جنبلاط ل”الأنباء”: لتجنيب طرابلس الاحتقان المذهبي

أدلى رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط بموقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الصادرة عن الحزب التقدمي الاشتراكي، ومما جاء فيه: "في الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، نستذكر مآثره الوطنية الكبيرة وصفاته الاستثنائية، فهو كان رجل دولة مميزا نادى بالحوار بين اللبنانيين في أحلك الظروف وأكثرها توترا، ورفض القطيعة في ما بينهم، وسلك درب الاعتدال في مواقفه وخطاباته السياسية ومقارباته العامة. وهو الذي وظف وسخر كل علاقاته الدولية والعربية في خدمة المصلحة الوطنية اللبنانية، بعيدا عن الحسابات الفئوية أو الشخصية".

أضاف: "لقد آمن رفيق الحريري بفلسطين والقضية الفلسطينية ودافع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في كل المحافل العربية والدولية، ورفض المشاريع العدوانية الاسرائيلية ضد فلسطين ولبنان. وللتذكير، يعود له الفضل في إنجاز تفاهم نيسان 1996 الذي كان بمثابة تشريع لعمل المقاومة ولحق اللبنانيين في مقاومة الاحتلال الاسرائيلي، ما دامت أرضهم محتلة.

ولقد سعى الرئيس الشهيد الى بناء الدولة وتقوية الجيش والمؤسسات العسكرية، كما سعى الى النهوض بالاقتصاد الوطني وتنفيذ المشاريع التنموية في كل المناطق اللبنانية التي لم يميز بينها يوما وفقا لتوجهها السياسي أو لونها الطائفي والمذهبي، تماما كما لم يميز يوما في المساعدات التعليمية والتربوية لعشرات الآلاف من اللبنانيين من كل المناطق والانتماءات والاتجاهات، لإيمانه بالتنمية البشرية والانسانية.

ولقد آمن الرئيس الشهيد رفيق الحريري أيضا بقضية إستقلال لبنان وسيادته ودفع حياته ثمنا لهذه المواقف، وآمن بالعلاقات الندية اللبنانية-السورية، بعيدا عن منطق الوصاية. سيبقى لبنان مدينا لرفيق الحريري في الكثير من المجالات والميادين".

وتابع: "نذكر في هذه المناسبة أن الحزب التقدمي الاشتراكي كان أول من طالب بقيام المحكمة الدولية التي أقرت كبند أول في هيئة الحوار الوطني وبالاجماع، على الرغم من أن بعض الملابسات قد تلت في وقت لاحق. أما الآن، وقد أصبحت المحكمة الدولية أمرا واقعا، فمن الأنسب مقارعة الحجج بالحجج والبراهين بالبراهين داخل المحكمة وليس عبر وسائل الاعلام تفاديا للسجال والاحتقان.

في ذكرى الرابع عشر من شباط، تحية إلى رفيق الحريري ورفاقه الأبرار، وتحية الى كل شهداء ثورة الأرز، الأحياء منهم والأموات. والتحية موصولة الى شهداء الثورة السورية والمعتقلين السياسيين في السجون والمفقودين".

وقال: "في مجال آخر متصل بالثورة السورية وتداعياتها اللبنانية، حذار النظر الى تلك الثورة على أنها صراع طائفي، فالنظام السوري بطش بالعلويين كما فعل بسواهم، وأدخل المئات منهم الى السجون كما فعل مع غيرهم من الطوائف، فالمسألة لا ترتبط بالانتماءات المذهبية، بل بالمطالبة المشروعة بالحرية والديموقراطية، وهذا هو أساس الصراع. ولا بد أيضا من تجنيب طرابلس الاحتقان المذهبي. فالمرتزقة لا طائفة لهم ولا لون، وهم مستعدون أن يعيثوا بالأمن فسادا دون معرفة العواقب السلبية.

وختم: "مجددا، نسجل استغرابنا وشجبنا للموقف الرسمي اللبناني الذي تحفظ عن البيان العربي الذي كان الهدف منه رفع الظلم ووقف التنكيل والابادة التي تمارس بحق الشعب السوري، فلماذا هذا التهرب من المسؤولية السياسية والانسانية والاخلاقية في دعم الشعب السوري؟"  

السابق
الأنباء: حسابات ميقاتي لم تعد تتطابق مع “حزب الله” ودمشق
التالي
نازك الحريري: بناء المستقبل العربي ليس مستحيلا بل موضوع إرادة وتعاون بيننا كأمة