لاحظت "المستقبل" أن الحكومة "الميقاتية" رضخت ووعدت بتنفيذ كل المطالب المرفوعة في وجهها وعلى حساب تحميل الدولة مليارات الليرات غير المرصودة في مشروع موازنة العام 2012، علماً ان راعيها قرر ان التحرك "ممنوع في ظل الأوضاع الراهنة". وهكذا، وبسحر ساحر، صدر "أمر اليوم"، فأعلن قطاع النقل البري إلغاء اضرابه الذي كان مقرراً اليوم، وتبعه قطاع الأفران، والبقية ستلي حتماً.
ذكرت "المستقبل" أن أصحاب الأفران تمكنوا من فرض كلمتهم، وأبلغ وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس رئيس "اتحاد نقابات الأفران في لبنان" كاظم ابراهيم هاتفياً الموافقة المبدئية على الشروط التي حددها الاتحاد لإلغاء الإضراب"، وبذلك أرغمت الحكومة على دفع 70 ألف ليرة كبدل دعم عن كل طن طحين تستخدمه الأفران في إنتاج الخبز العربي.
لكن أزمة الرغيف لن تنتهي فصولاً مع إقفال ملف الأفران، بعدما بدأت المطاحن تطالب بزيادة سعر الطحين الذي تسلمه الى الأفران جرّاء ارتفاع أسعار القمح عالمياً، من 510 الى 600 ألف ليرة لكل طن، ما يرفع تكلفة الدعم الى نحو 40 مليون دولار سنوياً.
ورأت "البلد" ان الانفراج السياسي ترافق مع انفراجات واسعة على جبهة الاضرابات العمالية في ضوء الغاء اضراب اصحاب الافران بعد اتفاق مع وزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحاس على دعم طن الطحين ب70 الف ليرة لبنانية اي ان تتسلم الافران طن الطحين من المطاحن ب440 الف ليرة بدلا من 510 آلاف ليرة والغاء اضراب اتحاد النقل البري المقرر اليوم الى الخميس المقبل في 26 نيسان الجاري، بعدما تمنى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والوزراء اعطاءهم مهلة زمنية لانجاز الاجرءات والترتيبات الادارية والمالية والحسابية اللازمة .
لفتت "الجمهورية" إلى انّ وزير الاقتصاد نقولا نحّاس، الذي أبرم الإتفاق، قال لاحقاً إنّه غير مقتنع به، ملمّحاً إلى أنّ الدعم قد يذهب في اتّجاهات لا تتماشى مع الهدف من إقراره.
ومن خلال هذا الكلام، بدا لـ"الجمهورية" انّ الحكومة التي تشعر بالضغوطات التي تتعرّض لها في ساحة النجمة، قرّرت تخفيف الضغط الشعبي عنها، بدفع الثمن مؤقّتاً من أموال الخزينة. لكنّ السؤال، إذا كانت الحكومة نجحت في عزل السائقين عن بقيّة المواطنين، ونجحت كذلك في معالجة مطالب الافران من خلال دعم الطحين الذي سيستخدم القسم الاكبر منه في تصنيع منتجات غير الخبز، لا تخضع لتحديد سعر المبيع كما هي حال الرغيف، فما عساها تفعل غداً مع الاتّحاد العمّالي العام الذي قرّر الإضراب والتظاهر في 3 أيّار؟
