جبال البطم: حيّ معزول من الخدمات ومحاصر بالحرمان

"إنقطاع شبه دائم في التيار الكهربائي" ليست جملة غريبة عن الآذان اللبنانية لكنّ "الإنقطاع الدائم في التيار الكهربائي، وانقطاع مياه الشرب، والطرق غير الصالحة لعبور السيارات"، في قرية واحدة، لهي غريبة "بعض الشيء.

هذه هي حال أهالي "حيّ المشاعب" في بلدة جبال البطم، ذاك الحيّ الذي صار أشبه بـ"الخربة"، إذ يفتقد الى البنى التحتية السليمة. فهو يضم أكثر من 10 منازل مأهولة: "عندما كانت منازل الحيَ تقتصر علينا قمنا بجرف الطريق وتزفيتها على نفقتنا الخاصة، لكن بعد أن بدأ عدد البيوت يتزايد قامت البلدية بجرف الطريق بغية تزفيتها من جديد وتوسيعها وللأسف لا تزال على حالها، بالإضافة الى الحفر والعشب والحجارة المتطايرة على جانبيها"، يقول أحد سكان الحيَ، ويضيف:" منذ سنة إلى الآن سياراتنا لا تفارق الميكانيكي، كل يوم في التصليح، وكل يوم نلجأ الى البلدية مطالبين بتزفيت الطريق ولكن عالوعد يا كمون".

أمَا فيما يتعلَق بالكهرباء فيقول آخر: "الكهربا ماشاء لله إذإ إجت بتيجي 10 دقائق، والسبب هو بُعد الحارة عن الضيعة وعدم تحمُل المولّد الأساسي للبلدة ضغط كل الخطوط. لكن ما ذنبنا ؟ البلدية بحسب علمنا قامت بتقديم طلب الى الشركة لتركيب محوّل أكبر يتحمّل ضغط كل منازل البلدة، الشركة وافقت لكن لماذا لم يتم التركيب حتى اليوم؟".

وللمياه حكاية أخرى فأهالي الحيّ يقولون إنّهم مدّوا وصلات إشتراك مؤخرا بشبكة المياه التي تغذّي القرية، رغم أنّها متقطّعة أقرب إلى الغياب منها إلى المياه وقد انقطعت كلياً منذ 4 شهور. ويروون أنّهم لجأوا إلى البلدية ليتبيَن أن هناك عددا من المنازل التي يسرق أصحابها المياه مما يعيق وصولها الى الحيّ المعزول والمحاصر، وبعد أن قام السكان المحرومين من الخدمات بتوصيل أصواتهم الى شركة المياه أرسلت مندوبين لإزالة المخالفات فما كان من المخالفين إلا أن قاموا بقطع الطريق أمام موظفي الشركة وحاولوا إحراق الجرافة.

رئيس البلدية محمد خيامي قال لـ"جنوبية" إنّ "الطريق كانت عبارة عن أرض زراعية وما قام به الأهالي ليس سوى شق الطريق، الى أن قمنا ببناء جدران على جانبيها وتقدمنا بطلب الى وزارة الأشغال لتزفيتها وتمّ ذلك منذ 3 أشهر. والكل يعلم أنّ الموافقة على الطلب تحتاج الى سنه تقريبا".
 
وعن مشكلة الكهرباء علّق خيامي بأنّ "البلدية تقدمت بطلب الحصول على محوّل كبير وجديد للبلدة والإستغناء عن القديم لصالح حيّ المشاعب، والطلب قُدّم الى شركة الكهرباء والى مجلس الجنوب إلاّ أنّ المماطلة ليست منّا بل من الشركة بحجّة أنّ هناك العديد من يريد محوّلات جديدة وتنتظر الشركة وصول المحوّلات من الدولة المصدّرة".

"والمياه قصّة القصص"، هكذا وصفها خيامي: "الخزان الذي يوزّع المياه على أهالي البلدة موجود في أعلى جبل ويجب أن تصله مياه الشركة مباشرة، إلاّ أنّ هناك عددا من المعتدين على خطوط المياه ويقومون بالسرقة مما يعيق وصول المياه الى الخزان وبالتالي يتسبب بقطع المياه عن غالبية أهل القرية".

ولحل المشكلة، يضيف خيامي: "تابعنا كبلدية الموضوع مع الدولة وطلبنا من الشركة التوجّه الى البلدة لإزالة المخالفات فما كان من بعض المخالفين إلاّ أن قاموا بقطع الطريق ومنعهم من الإزالة".

وعن مدى مونة رئيس البلدية على بعض هؤلاء المخالفين بعدم التسلّط على سلطة الدولة وتركها تمارس عملها أجاب: "لا أملك ولا حتى 1 % من المونة عليهم والسبب في ذلك مردّه خلافات عائلية منذ فترة الإنتخابات البلدية"!! 

السابق
لبنان: رئيساً لمجلس الامن الدولي… هل من مهتم ؟؟
التالي
سليمان وصل الى نيويورك وترأس اجتماعا لاعضاء الوفد المرافق