أردوغان… بداية السقوط

بدأت أحلام السلطان الأميركي أردوغان تتبخر في ساحة" تكسيم" قبل أن يسقط النظام السوري، ولن يكون اردوغان السلطان سليم الأول فاتح بلاد الشام ومصر.

تفاخر الثنائي أردوغان-غول بأنهما يمثلان طليعة التغيير الديمقراطي في الشرق الأوسط وأنهما انتصرا على علمانية أتاتورك بالاسلام الأميركي الذي أباح الكحول من السادسة صباحا حتى العاشرة مساء وتحالف مع اسرائيل وحلف الناتو.

قدم أردوغان النصيحة للنظام السوري بضرورة الاصلاح وعدم العنف مع المتظاهرين السلميين أو المسلحين لكنه قمع التظاهرات السلمية بالعنف المفرط الذي اعترف به ،فقتل اثنان وجرح ألفان واعتقل المئات وفقأ أعين ستة من المتظاهرين حتى لا يروا زيف ادعاءاته الديمقراطية.

ظهر أردوغان نمرا من ورق اهتز كيانه خلال 48 ساعة من بدء التظاهرات وأطلق اتهاماته ضد الخارج واتهم المتظاهرين بقلة من اللصوص والمشاغبين وتعهد بالقضاء عليهم خلال ثلاثة أيام.

أردوغان يتلقى الصفعة الأولى وألسنة النار التي أشعلها في سورية بدأت تنال منه من تفجيرات الريحانية الى اعتقال عناصر جبهة النصرة مع غاز(السيرين) الى الاقتصاد التركي الذي خسر 8% من نقاطه ، وتضرر السياحة والتجارة على مشارف الصيف.

لقد اشعل اردوغان الفتنة المذهبية في سورية وبدأ يحصد عواصف مغامراته ليقسم الشعب الى علويين وسنة وأتراك وأكراد وانقسم عديد سكانها الى 15 مليون علوي و15مليون كردي وثلاثين مليون سني ينقسمون بين علمانيين واسلاميين جدد.

ارتكب أردوغان خطيئة ضرب الجيش واهانته وسجن ضباطه بحجة محاولات الانقلاب ما زاد نقمة الجيش عليه ويجعله يسهل محاولات اسقاطه أو السكوت عنها ، كما لم ينجر الى مغامرة أردوغان بالتدخل في سورية.

لقد بدأ العقاب الشعبي لأردوغان الذي أعاد المذهبية والعثمانية بلباس ديمقراطي واسلامي خادع وجعل تركيا تتصادم مع جيرانها مع العراق بحجة حماية السنة ومع سورية بحجة تحقيق الديمقراطية ومع ايران بسبب موافقة تركيا على نشر صواريخ الباتريوت والقواعد الأميركية وبدأ العقاب الأميركي لأردوغان بسبب عجزه عن تنفيذ تعهداته باسقاط النظام السوري خلال أسابيع، وغامرت أميركا بمحاولة اسقاط النظام وبعد سنتين لم يسقط النظام وبدأت تخسر مكتسباتها التي حققتها بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وصارت محكومة بالموقف الروسي والصيني وتحولت من قوة احادية القرار الى احدى القوى العظمى وأطلقت الوحش التكفيري وحشدته في سورية لكنه سينتشر في الخليج وأوروبا وأميركا ويفعل كما فعل في لندن في بوسطن ومالي ونيجيريا انتقاما من رعاته الذين سيتخلون عنه وأولهم تركيا التي تغلغل فيها المسلحون التكفيريون وعصابات التهريب والاجرام.

ان أردوغان وحزب العدالة والتنمية يتعرضان لهجوم أربعة أطراف غير متحالفة لكن يجمعها نظام توافق المصالح المتمثل باسقاطه وحزبه وحكومته وهذه الأطراف هي:

– الجيش لاستعادة دوره السياسي والانتقام من أردوغان وحزبه على التنكيل به.

– المعارضة العلمانية والليبرالية التي شعرت بأن أردوغان وحزبه بدآ يطبقون الخناق على الحريات العامة والسلوك العام باتجاه تأليف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الطريقة الوهابية والسلفية.

– العلويون الذين بدؤوا يشعرون بالقلق والخوف من التهديدات التكفيرية في تركيا ومن العنصرية التي يمارسها أردوغان وعدم الاعتراف بحقوقهم الدينية.

– الأكراد الذين سيواصلون تحركاتهم لتثبيت حقوقهم والاستفادة من الفرصة الذهبية التي تعيشها المنطقة وبخاصة في سورية والعراق وتركيا للضغط على الحكومة التركية للتنازل.

ـ ان أميركا والغرب وفق تاريخهم السياسي مع حلفائهم وأتباعهم يتخلون عنهم عندما تتهدد مصالح أميركا كما فعلت مع شاه ايران والقذافي ومبارك وبن علي وهكذا ستفعل مع أردوغان وأوغلو وستحاسبهما على فشلهما في سورية ولن تدافع عنهما في الداخل التركي وهذا أول الأدلة على فشل المشروع الأميركي وانتصار محور المقاومة والممانعة والساحة الثانية للتأديب ستكون "قطر الصغرى".
  

السابق
الديار: بوتين أرسل طائرات انطونوف الضخمة لنقل الصواريخ بأسرع وقت
التالي
جنيف 2 وحدود الأمل