نعيم قاسم: لن نسمح بإدخال اسرائيل من الشباك بعد طردها من الباب

رأى نائب الامين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم في كلمة القاها خلال احتفال لجمعية التعليم الديني الإسلامي في ثانوية البتول، "اننا نواجه خطرا كبيرا من الاستكبار العالمي الذي واجه عجزا في الاحتلال العسكري المباشر، فلجأ إلى تكثيف حربه الناعمة من خلال الأفكار والمفاهيم ووسائل الإعلام والشعارات التي تركز على مادية الإنسان وشهواته وملذاته، في مقابل أي أمر آخر، بعيدا عن الحق وعن القواعد التي يمكن أن تعتمد".

وشدد قاسم على "أننا مقاومة في كل لحظة، ولا نخشاهم أبدا، ونحن نفتخر بشعاراتنا التي تتضمن حمل السلاح واستمراره وثباته، وهو الشعار الذي حقق طرد إسرائيل"، مشيرا الى "أننا لا نقبل من أحد أن يدخل اسرائيل من الشباك بعدما أن أخرجناها من الباب، عبر شعارات جوفاء لا قيمة لها".

وسأل: "لماذا منعت فرنسا الحجاب في الجامعات والمدارس؟ لماذا منع بعض الأوروبيين الحجاب في المؤسسات العامة؟ مع العلم أن عدد المحجبات في المدارس والجامعات قليل، وهذا لا يؤثر في بنية التدريس والتعليم، بل لانهم يخافون من هذا الشعار الفاضل أن يصبح سببا لاستعادة العديد إلى الفضيلة، بينما يريدون إبقاء المجتمع في دائرة الرذيلة والانحراف والانحطاط".

وأكد قاسم "أننا نؤمن بأن الاستقرار في لبنان إنجاز كبير ويجب أن نحافظ عليه، وهذا أمر لافت في مواجهة العواصف الكثيرة التي تحيط بمنطقتنا، ولم يكن ليتحقق لولا هذه النتائج التي وصلنا إليها في تشكيل الحكومة وفي قراراتنا أن نعمل لوأد الفتنة، ونمنع الاستفراد أو غلبة طائفة على طائفة أو جهة على جهة، ونقبل بكل العناوين القانونية التي تحكم خيارات الناس وفق ضوابطها، وقد خضنا تجارب الانتخابات ونجحنا في أماكن وفشلنا في أخرى، ولم نستخدم هذه القوة التي يملكها حزب الله إلا في مواجهة إسرائيل حصرا، لأن هذه القوة ليست للغلبة السياسية، ولا لتغيير موازين القوى في الداخل، ولا من أجل الحصول على وزارة إضافية أو موقع نيابي إضافي أو إدارة عامة أو ما شابه، هذه الأمور تخطيناها من البداية، ولا نسأل إذا كان عدد النواب عندنا عشرة أو عشرين، أو عدد الوزراء اثنين أو خمسة، إنما ما يهمنا أن يبقى لبنان محصنا من الرياح العاتية التي تأتي من إسرائيل وأميركا، وأن يكون سيدا في قرارته، ولنختلف في الداخل بالتفاصيل الصغيرة ما شاء من أراد المناكفة والاختلاف، شرط ألا يتحول هذا الأمر إلى فتنة أو استدراج السلاح الميليشيوي الذي يؤدي إلى تخريب البلد، أو يؤدي إلى فتح البلد أمام الأعاصير الأخرى لمصالح خارجية لا علاقة لها بمصلحة لبنان".

وقال: "نحن نعتبر أن جهوز المقاومة بأعلى وتيرة من الأداء، هو السبب الذي حمى لبنان منذ سنة 2006 حتى الآن، ولو لم يكن هذا الجهوز قائما لقتلت إسرائيل علنا، ودخلت بعض القرى من دون أن تسأل عن أحد، ولكن ما يردعها هو الخوف من رد الفعل الموجود عند المقاومة، وهذا محل فخر واعتزاز واقتناع في آن معا، اليوم تتشكل المنطقة بشكل جديد، وهي في حالة عدم توازن، وربما يكون عام 2012 هو عام التشكل في نهايته لتتبين الأمور بشكل واضح، لم تستقر الدول المختلفة التي حصلت فيها ثورات حتى الآن، ولم يستقر الوضع العالم، لأن أميركا تحاول أن تسرق هذه الثورات، وشعوب المنطقة تعمل من أجل أن تحمي نفسها من رياح أميركا وإسرائيل، وبالتالي هذا الصراع خلال هذا العام قد يبرز نتيجة معينة لشرق أوسط لن يكون إن شاء الله تعالى شرقا أميركيا وإنما هو شرق الشعوب".

وأضاف: "اليوم كل محور المقاومة والممانعة من إيران إلى سوريا إلى "حزب الله" إلى "حماس" إلى العراق وأفغانستان، هو محور دفاعي وليس هجوميا، نحن لم نشكل محورا رسميا جمعناه ووضعنا له أمانة عامة وكيفية الإدارة، وإنما هؤلاء الأعداء وعلى رأسهم أميركا ومجلس الأمن وطريقة الأداء ضغطوا على هذه القوى المختلفة التي يجمع بينها المقاومة والممانعة فأصبحت بشكل طبيعي متكاتفة ومتعاونة بالحد الأدنى الممكن، وفي حالة دفاعية لمواجهة هذه التحديات".

وتابع: "عندما تتحدث المقاومة أو البلدان الممانعة عن حقها في الدفاع والمقاومة، تقوم الدنيا ولا تقعد، لن نرد عليهم إلا في الميدان، وإذا أرادوا أن يجربوا فنحن لها".  

السابق
نازك الحريري: بناء المستقبل العربي ليس مستحيلا بل موضوع إرادة وتعاون بيننا كأمة
التالي
فتفت: نطمئن بأن العدالة آتية والوصول الى الحقيقة لا مفر منه