت به اللوحات، وكأنها تتحضر لانطلاق ثورة جديدة، لا بالتحرك السلمي ولا المسلح بل بالألوان.

لا شك أن الفن بحدّ ذاته ثورة، والصورة أصدق إنباء من الكلمة في كثير من المحافل بل "يمكن أن تكون عابرة للقارات، ولا تتعرض للقرصنة ولا للتعتيم الإعلامي الذي يحيك في أغلبه مؤامرة فتاكة ضد الأقصى"، قالت فاتن دهيني وانتقلت لتكمل صناعة قرار ثورتها من خلال لوحتها التي أطلقتها "بروحية سريالية، وطابع تشكيلي"، هذا التمازج أعطى للوحتها "القناع الخفي"، حسب فاتن لأن الالوان جاءت من حرقة وقهر على أمّة تساند إسرائيل وتعاند الاقصى.

في تلك الساحة التي إفترشت بعشرات من لوحات طلاب "الغرافيكس-ديزاين"، طلاب شاؤوا أن يناصروا الأقصى على طريقتهم، بفنهم الذي "هو أسلم طريقة اليوم" وفق تعبيرهم، اطلقوا العنان لأفكارهم وألوانهم خدمة للقضية، فجاءت رسوماتهم أشبه "بقنبلة عنقودية موقوته"، هذا ما دلَت عليه لوحة وسيم الجواد، الذي شاء أن يجسد "الهوة العنقودية" في رسمته " تلك القنبلة هي العرب أنفسهم والشرق الأوسط معه"، في حنكة رسام "كي تكون جواز سفر لتلك الثورة، بالفن والصورة واللوحة، أردت أن أكسر حاجز الصمت وأشيّد السد المنيع، أي نحن الشباب".

تلك الثورة تلقفتها أمال حمدان وإسراء سبيتي وفاطمة عميص ونور نصور، في صورة تجريدية، نقلت الحقيقة بواقعية وصدق، فجاءت بمثابة إنذر أخر، ووفقا لإسراء: "الفن التشكيلي الواقعي يجذب أكثر ويصل الى أبعد من إطار الصورة التي تحمل الكثير من الأهداف، ورسالتها للعالم العربي برمته، الذي للأسف لا يعترض على الهمجية الصهيونية بل يقف موقف المتفرج دون ان يرى. وتضيف "إدخال الصوّر الواقعية بالرسم يأتي أقوى وأشد وطأة".

"الأقصى وحده يقف، الأقصى يناشد، و"المنكوش" الصهيوني ينغرس داخله يحاول أن يقتلعه"، هكذا عبر حسين حماده عن لوحته الذي جاءت كحد السيف، كذلك إبراهيم ناجي وعلي أيوب الذين شاركا حمادة بالرسمة لفتا الى "أننا أردنا أن نقول أن الرسم يساعد على أن يكون الجسر العبور الأخر نحو الحقيقة التي يُعتم عليها، من هذه الهوة المظلمة ولدت لوحتنا".

بإختصار شكلت حرية مناصرة الاقصى باللون والريشة لدى الشباب فسحة حرية نحو ثورة اخرى، فهل من يتلقفها ويقراها بحقيقتها؟
  

السابق
إيلي كيروز: على النائب سليمان فرنجية إلى الإبتعاد عن منطق التجريح
التالي
حرفة وعبقرية النكد من يتقنها اكثر … المرأة ام الرجل ؟