نازك الحريري: بناء المستقبل العربي ليس مستحيلا بل موضوع إرادة وتعاون بيننا كأمة

وجهت السيدة نازك الحريري، كلمة في الذكرى السابعة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري، قالت فيها: "نلتقي اليوم في رحاب سبع سنوات، من عمر الشهادة.
وترتدي الذاكرة مشاهد الأمس الجميل، المرسوم بألوان الخير وبأجنحة المحبة البيضاء.
في العين يسكن طيفك الحبيب، والقلب مشتاق إليك يا رفيق الدرب والحياة.
تناجيك الروح، والأيام التي كتبتها في سطور من مجد ومن عطاء.
والنفس تميل الى ذلك الماضي الذي لن يغيب أبدا، لأنه ولد من أحلامك المستقبلية، ومن طموح يسابق الرياح، ويشمخ كالعزة شموخ العلى".

اضافت:"في مثل هذا النهار، كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري يغادر المجلس النيابي، والأمل بلبنانه الموعود يعانق ملامح وطن للجميع، وأرض للحرية. كانت أفكاره تنسج حبال الشراكة مع الإخوة والأخوات في بلد واحد موحد.
كان يبني في حدائق المخيلة دولة القانون، وديموقراطية العدل والتسامح، فيما كانت يد حاقدة تتربص به، وبمسيرة عمره الذي وهبه لنضال متسلح بالإيمان والصبر، وبمشاركة الغير في ما وهبه الله سبحانه وتعالى من الرزق والخير.
على طريق عبدت بالموت، كان يخطط للحياة… وفي غفلة من تلك السحابة السوداء، التي أسدلت عباءة الحداد على الوطن، نهضت آماله وأحلامه تنبض بنداءات شعب يطالب بالحقيقة والعدالة والحرية، لأجل لبنان، ولأجل جميع الشهداء الذين قدموا أنفسهم روحا لإنتفاضة السيادة والإستقلال.
هذا المشهد التاريخي الذي تداخلت فيه حدود الموت والحياة، في ساحات لبنان نراه اليوم في مدائن عربية تمتزج أحزانها بأناشيد الحرية وبالآمال المعلقة على غد لعله يكون أفضل".

واشارت الى ان "النظر إلى واقع أمتنا العربية، ورؤية الأبرياء يسقطون كل يوم، وسط أصوات الأمهات الثكالى بأطفال من عمر الياسمين، يصيبنا بالألم وقد يدفعنا إلى مشارف اليأس. ولكن، في هذا اليوم الذكرى، تراودني كلمات لشهيدنا الغالي، قالها خلال افتتاح مؤتمر عن مستقبل العالم العربي استضافته إمارة دبي في كانون الأول 2004.

وقد قال: إن التحديات التي أمامنا ليس من اليسير مواجهتها، إلا إذا أحدثنا تغييرا أساسيا في ملفات إستراتيجية أخرى، أبرزها التعليم والبنى التربوية، وأعطينا قدرا كافيا من الاهتمام لتنمية الموارد البشرية، من خلال تطوير التعليم والتدريب وإعادة التأهيل. إن بناء الإنسان العربي هو أهم استثمار يمكن أن يقوم به العالم العربي اليوم، وبدونه لا مستقبل لنا".

وأردفت: "نعم، إن بناء المستقبل العربي في ضوء تحديات العصر، ليس مستحيلا ولا هو ضرب من الخيال. إنه موضوع إرادة وتعاون بيننا كأمة، وشراكة عربية بناءة مع سائر شعوب العالم. إنه التغيير القائم على تنمية الإنسان العربي وتطوير قدراته وعلى تعزيز حقه في العيش الكريم تحت سقف القانون وتحت لواء الديموقراطية المتحضرة".

ورأت أن "التحديات من حولنا صعبة، في الداخل وفي الخارج. والحل هو أن ننظر تماما كصاحب الذكرى التي تجمعنا اليوم، إلى نصف الكأس الملآن، أن ننظر بقلوبنا وبعقولنا الحرة إلى مستقبل الإنسان العربي، وأن نقتنع بأن المحبة وحدها تبني الأوطان الحرة وبأن القيم الكونية التي تقوم على حق الإنسان في مقومات الحياة وخصوصا في العلم والمعرفة تشكل المسلك الآمن في اتجاه الوطن العربي المتقدم والديموقراطي.
إنه الوطن الذي أراده الرئيس الشهيد رفيق الحريري والذي نريده جميعا. وسوف يتحقق بمشيئة الله وبعملنا الجدي على نقل المجتمع العربي إلى موقع المبادر والقيادي ليس فقط في تقرير مستقبل منطقتنا وإنما أيضا في أن يكون شريكا في الحوار حول المسائل التي تقرر مصير عالمنا".

وختمت: "نرفع الدعاء للمولى عز وجل ليشمل برحمته روح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وجميع الشهداء الأبرار. اللهم اجعل الجنة خير دار ومستقر لهم، وأنعم علينا بالتقوى وبالصبر على فراقهم.
اللهم احفظ أمتنا وأوطاننا من القهر ومن الفتن، وألف بين قلوبنا واجمعنا على محبتك وعلى الخير والمودة، وارفع عنا المظالم بنور هديك وبالحق والحقيقة، واجعل عدلك كلمة فصل بيننا، وأقم العدالة على كل من ظلمنا وحرمنا من عزيز غال علينا. وإلى ملتقى قريب في أرضنا الحبيبة بإذن الله تعالى".  

السابق
جنبلاط ل”الأنباء”: لتجنيب طرابلس الاحتقان المذهبي
التالي
نعيم قاسم: لن نسمح بإدخال اسرائيل من الشباك بعد طردها من الباب