اليوم الأول من «المهني».. متوسط

تستسلم سارية وتقدم مسابقتها للمراقب بعد أقل من نصف ساعة على بدء الامتحانات الخطية للتعليم المهني والتقني، في البكالوريا الفنية – اختصاص المحاسبة (BT). الأسئلة صعبة بالنسبة لها، «لم أكن أتوقع أن تكون الأسئلة صعبة لهذه الدرجة». لكن ما أخفته سارية الحامل بشهرها السادس، أنها كانت تمني النفس بإلغاء الامتحانات، والحصول على إفادة بدل الشهادة «أريح لنا ولغيرنا».

أما «لارا م.» فقد وصفت المسابقة بـ «المبكلة»، ولم تحملها أعصابها على التريث لعلها تستطيع حل الأسئلة، فحاولت الغش عبر زملاء لها، فتم تنبيهها أول مرة، لكنها لم تمتنع، وفي المرة الثالثة طلب منها المراقب مغادرة الغرفة 317 في مجمع بئر حسن المهني. فخرجت مع «كمية» من كيل الشتائم، فما كان من المراقب العام إلا أن أجبر «لارا» التوقيع على الانسحاب من الامتحانات، أو تحويلها للتفتيش والأمن.
حاولت «لارا» تبرئة نفسها من تهمة الغش، «شو فيها إذا الواحد سأل سؤال.. نحن بدنا مساعدة بس الأساتذة ما بدهم من أول يوم..».
تستمع المعلمة أمال ح. لما تقوله «لارا»، وتهز برأسها استغراباً لما تتفوه به من كلام غير منطقي. تقول أمال: «أنتظر طلابي لمعرفة ماذا فعلوا في امتحان تاريخ الفن (فنون وإعلان – BT)، شعوري يقول أن 16 طالباً العام المقبل إلى الجامعة لدراسة اختصاص «الغرافيك ديزاين». ولدى بدء خروج طلابها والبسمة على وجوههم، انفرجت أسارير المعلمة، «إن شاء الله كلهم رايحين الجامعة السنة الجاية».

تتمنى زميلتها المراقبة التوفيق للطلاب، وتتمنى ألا يأتي أسمها للمراقبة في العام المقبل: «للسنة الثانية، وأنا عم راقب الامتحانات.. عشرين يوم دفعة واحدة، مع ثلاث أحاد.. ليش ما بصير مداورة؟». اعتراض المراقبة، نابع من الضغط الذي تعانيه طوال فترة الامتحانات. وفشلت المراقبة في نقل الاعتراض لوزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، في خلال الجولة برفقة المدير العام للتعليم المهني والتقني أحمد دياب لتفقد الامتحانات الخطية للتعليم المهني والتقني في اليوم الأول من المرحلة الأولى لهذه الامتحانات، بعدما أحالها على المدير العام.
يؤكد دياب لـ «السفير» أن جميع الأساتذة من ملاك وتعاقد يساعدون في أعمال المراقبة، وأن هناك حالات خاصة يتم فيها السماح لأستاذ بالتغيب، وهذه الأمور يتابعها رئيس كل مركز.
في الجولة التفقدية، بعد جولة بو صعب، يبدي دياب انزعاجه من بعض التراخي في الدقائق الأخيرة من الامتحانات، ولجهة تسليم المسابقات، مجموعات بدل كل طالب وحده، ويعطي تعليماته بعدم تكرار الحادثة، خصوصاً أن الأنظار تتجه إلى التعليم المهني، الذي بات طلابه نحو ثلاثين ألفاً، أي العدد ذاته في التعليم الأكاديمي.

ويشير إلى وجود نقص في أعداد المراقبين الاحتياط للعام الحالي، خصوصاً أنه تم توزيع المراقبين على 29 مركزاً في المناطق اللبنانية كافة. ويلفت إلى أنه فور انتهاء المرحلة الأولة التي تستمر خمسة أيام (تجري امتحانات المهني على أربع مراحل)، تبدأ في اليوم السادس عملية تصحيح المسابقات، من أجل الإسراع في إنهاء الامتحانات قبل عيد الفطر.

في الجولة، حاور بو صعب المرشحين الذين كانوا يتقدمون إلى مسابقات مختلفة في المحاسبة والعلاقات التجارية والديكور والتجميل الداخلي، والتسويق وكانت هذه المسابقات موزعة بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنكليزية، وكان يتأكد مما إذا كانت الأسئلة من المنهج، ويستوضح مدى استعداد المرشحين لها، وقد لاحظ أن التلامذة المستعدين كانوا ينهون مسابقاتهم قبل الوقت المحدد بكثير وينتظرون المسابقة التالية. جميع التعليقات في غالبيتها وصفت المسابقات بأن صعوبتها متوسطة ومقبولة، فيما وجدتها قلة من التلامذة بأنها صعبة، وذلك بحسب الاستعداد لدى كل متعلم.

وأبدى الوزير إعجابه بدقة التنظيم الإداري واللوائح التي تتضمن أسماء المرشحين وأرقامهم وصورهم الملونة بحيث أنه يتعذر أن يتقدم مرشح مكان الآخر.
واشار بو صعب في ختام الجولة إلى ارتياح الطلاب للأسئلة «تأتي من ضمن المناهج، وبالتالي فإن صعوبتها هي رهن باستعداد التلاميذ»، لافتاً إلى أن العدد الإجمالي للمرشحين للامتحانات الرسمية في التعليم المهني والتقني يبلغ نحو ثلاثين ألف مرشح، ويتقدم في اليوم الأول ثمانية آلاف مرشح.
وعن التلامذة السوريين النازحين، قال بو صعب: «هناك عدد من التلامذة النازحين يتقدمون من هذه الامتحانات، وإن خطتنا تقضي بفتح المجال أمامهم لدخول التعليم المهني والتقني لكي لا يتسربوا من التعليم العام إلى الشارع وهم صغار وسوف يتم ذلك ابتداءً من العام المقبل».

(السفير)

السابق
حرب بين الاعتدال والتطرّف
التالي
ارتفاع محصلة ضحايا موجة الحر في باكستان الى اكثر 450 شخصاً