جعجع: هل تستطيع هذه الحكومة ان تتحمل مسؤولية عزل لبنان وتهميشه دولياً

 ظم حزب القوات اللبنانية حفل عشائه السنوي لمنطقة عاليه في مطعم الكرمة – عاريا، في حضور ايدي ابي اللمع ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية الدكتور سمير جعجع، النواب: هنري حلو، فؤاد السعد وفادي الهبر، الدكتور عماد ضو ممثلا النائب أكرم شهيب، نائب رئيس تيار المستقبل الاستاذ أنطوان إندراوس، امين سر الحزب العميد وهبه قاطيشا، أمين سر حركة التجدد الديمقراطي أنطوان حداد، عضو أمانة سر 14 آذار شارل جبور، رئيس الدائرة الإعلامية في القوات الدكتور هاني صافي، المدير العام للموقع الإلكتروني للقوات طوني أبي نجم، مستشار النائب أكرم شهيب فادي أبي علام، مأمور نفوس عاليه رشيد خداج، وكيل داخلية عاليه الثانية في الحزب التقدمي الاشتراكي وسام القاضي، رؤساء ومخاتير معظم قرى عاليه، ممثلي جمعيات مدنية وشخصيات اجتماعية وحزبية.

استهل العشاء الذي قدمته السيدة انطوانيت البدر بالنشيدين اللبناني والقواتي ثم كلمة مسؤول الاعلام في منطقة عاليه روبير البيطار أعلن فيها اطلاق اول موقع ‏الكتروني حزبي مناطقي بين كل الاحزاب اللبنانية في لبنان ‏www.LFaley.com
وجرى تقديم دروع تذكارية وتكريم رئيس واعضاء الهيئة السابقة في القوات البنانية ‏في منسقية عاليه.

جعجع

جعجع وفي كلمة مصورة، أسف لعدم قدرته على المشاركة بالعشاء هذا العام على أمل اللقاء في أقرب فرصة ممكنة، شاكرا منسق القوات في عاليه جهاد متى على الجهد الذي بذله ويبذله من اجل المنطقة. كما هنأ المنسق الجديد للمنطقة كمال خيرالله لوصوله الى موقع مسؤولية في الحزب، متمنيا له النجاح بتحمل مسؤولياته.

واستذكر "النتائج المشرفة التي حققتها قوى 14 آذار وفي صلبها القوات اللبنانية في انتخابات العام 2009 لتعطي صورة واضحة عن ميل الناخبين في منطقة عاليه ولتصحيح الصورة التي كانت موجودة. فأثمر هذا الانتصار تمسكا بالمبادئ والثوابت والقضية من قبل نواب المنطقة في ما بعد".

ورأى ان "الوضع غير طبيعي في لبنان منذ ست سنوات باعتبار انه كان في السابق تتواجد حكومات لتحويل الوضع من غير طبيعي الى طبيعي، ولكن ما حصل مع الحكومة الجديدة أننا أصبحنا في وضع غير طبيعي على رأسه حكومة غير طبيعية أو بالأحرى حكومة غير طبيعية اتت لتكرس وضعا غير طبيعي".

ولفت الى "اننا منذ ثورة الأرز الى الآن نحاول معالجة هذه المشكلة والانتقال بالوضع من غير الطبيعي الى الطبيعي، فنجحنا حينا وفشلنا أحيانا، ولكننا على الأقل كنا في الاتجاه الصحيح والمطلوب"، داعيا الى "وجوب تكثيف الجهود والعمل لمحاولة الوصول الى حكومة طبيعية في أقرب وقت ممكن".

وتطرق الى حادثة الحمرا "حيث نزل بعض الشبان والشابات للتعبير عن رأيهم امام السفارة السورية ورفضهم لما يحصل في سوريا، وهم في اكثريتهم من اصحاب الفكر والرأي، فأتت مجموعة من الشبيحة تحمل عصيا وسكاكين وانهالت عليهم بالضرب وطاردتهم ما أدى الى سقوط ست اصابات ومن بين المصابين فتاتان كما ان بعضهم لا يزال حتى اللحظة في المستشفى".

واضاف: "ان احتمال وقوع أي حادث مشابه وارد في كل دول العالم، ولكن الأمر غير الطبيعي انه بعد عدة ايام على وقوع هذا الاعتداء لم يتم توقيف اي أحد، وهذا أمر غير مقبول"، سائلا "أين الدولة في هذا الخصوص؟ ان اي مشكلة تتعلق بسوريا أو بحزب الله اعتبروا ان الدولة غير موجودة".

وتابع: "على سبيل المثال في مشكلة لاسا هناك مجموعة من الأراضي المتنازع على ملكيتها بين البطريركية المارونية التي تمتلك صكوكا تثبت ملكيتها وبين مجموعة من المواطنين، لذا ابسط حل للمشكلة يكون بايقاف بناء او استعمال اي قطعة ارض وان تنتقل المساحة الى لاسا خلال اسابيع قليلة لتنجر اعمال المسح ويأخذ كل ذي صاحب حق حقه، فاذا تبين ان هناك من يبني على ارض ليست ملكه تنزع اعمال البناء على الفور".

وسأل: "من يستطيع تطبيق هكذا حل؟ فنحن نطرح الحلول ولكن لا دولة تستطيع ان تستجيب لأبسط متطلبات تطبيق القانون في لبنان".

