فضل الله: لتطويق محاولات احداث فتنة في المنطقة وتحريك عناصرها في لبنان

استقبل العلامة السيد علي فضل الله رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا الشيخ عبد اللطيف دريان على رأس وفد من قضاة المحاكم الشرعية، وكان عرض للوضع الإسلامي العام، وتطورات الأوضاع اللبنانية، وسبل حماية الوحدة الإسلامية، وتعزيز العلاقات والتواصل بين المسلمين.

دريان
وتحدث الشيخ دريان عن "الإرث الإسلامي الكبير الذي تركه سماحة المرجع الراحل، السيد محمد حسين فضل الله، والذي يهم المسلمين جميعا، لأنه لا يتصل بمذهب إسلامي واحد، بل بالمسلمين جميعا، معربا عن اطمئنانه إلى استمرار هذا الإرث الذي يحمل كل عناوين الوحدة الإسلامية، من خلال نجله سماحة السيد علي فضل الله، والمدرسة الفكرية والشرعية والسياسية التي أسسها".

أضاف: "ما يشغلنا هو وحدة الصف الإسلامي، فليس المهم عقد المزيد من المؤتمرات الإسلامية، وإطلاق عبارات الوحدة، بل التقارب الميداني والعملي، وعلى كل المستويات، وعدم اقتصاره على القيادات، وأن نتواصل روحيا وأخلاقيا من خلال أدب الحوار وقواعد أدب الاختلاف التي أكدها الإسلام، فالاختلاف غنى، وهو مطلوب، ولكن الخلاف هو الذي يؤدي إلى التنازع والتباعد، وهو المرفوض".

وشدد على "أن يعي الجميع أهمية الوحدة عموما، والوحدة الإسلامية خصوصا، متمنيا النجاح والتوفيق لمدرسة السيد فضل الله، التي هي مدرسة وحدة وحوار ومؤسسات تسعى لحماية المستضعفين والأيتام وأصحاب الحاجات"، مؤكدا "التعاون مع هذه المدرسة وهذه المؤسسات إلى أبعد الحدود، وبما يصون الوطن والمواطنين ويحفظ كرامة الإسلام والمسلمين".
فضل الله
من جهته، أثنى العلامة فضل الله على جهود الشيخ دريان وحركته الميدانية والعلمية في مجال حفظ مسيرة الوحدة الإسلامية، شاكرا إياه على ثقته بما يمكن أن تقدمه مؤسسات سماحة المرجع فضل الله من إضافة عملية لمسيرة الوحدة والحوار في لبنان، مؤكدا أهمية أن تكون المؤسسات الإسلامية كلها مؤسسات جامعة، وتحتضن الجميع من سنة وشيعة، وتنفتح على الآخرين.

ورأى فضل الله أن "علينا أن نتحرك جميعا، وضمن إمكانياتنا، لتطويق كل المحاولات الرامية لإحداث فتنة في المنطقة، وتحريك عناصرها في لبنان، مشيرا إلى أن أعداء الأمة ليسوا ضد أي نوع من أنواع الفتنة أو الاقتتال الداخلي في بلادنا، شريطة ألا تصل نيران هذا التقاتل إلى الكيان الصهيوني، ولذلك فهم يريدونها فوضى مرسومة، ولها سقفها وبرنامجها ومسارها الذي لا يتناقض مع مصالحهم. أما نحن، فعلينا أن نتصدى لكل ما من شأنه إثارة الفتنة وتعريض أمن بلداننا ووحدتنا الإسلامية للخطر، لتكون أولوياتنا هي أمننا الداخلي وأمن أمتنا ومصالح شعوبها، لا أمن الآخرين ومصالحهم".
ولاحظ أن هناك من يعمل لإفشال تجارب الحركات الإسلامية في العالم العربي، ليقال ان الإسلاميين أصبحوا في الواجهة، ولكنهم عاجزون عن بناء الدولة على أسس حديثة ومتينة، مشددا على أن تتضافر جهود كل الدعاة والوحدويين الإسلاميين من سنة وشيعة، لدعم الحركات الإسلامية المنفتحة، وتقديم النصيحة لها بدلا من رجمها بالحجارة وكيل الاتهامات لها، والعمل لضمان نجاح تجاربها.

وأكد "أن علينا ـ بحسب إمكانياتنا ـ ألا نسمح للاعبين الكبار أن يتحكموا فينا، حتى لا نسقط كضحايا في لعبة المستكبرين، وأن نكون مع حركة الشعوب، لأنها تمثل صمام الأمان في ما يتصل بقضايا الأمة وقضية فلسطين".  

السابق
سامي الجميل: الحياد مطلبنا واللامركزية الموسعة قد تطمئن جميع اللبنانيين
التالي
ابو سعيد كشف لسفير الصين عن معلومات تتعلق بالمخطوفين اللبنانيين