حرفة وعبقرية النكد من يتقنها اكثر … المرأة ام الرجل ؟

صراع دائم وقائم منذ الازل من ينكد اكثر في المنزل الرجل ام المرأة؟
إذا عدنا للمرأة فهو شريك العمر وحبيب القلب المقبول على كافة مساوئه، فهو من اكمل وحدتها وهي من اكمل له نصف دينه ..هذا على وجه الإجمال… اما الرجل فما من شكّ انه  فخور بهذه المرأة التي ارتبط بها واستطاعت ان تفوز به على الرغم من وفرة الفتيات… هذا في المبدأ لكن الامور تختلف عندما تراقب من داخل المنزل عن خارجه !

الاعجاب مازال حاضرا وبقوة بين الطرفين، فطريقة معاملته لها امام اصدقائه تسحرها وتشعرها بأنوثتها، اسلوبها في الكلام وطريقة جذبها للحاضرين بأناقتها وجمالها يشعرانه انه فاز بجائزة "غرامي" وانه العبقري الذي احسن الاختيار … هذا في الخارج. اما في داخل المنزل فالمرأة تقوم بالتنكيد عادة لاسباب عديدة قد يكون غيرة او شعورها بالقهر من زوجها الديكتاتوري او لعدم فهمه اياها فغالبا ما تضطرب الامور بينهما فتلجأ "للنق" محاولة بذلك لفت انتباه شريكها انها تتمنى شيئا معينا إلا انها  تجده منصرفا لاتمام اعماله او مشاهدة مباراة كرة قدم او متابعة الاخبار والبرامج الحوارية… وفي معظم الاحيان تواجهه بعبارة "ليش انت هيك؟"، ودائما ما يكون الرد اما بالصمت او بتغيير الموضوع، وإن حكي فيكون الرد "كيف هيك؟"..فيأتي الردّ بهالة من طقوس الغضب والانفعال .. ومن هنا يأتي النكد. 


هذه بعض الاسباب التي تجعل من المرأة "نكدية".. لكن هناك تفاصيل بسيطة داخل المنزل، يمكن ان توضح من "ينكد عيشة من" ؟
فكم من الاسئلة الصغيرة التي يطرحها الرجل تنكّد عيشك وتقفين امامها غير مصدّقة ما تسمعينه وترينه؟ فعلى الرغم من انه قادر على التفوق في عمله، ويعمل لاكثر من عشر ساعات في اليوم …إلا انه يسألها "وينك شو عم تعملي؟" بعد الساعة الثانية صباحا!  وفي كل صباح يسألها السؤال نفسه، "أين المناشف؟" وتكرّر له الإجابة عينها يومياً: "في الخزانة على الرف". كما يقف مشدوهاً امام البراد مستغربا ما في داخله او حين ينظر للمملحة الفارغة "يشقلبها" بإعجاب سائلاً ومتسائلاً: "كيف تُعبّأ؟"،  أمّا حين تنظف المنزل وهو جالسا على الكنبة وفي يده "ريموت كنترول" يقلب ويبحث عن برنامج يعجبه ومع كل قناة ينظر اليها بطرف عينه متأففا "مطولي..بعد ما خلصتي"، واذا ما تأخرت اكثر يصرخ قائلا: "دوبتي البلاط"!!  وما يثير التعجب اكثر مسألة اختيار الملابس فمع كل كنزة يختارها يسقط كل ما هو فوقه وما هو تحته وعلى جانبيه، تنظر اليه مبتسمة، لكنه يسارع لرفع كل ما اسقطه ويرميها داخل الخزانة او يتركها على الارض ويكمل اللبس! والاكثر غرابة هو عندما تسأله في الصباح "شو بدي اطبخ" ويخبرها عما يحلو له وحين يعود الى المنزل وعلى الرغم من انه يعلم ما اعدته للعشاء يجلس على المائدة واول سؤال "شو طابخة؟"..وليزيد النكد يعلن انه لا يحلو له الطعام فيتناول الأجبان والزيتون، علماً انه هو من طلب ذلك.
 أما المصيبة الاكبر، عندما ينقطع التيار الكهربائي ليلاً، ويبدأ البحث عن الشموع … وأخيراً وبعدما أقام الدنيا وأقعدها يجدها، ومن ثم يبدأ الصراخ "وين الكبريت؟" مع العلم انها دائما ما تكون في مكانها داخل الدرج في المطبخ.

هذا غيض من فيض ما يحدث من عمليات "التنكيد"، فإن كانت المتطلبات العديدة للمرأة نكدا بالنسبة للرجل، فإن بعض التفاصيل الصغيرة كالتي ذكرت سابقا تثير غضبها وتنكد عيشتها.علماً ان القليل من الإنتباه من قبله، خاصة في الامور البديهية التي لا تتطلّب فلسفة ولا شهادات ولا عبقرية تجنبهما العديد من المشاكل وتخفف من نسبة النكد في المنزل. 

 

السابق
مناصرة الاقصى باللون والريشة تطلق ثورة شبابية جديدة بالالوان
التالي
عبود: التوترات في المنطقة أدت إلى إنسحاب معظم المستثمرين الأجانب