وفي موضوع النفط والغاز، ذكر ب"أن لبنان ارسل منذ ثلاث سنوات الى مجلس الامن الدولي تخطيطا بمنطقته الاقتصادية، لتسير الأمور على افضل ما يرام واذ فورا يتنطح حزب من الأحزاب ليأخذ الامور على عاتقه في حين كانت الدولة هي المسؤولة عن هذا الملف، وكل المواطنين يدعمونها، فجاء هذا الحزب ليرسم استراتيجية لوحده ويلزم اللبنانيين بها والأخطر من ذلك نقل هذه القضية من منحاها الاقتصادي ووضعها في مكان آخر لا علاقة لها به، وهذا برأيي اكبر خطر لحق بهذا الملف حتى الآن"، متمنيا على "المسؤولين في هذه الدولة استدراك هذا الامر ومنع تدخل السيد حسن نصرالله على هذا الشكل في هذا الموضوع".

وحول تصويت مجلس الأمن الدولي على البيان الرئاسي الذي يدين القمع في سوريا، سأل جعجع: "هل يعقل ان ينفرد لبنان ويعادي المجموعة الدولية في أوسع معنى ممكن، في حين ان كل الدول الاعضاء في مجلس الأمن صوتت لصالح هذا البيان ومن ضمنها حلفاء سوريا المباشرين كروسيا، الصين، الهند، جنوب افريقيا ونيجيريا والبوسنة؟ هل هذا التصرف يتلاءم مع المبادئ والقيم التي قام عليها لبنان؟ هل نحن مع استمرار العنف في سوريا؟ هل نحن مع استمرار الضرب بعرض الحائط بحقوق الانسان في سوريا؟ أكيد لا. اذا كيف تسمح لنفسها الحكومة اللبنانية باعطاء التعليمات لبعثة لبنان في مجلس الأمن بالتصويت بهذا الشكل؟ هل تستطيع هذه الحكومة ان تتحمل مسؤولية عزل لبنان وجعله هامشيا وخارج المجموعة الدولية؟ فما الصورة التي ستأخذها بقية الدول او أي مواطن عادي عن لبنان؟ أنا شخصيا الصورة التي ارتسمت لدي وكأن لبنان جرم صغير يدور في فلك النظام السوري. فهل يجوز ذلك؟ فالحكومة لا تملك تفويضا بانزال حجم لبنان الى هذا القدر. فما الذي ينتظرنا بعد مع هذه الحكومة؟".

واعتبر جعجع ان "المحكمة الدولية تهم جميع اللبنانيين من كل الأطراف لأن الإجرام لم يطاول طرفا واحدا في لبنان بل طاول جميع اللبنانيين على مدى الثلاثين عاما الماضية. لذا من مصلحة شعبنا ان يذهب التحقيق بعيدا في مجموعة جرائم الاغتيال السياسي وقد ذهب بعيدا هذه المرة وعلى يد محكمة هي ارفع ما يمكن ان يكون على مستوى الدولة اللبنانية. ولكن ما هو موقف الحكومة اللبنانية؟ فرئيس الحكومة نجيب ميقاتي يقول انه مع هذه المحكمة ولكن المكون الرئيسي لهذه الحكومة وهو حزب الله وحلفاؤه يقولون ان هذه المحكمة هي اميركية اسرائيلية امبريالية. وبالتالي فاذا كان موقف رئيس الحكومة وحزب الله على هذا النحو، فماذا سيكون موقف لبنان؟ للأسف سوف يكون موقف لبنان عدم التعاون مع المحكمة الدولية او التعاون ظاهريا معها بدون اي بحث جدي لمحاولة اكتشاف من وراء عمليات الاغتيال السياسي في لبنان ووضع حد لها".

واعتبر "انه لا يوجد أي امكان للتقدم بأي ملف انمائي او اقتصادي او معيشي او اجتماعي من دون ان نكون بحد ادنى من حال استقرار، ومن المستحيل ان نكون في حال استقرار اذا لم يكن الوضع في لبنان طبيعيا أي ان تكون هناك دولة طبيعية يكون كل القرار وكل القوى المسلحة والامنية فيها تحت امرتها، وعدا ذلك عبثا يحاول البناؤون. فهل ما يحصل في لبنان في الوقت الحاضر يوحي بالاستقرار لتأتي الاستثمارات والأموال من الخارج لتدور العجلة الاقتصادية حتى تستطيع الدولة القيام بمشاريع انمائية؟ … وأولويتنا هي العمل دوما لاستتباب الامن في لبنان ولاستقراره حتى قيام الدولة الفعلية وعودة كل السلاح والأمن الى كنف مؤسسات الدولة واداراتها".

وتوقف جعجع عند النظام الداخلي لحزب القوات اللبنانية، فقال: "نحن في صدد تحضير اعلان المبادئ السياسية للحزب، وبعد ذلك سيفتح باب الانتساب الى الحزب وفي الصيف المقبل سنصل الى اول انتخابات حزبية"، مشيرا الى "ان هذا النظام الداخلي سيؤمن استمرارية القوات اللبنانية وسينعكس على بقية الاحزاب السياسية في لبنان". 

السابق
صقر: صمت حزب الله عن سفك دم الشعب السوري يضعه بمواجهة الإمام الحسين
التالي
مجدلاني: النظام الإنتخابي يستهدف بيروت بالدرجة الأولى