حرب لـ«جنوبية»: الإنتخابات تشكل الفرصة الوحيدة المتاحة لأهل الثورة

بطرس حرب
لمناسبة العام الثاني على إنطلاقة ثورة "17 تشرين" إستمزجت "جنوبية" آراء مفكرين وسياسيين وممثلي مجموعات الحراك حول كيفية إستعادة الثورة لزخمها الشعبي، ووفقا لأي أدوات وفي أي إستحقاقات.

يشرح النائب والوزير السابق بطرس حرب سبب تراجع زخم الثورة إلى الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب الذي يعيشه اللبنانيون، بالإضافة إلى نجاح أهل السلطة في ضربها من الداخل والخارج.

ويدعو حرب الثوار إلى الإتفاق على برنامج عمل مشترك، لكي يتمكنوا من إستقطاب الشارع اللبناني من جديد، وخوض الانتخابات النيابية المقبلة بنجاح.

يرى النائب و الوزير السابق بطرس حرب ل”جنوبية” أن “الأرضية وتطور المجريات الحاصلة في لبنان، تشكل المنطلق والحافز المستمر والضاغط لتفعيل الثورة”، معتبرا أن “سبب تراجع زخمها يعود إلى عامل الوقت، والضيق الاجتماعي والاقتصادي والمالي الذي يعاني منه اللبنانيون، بالاضافة إلى أن أهل السلطة (المشكو منهم) نجحوا في ضرب هذه الثورة من الداخل والخارج، كما أن الثورة بحد ذاتها وبالشكل الذي إندلعت، فيه تحمل بذور عدم نجاحها، إذا إستمرت على ما هي عليه في حالة الفوضى السائدة فيها”.

دخل على الثورة بعض المستغلين ليركبوا موجتها لتحقيق مكاسب شخصية

ويشير إلى أن “الثوار لم يتمكنوا من الإجتماع، ووضع برنامج مشترك والعمل بموجبه والتوحد حوله، وكل جزء من الثورة إستقل بجناح لوحده، وطرح شعاراته ولم يثبت أنه على إستعداد للتعاون في ما بينهم”.

إقرأ أيضاً: حزب الله «يُحاصر» البيطار قضائياً وحكومياً..وباسيل يُجاري حارة حريك بـ«تجريم» جعجع!

ولفت إلى أنه “دخل على هذه الثورة بعض المستغلين ليركبوا موجتها لتحقيق مكاسب شخصية، وكل هذه العناصر أدت إلى تراجع فعاليتها، بالرغم من أن إنفجار مرفأ بيروت شكّل عنصر مهما جدا  لتحريك الشارع،  وإشعال الثورة من جديد لكن لم يحصل ذلك بسبب هذه الظروف”، ويعرب عن أسفه لأن “الثوار لم يعرفوا كيف ينظموا صفوفهم، لكي يتحولوا إلى قوة جدّية ضاغطة وموحدة في وجه أهل السلطة الفاسدة”.

يضيف:”طموحي الشخصي أن تتمكن تيارات الثورة المتعددة جدا، أن تضع برنامج مشترك يتضمن المبادئ لكيفية مواجهة الفاسدين والفساد المستشري في البلد، وهذا أمر يجب أن يعمل عليه الجميع”، مشيرا إلى أنه “حتى الآن لم يحصل هذا الامر، ودخلت أطراف الثورة في صراعات في ما بينها  وتسابق على الظهور الاعلامي”.

على أهل الثورة الإتفاق على برنامج يخوضون معركتهم على أساسه

و يدعو حرب أهل الثورة “للإتفاق على برنامج وأن يخوضوا معركتهم على أساسه”، وبرأيه “هذا أفعل من تنظيم التظاهرات ومن الظهور الاعلامي، وإذا لم يتعاونوا في ما بينهم فإنهم يساهمون في إستمرار نهج المتسلطين على الدولة ويعززوه، لأنه ليس المهم أن تتكلم الناس، بل أن تترجم شكواها إلى خطوات عملية، تمكنها من ملاحقة الفاسدين والاتيان بعناصر شابة وجديدة، تتمتع بالحس الوطني والمعرفة والشجاعة لتنفيذ هذه البرنامج”.

الثوار لم ينظموا ينظموا صفوفهم كي يتحولوا إلى قوة ضاغطة وموحدة في وجه السلطة الفاسدة

يرى حرب أن “الانتخابات النيابية المقبلة هي الفرصة الوحيدة المتاحة، وإذا لم يستفد أهل الثورة  والناس الرافضين إستمرار الحالة على ما هي عليه منها، عندها يكونوا فوتوا الفرصة وإنتهى لبنان”.

 ويختم:” الأمل هو توحد الثوار حول برنامج، وأن يتعاونوا لمواجهة أهل السلطة والاحزاب المتربعين، وإذا لم يقوموا بوضع هذا البرنامج، عندها كل تحركهم سيصب  في خدمة هذه الطبقة السياسية وسيساهم في وأد الثورة وتطيير الفرصة للإصلاح”.

السابق
حزب الله «يُحاصر» البيطار قضائياً وحكومياً..وباسيل يُجاري حارة حريك بـ«تجريم» جعجع!
التالي
«الثنائي» يُطوّق حراك صور و«يَحتل» ساحة العلم..وأراضي الطفيل في مرمى «حزب الله»!