وتؤكد مصادر متابعة لتداعيات استقالة قرداحي لـ”جنوبية” ان هذه التداعيات ستترجم على خطين: الاول خارجي، وهو ترقب لردة فعل السعودية، وكيفية “تقريشها” للإستقالة، وهي سبقت لقاء الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
والثاني: داخلي عبر المقايضة التي قام بها “حزب الله” والرئيس نبيه بري وفرنجية بين قرداحي ومطلب الإطاحة بقاضي التحقيق العدلي طارق البيطار، الذي ذهب بعيدا في تحقيقاته بجريمة تفجير مرفأ بيروت، لكن الثمن المرصود لهذا يتمثل بعودة مجلس الوزراء الى الاجتماع.
ويبدو ان هذه المقايضة بين استقالة قرداحي، وبين ابعاد المحقق العدلي عن التحقيق مع الرؤساء والوزراء، قد أنجزت، بدليل دعوة الرئيس نبيه بري مجلس النواب الى جلسة عامة قبل ظهر يوم الثلاثاء في 7 ديسمبر لدرس واقتراح مشاريع واقتراحات القوانين المدرجة على جدول الأعمال.
مقايضة يقوم بها “حزب الله” والرئيس نبيه بري وفرنجية بين قرداحي ومطلب الإطاحة بقاضي التحقيق العدلي طارق البيطار
وضمنها ما يخدم المقايضة المطلوبة، من خلال تفعيل قانون محاكمة الرؤساء والوزراء امام المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.
استقالة قرداحي
وكان قرداحي اعلن استقالته ظهر امس في مؤتمر صحافي عقده في وزارة الاعلام، وربط استقالته بما قدمه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من ضمانات وتطمينات بأن تكون الاستقالة مفتاح تحسين العلاقة مع المملكة ودول الخليج.
وقال: لذلك لم يعد بإمكاني تأخير الموضوع اكثر حتى لا يفسّر على انه عناد او عرقلة للحلول وهذا ما لا اقبله على نفسي.
إقرأ أيضاً: إيران «تتودد» إلى السعودية من بوابة بنشعي..وفرنجية «يُهدي» قرداحي إلى فرنسا والرياض!
وزار قرداحي عصراً رئيس الحكومة وسلمه كتاب الاستقالة خطياً، فقال ميقاتي، «تاريخ الاستقالة في 3 تشرين الثاني، يعني من شهر ناوي». وتوجه ميقاتي الى قرداحي ممازحا أمام عدسات المصورين: «يبدو ان معالي الوزير كان قد إتخذ قراره بالإستقالة منذ شهر، ولكنه تريث على ما يبدو لأسباب مجهولة».
وانتقل الوزير المستقيل من السرايا الحكومية الى قصر بعبدا حيث سلم رئيس الجمهورية استقالته الخطية.ثم زار الرئيس نبيه بري.
وجدد رئيس الجمهورية خلال تسلمه كتاب الإستقالة وشكر الرئيس عون الوزير قرداحي على مبادرته، مجدداً التأكيد على حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع الدول العربية، متمنياً ان تضع الإستقالة حداً للخل الذي اعترى العلاقات اللبنانية – الخليجية.
ماكرون
ومن دبي، سارع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الاعراب عن أمله أن تساعد المحادثات التي سيجريها في السعودية على تخفيف التوتر بين دول الخليج ولبنان.
وقال ماكرون في دبي قبل توجهه إلى السعودية لإجراء محادثات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «سنرى في نهاية هذه الرحلة، وما زلت حذرا، لكن أمنيتي على الصعيدين الاقتصادي والسياسي أن أكون قادرا على إعادة علاقات جميع دول الخليج مع لبنان لمساعدتها على الخروج من هذه الأزمة».
وتابع قائلا: «آمل أن تسمح لنا الساعات القادمة بإحراز تقدم»، مضيفا أنه يأمل أن يسمح ذلك لرئيس الوزراء نجيب ميقاتي بالاجتماع مع حكومته والمضي قدما في جهود الإصلاح الاقتصادي المتعثرة.
